المالكي: المغرب يؤمن بقدرة أفريقيا على تجديد نفسها والرفع من وتيرة تقدمها

المالكي: المغرب يؤمن بقدرة أفريقيا على تجديد نفسها والرفع من وتيرة تقدمها

A- A+
  • صرح الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، أن المغرب يؤمن بقدرة إفريقيا على تجديد نفسها والرفع من وتيرة تقدمها

    و أكد المالكي خلال اللقاء التشاوري لرؤساء البرلمانات الإفريقية اليوم الخميس بمجلس النواب، أن هذا الاجتماع التنسيقي يهدف إلى تبادل الآراء حول سُبُل تجويدِ العمل البرلماني داخل برلمان عموم إفريقيا، مشيرا إلى أن المغرب، ومنذ أن جدَّد انخراطه في الاتحاد الأفريقي وعاد إِلى بيته وأهله، عاد ليمارس حقَّه في الانتماء المؤسساتي داخل قارته. والحق أنه لم يغادر أفريقيا بل توقف فحسب عن نشاطه داخل منظمة “الوحدة الأفريقية” التي أصبحت تحمل اسم الاتحاد الإفريقي بعد أن تغيرت الرؤية واتسعت الآفاق. كما عاد المغرب بعد أن وضعت الحربُ الباردة أوزارها، وتبدلت المناخات الإيديولوجية التي كانت سائدة في العالم، وفي إفريقيا بالخصوص. وعاد المغرب أيضًا تحت إِلحاحِ الأشقاء والأصدقاء وبفضل تحفيزاتهم المتضامنة وتطميناتهم الجادة والحريصة على وحدة الصفِّ الإفريقي وتكامل الإرادات داخل قارتنا.
    و استحضر المالكي، ما قاله الملك محمد السادس، في هذا السياق
    ونذكُر في هذا السياق أمام القمة الافريقية في أدس أبابا يوم الاثنين 3 يوليوز 2017، يضيف المالكي، ” لقد كنا دائما واثقين بأن أفريقيا تستطيع أن تُحَوِّل التحديات التي تواجهها، إلى رصيد حقيقي من التقدم والاستقرار.” مضيفًا بأن “المغرب يريد أن يساهم في إقلاع إفريقيا جديدة: إفريقيا قوية وجريئة، تدافع عن مصالحها ؛ وإفريقيا مؤثرة على الساحة الأممية. فمن أجل تحديد معالم إفريقيا الجديدة هذه، يتعين علينا التحرر من كل الأوهام. فإفريقيا الجديدة التي نتطلع بشغف إلى تحقيقها، لابد أن تنطلق من نظرة ملموسة وواقعية، بإمكانها أن تفرز قارة إفريقية مبادرة ومتضامنة.” كما أضاف الملك في نفس الكلمة، “بصدقٍ وقوةٍ وجرأةٍ اقتضاها المقام والموقف الصريح مع الأشقاء والأصدقاء : “ولهذه الغاية، نرى أنه من الأساسي أن تحدد الدول الإفريقية أهدافا واقعية وعملية، تقوم على الأولويات الحقيقية للقارة. فإفريقيا لم تعد في حاجة إلى الشعارات الإيديولوجية، وإنما تحتاج إلى العمل الملموس والحازم، في ميادين السلم والأمن والتنمية البشرية. والمغرب يؤمن بقدرة أفريقيا على تجديد نفسها، والرفع من وتيرة تقدمها. فأمام محدودية التعاون التقليدي بين الشمال والجنوب، على مواجهة تحدي الإقلاع، أصبح من الضروري على أفريقيا أن تتجه نحو التعاون الأفريقي البيني، وكذا إقامة مختلف أشكال الشراكات الاستراتيجية والتضامنية بين البلدان الشقيقة.”
    و في هذا الصدد اعتبر المالكي أن بعض مظاهر الهشاشة وضعف مشاريع التنمية في عدد من البلدان الإفريقية ما كان ليكون يومًا عائقًا أمام تحقيق الوحدة الإفريقية المنشودة، وإعادة بناء الصرح الإفريقي على أسسٍ مبدئيةٍ وقانونيةٍ جديدة.
    وأمام التحديات المتعددة التي تواجهها قارتُنا كالتغيرات المناخية وضعف التنمية الاقتصادية وتنامي النزاعات المسلحة وغير المسلحة، ورهان إنشاء منطقة قارية إفريقية للتبادل الحر -وما تقتضيه من إلغاءٍ للحدود من أجل حرية تنقل الأشخاص والبضائع والسلع- ارتأى المالكي انه كان لِزَامًا علينا تعزيزُ دَوْرِ مؤسساتِنا لإنجاح هذه المشاريع ومواجهة متطلبات المرحلة والتزامات الغد. وإن مؤسسة برلمان عموم إفريقيا وما أُنيط بها من صلاحيات واختصاصات وأدوار لَتَجِدُ نفْسَها اليوم كفاعل أساسي في تحقيق التكامل الإفريقي الذي نسعى جميعنا إليه.
    كما أن التجاوزات المتكررة التي تَشُوبُ عمل البرلمان داخل أروقة البرلمان الإفريقي تُحتِّم علينا مراجعة الأرضية القانونية التي تستندُ إليها هيئاتُ ولِجانُ مؤسستنا في أشغالها، وهي مراجعةٌ ترومُ بالأساسِ التحسينَ والتجويدَ وسَدَّ الثغرات والنقائصِ القانونية، وذلك من أجل ترسيخ العمل الديمقراطي وتمكين هذه المؤسسة الموقرة من الاضْطِلاعِ بأدوارها على أكمل وجه.
    و أبرز رئيس مجلس النواب ان هذا الاجتماعُ يمثل شكلًا من أشكال العمل البرلماني الإفريقي المشترك الذي نطمح من خلاله أن نتبادل الآراءَ ووجهاتِ النظر للخروج بتوافق بين مختلف الوفود البرلمانية الحاضرة، وذلك وفقا للمبادئ الأساسية لمؤسستنا الموقرة وفي احترام تام لروحِ العملِ البرلماني متعددِ الأطراف.
    ولبلوغ هذا الهدف، اقترح المالكي ضرورة تعديل القانون الداخلي بما يضمن سُمُوَّهُ على باقي المرجعيات القانونية، وذلك تفاديا لأي تنازع بين القوانين الجاري بها العمل، ورفعًا لأي لبسٍ قد يعتري تأويل بعض النصوص القانونية، والذي يتم استغلاله في كثير من الأحيان من طرف بعض الذين لا يضعون المصلحة المشتركة ضمن أولوياتهم.
    واختتم المالكي كلمته قائلا:” إني على يقين أن مداخلاتكم القَيِّمَة وتفاعُلَكُم الإيجابي في هذا اللقاء التشاوري سَيُثْرِي النقاش بما يفرز في النهاية اقتراحاتٍ بناءةً تهدف إلى تجويد عمل البرلمان الإفريقي من أجل تحقيق الوحدة الإفريقية المنشودة وتلبية لتطلعات شعوبنا”.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الأمير مولاي رشيد ترأس مأدبة عشاء أقامها الملك على شرف المدعوين