الانتصار له أب اسمه: وليدات الركراكي

الانتصار له أب اسمه: وليدات الركراكي

A- A+
  • تعزز المنجز الكروي المغربي يوم السبت الماضي بطنجة، فعلها أسود الأطلس في المباراة التي اصطلح على أنها ودية، في حين أنها كانت مباراة حقيقية بالنسبة للفريقين، بالنسبة للفريق البرازيلي، فهو يتربع على عرش كرة القدم في الترتيب الدولي، وكان في حاجة إلى مباراة طنجة باعتبارها أول مباراة له بعد إقصائه مبكرا بقطر، مع وصيف نصف نهاية كأس العالم، أن يمحو الصورة السلبية التي ظهر بها ويستعيد قوته ومجده، لذلك لعب بكامل لاعبيه الذين يشكلون القوة الضاربة للفريق، ومدربه الوطني كان يعرف أن مباراة البرازيل ضد المنتخب المغربي ستحدد مصيره بشكل قوي..
    نفس الشيء يقال عن المنتخب الوطني، فقد كان على مدرب الأسود وليد الركراكي أن يثبت للعالم أن مساهمة الفريق المغربي في كأس العالم والنتائج المبهرة التي تحققت في قطر، ليست بيضة الديك، وليست الصدفة وحدها من صنعتها، بل هناك عمل وهناك استراتيجية، لم تكن إقصائيات قطر سوى بداية انطلاقها، وكان عليه ضرورة انتزاع الفوز بأي ثمن من ملعب طنجة أمام فريق السامبا العريق مهد اللعبة الساحرة.. بالإضافة إلى أن المباراة الودية سينتج عنها ترتيب جديد متقدم للمنتخب الوطني على مستوى الترتيب الدولي في حالة الفوز كما حصل يوم السبت الماضي.
    حقق المنتخب الوطني لكرة القدم إنجازا مهما في ملعب طنجة ضد الفريق البرازيلي في المباراة الودية التي جمعتهما مساء السبت الماضي، من خلال الأداء الجيد والفرص العديدة التي خلقها أسود المغرب في ساحة الملعب، والتي كان يمكن للفريق الوطني أن يحرز انتصارا بفارق أكبر مما حصل، قيمة هذا الانتصار تأتي من كون الأمر يتعلق بفريق البرازيل، الذي يعتبر مجرد اللعب معه مفخرة فبالأحرى الفوز عليه وهزمه.. لقد انتقل الفريق الوطني إلى مصاف الكبار، وأزاح وليدات الركراكي عقدة الدونية والاكتفاء بالمشاركة المشرفة، وانتقلوا إلى مرحلة جديدة، قوامها اللعب الفعال ضمن قائمة النجوم الكبار بأداء ساحر وتناسق بين كل مكونات وأجنحة الفريق الوطني دون عقدة نقص، وبحضور مبهر للناخب الوطني في كل أطوار المقابلة وتعامل إنساني متميز بين كل مكونات المنتخب الوطني من الطاقم الإداري والتقني والطبي وبين اللاعبين ودعم الجمهور الغفير الذي حضر المباراة وهو ما شد أنظار كل الصحف الدولية التي تغنت بسحر أداء الفريق الوطني في مباراة السبت الماضي ضد البرازيل.
    تراكم الانتصارات التي بدأها المنتخب الوطني مع الفريق البرازيلي سيكون له تأثير كبير على ترجيح كفة المغرب في احتضان الاستحقاقات الكروية الكبرى التي قدم ترشيحه إليها، كانت قارية أو دولية، لا يتعلق الأمر اليوم فقط بتوفر المغرب على بنية تحتية في مجال الملاعب وتوفير النقل والفنادق وباقي الخدمات المرتبطة بالتظاهرات الكبرى لكرة القدم، بل أيضا بفريق وطني يلعب حتى النفس الأخير من الإقصائيات وعينه على الفوز كما فعل في كأس العالم بقطر.
    ما تحقق في ملعب طنجة ضد الفريق البرازيلي يؤكد أن الاستراتيجية الملكية في مجال كرة القدم قد بدأت تؤتي ثمارها وليس ما حدث بقطر وطنجة سوى أول الغيث، لذلك نحتاج اليوم تعميم هذه الملحمة في باقي القطاعات بنفس النية وبنفس الحماس والثقة في إمكانياتنا فالفوز هو صناعة مغربية، والفرح أيضا قدر مغربي.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الأمير مولاي رشيد ترأس مأدبة عشاء أقامها الملك على شرف المدعوين