بن كيران والمعاش وبركة الفقيه

بن كيران والمعاش وبركة الفقيه

A- A+
  • أثار- ولازال – حصول رئيس الحكومة السابق عبد الإله بن كيران على معاش استثنائي قدر بـ9 ملايين سنتيم شهريا، ردود فعل ساخطة من طرف النخب ووسائل الإعلام والمواطنين العاديين، كلها استهجان من رجل كان يقيم الدنيا ويقعدها لمحاربة الريع، وحارب حصول الوزراء على تقاعد ومعاش من الدولة، وبالمقابل اقتطع للموظفين مبالغ مالية هائلة لسد ثغرات صناديق التقاعد رغم أنهم يؤدون منذ اندماجهم في الوظيفة اقتطاعات التقاعد..

    لم يعمر بن كيران سوى 5 سنوات في منصب رئاسة الحكومة، واستحق أن يأخذ عن كل ساعة في اليوم، حتى بدون أن يعمل أو ينتج حوالي 72 درهم، كما حسبها شياطين الفايسبوك، أين العيب؟ رجل دولة لم يعد له أي دخل كما يقول، ولم يطلب من وزارة المالية معاشا، وأصبح في أرصدته البنكية الأربعة – ما فوق الحمار ودون البغل – معاش محترم؟

  • صدقوني- لا أنا ولا المغاربة الطيبون- يمكن أن يكونوا رافضين لتقاعد مسؤول حكومي اشتغل في دواليب الدولة ولم يعد له دخل يكفيه العوز ويحفظ له الكرامة، فقد مر وزراء كُثر، وطلبوا المعاش ولم يحرك المغاربة ساكنا، لكن لماذا قامت القيامة اتجاه حصول بن كيران على معاش استثنائي في حدود تسعة ملايين سنتيم شهريا؟.

    السبب بسيط جدا، وهو أن بن كيران مثَّل على المغاربة دور الزاهد في السلطة وفي منافعها، مدافعا عن الريع ومناهضا لطلب البرلمانيين الزيادة في معاشاتهم وهم يؤدون أقساط منها، على خلافه هو، واستنكر حصول الوزراء على معاش ما بعد الخدمة، وظل يرفع شعار محاربة الريع السياسي والانتهازية السياسية، ويمثل دور الاستقامة والنزاهة على عامة الناس، ويزايد على باقي الفاعلين السياسيين لاستمالة الهيئة الناخبة من عامة الشعب..

    هناك شيء ملفت للانتباه في قضية المعاش الاستثنائي لعبد الإله بن كيران، وتعالوا لنحسب الأمر “بالخشيبات”، فقد كان راتب رئيس الحكومة السابق يصل أو يتجاوز 10 ملايين بالتعويضات عن السكن والسفريات دون احتساب باقي الامتيازات التي تأتي مع منصب حساس من حجم رئاسة الحكومة، “فابور” ولوجه الله على شكل هدايا أو تسهيلات أو تقديم خدمة مجانية، أو رد الجميل أو استباقا لطلب خدمة لن يحل عقدتها سوى رئيس الحكومة، وشغل عبد الإله بن كيران منصب رئيس الحكومة لـ64 شهرا بالتمام والكمال، أي أنه تقاضى خلال هذه المدة- خمس سنوات وثلث السنة – حوالي 640 مليون سنتيم، ولم يغادر منصب رئاسة الحكومة إلا في مارس2017، ولم تمض سنة على إقالته حتى لم يعد لديه في حساباته البنكية إلا 10 آلاف درهم، وهو إما أن عبد الإله بن كيران كان من المبذرين الذين وصفهم تعالى جلاله في محكم الذكر الحكيم بـ “إخوان الشياطين”، وإما أن خللا ما يوجد في حسابات الرجل، الذي يعرف أن الدوام لله وليس للمنصب وأجرته السمينة، وما دارش بحساب دواير الزمان، والرجل الذي لا يعرف كيف يخطط لحياته الخاصة وأبان عن فشله في تدبير أموره بعد الإعفاء، كيف يمكن أن يخطط لدولة، ويسير مؤسسات كبرى ويضع في حسبانه الجفاف، وارتفاع أسعار البترول والأزمات الاقتصادية العالمية، و… و….، وإما أن عبد الإله بن كيران لا يقول الحقيقة كاملة للشعب الذي يلتجئ إليه لطلب أصواته مع كل انتخابات.

    الإخوان في العدالة والتنمية لهم سلوك نكتة “الفقيه” تماما الذي لو قيل له الزردة في تركيا أو قطر أو مصر… سيقول إنها قريبة، ولا تراه إلا وهو بسبحته يردد الأحاديث والآيات القرآنية، قال الله وقال رسوله.. ويستنكر اهتمام الناس اليوم بالحياة الفانية ونسيانهم للآخرة أو الدار الدايمة، وحين تمد شي بركة للفقيه يدسها في جيبه شاكرا ممتنا، وإن كانت كبيرة يدعو بأن يمد لك في العمر ويرزقك روحا وريحانا، وإن كانت قليلة ذكرك بسعير جهنم والعذاب الأليم.. وغا طريق وحدة شدها معانا أسي بن كيران، إما معاش الوزراء ريع حقيقي بما فيها معاشك الاستثنائي، وإما راه كاع المعاشات حلال طيب.. وبلا قوالب صديقتنا أمينة.. الحجاب بالمغرب و”العري” أمام كباريه “مولان روج”.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي