الملك يضع المغرب على طريق الحرير الصحي

الملك يضع المغرب على طريق الحرير الصحي

A- A+
  • حين تكتب صحيفة دولية كبرى مقالا تحت عنوان: “المغرب يخوض سباق إنتاج لقاح كورونا بالتعاون مع الصين”، أو “العاهل المغربي يدفع بلاده إلى استقطاب أول مركز لتصنيع اللقاح ضد كورونا”، فإن ذلك ينم عن مصداقية المملكة وثقة الفاعلين الدوليين الكبار في استقرارها وفي إمكانيات المغرب الواعدة كمركز للتصنيع وللتسويق، فقد وقع المغرب، في 20 غشت الماضي، اتفاقيتي شراكة وتعاون مع المختبر الصيني “سينوفارم”، يهدف إلى إشراك المملكة في التجارب السريرية للقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد.. التعاون المغربي الصيني سيسمح للمملكة أن تضمن بأن يكون المواطن المغربي من بين الأوائل ممن سيتلقون التلقيح الذي من المحتمل أن يتمكن المغرب من إنتاجه قريبا جدا، في إطار تبادل الخبرة بين الرباط وبكين.. ولأن الملك في عز محنة جائحة كورونا لم يغلق الأبواب، وأطلق نداء لرؤساء إفريقيا للتعاون والتنسيق من أجل مواجهة الوباء، ووضع إمكانيات المغرب وخبرته تحت تصرف الدول الإفريقية المتضررة أكثر من فيروس كورونا، وهو ما أشادت به حينها كل الدول الإفريقية ومنظمة الأمم المتحدة وباقي المنظمات الإنسانية، فإنه اتفق مع الرئيس الصيني على أن يصبح اللقاح المصنع بالمغرب موجها إلى الدول الإفريقية، التي لا تسمح لها إمكانياتها ولا موقع دولها في الحصول على اللقاح بيسر، بين مصاف الدول العظمى ذات الإمكانيات الضخمة التي تغري شركات تصنيع الدواء وتسيل لعابها، وهو حس إنساني للملك محمد السادس عبر عنه في مناسبات شتى وبلا مقابل كما فعل اتجاه الكارثة التي مر منها الشعب اللبناني الشقيق هذا الصيف الأسود.

    وبعد المكالمة الهاتفية التي أجراها الملك محمد السادس مع الرئيس الصيني، أكد شي جينبينغ  للعاهل المغربي وقوف الصين إلى جانب المغرب في تطوير لقاح فيروس كورونا، وذكرت وكالة أنباء الصين الشعبية أن المغرب سيصبح بلد إنتاج لهذا اللقاح لتسويقه لبقية بلدان القارة الإفريقية ودول الجوار.

  • اللقاح الصيني يعتبر واعدا جدا لأنه تمت المصادقة عليه من طرف مجموعة من الدول، وقد انطلقت عملية تجريبه على متطوعين مغاربة، وهو ما سيسمح للمغرب بإنتاج اللقاح في أقرب الآجال ومن تم تسويقه بالقارة السمراء.

    حين قلنا إن مغرب ما بعد كورونا لن يكون هو نفسه ما كان عليه قبل كورونا، لم نكن نقرأ الفناجين أو نضرب خط الرمل أو نرجم بالغيب، كان استقراؤنا مبنيا على تحليل ملموس للواقع الملموس، وعلى وقائع عينية تؤكدها الأحداث، وها هو الملك محمد السادس يبرز تفرده ونجاعة قيادته في زمن الكارثة التي تصنع معدن الزعماء الكبار، ويسارع للبحث عن أضمن السبل ليستفيد المغاربة من اللقاح بأسرع وقت ممكن وبثمن مناسب، كما كان الشأن مع مبادرته في صنع الكمامات وأجهزة التنفس الصناعي وأدوات التعقيم وأسرة المستشفيات واستنفار المؤسسة العسكرية وحشد إمكانيات جميع مؤسسات الدولة ليس فقط لمواجهة الوباء، بل أيضا لتحرير الطاقات المغربية لتبدع وتبتكر، بدل التشكيك المستمر في قدراتها، يؤمن الملك بخلق حماس جماعي لمحاربة الجائحة، ولكن أيضا لاستعادة المغاربة ثقتهم بأنفسهم وتحرير خيالهم للقدرة على التقدم والإنتاج، والدليل هو أن الملك محمد السادس حوَّل الكارثة إلى ثورة أو ملحمة بين العرش والشعب، واضعا مصلحة المواطنين فوق كل اعتبار، والتفكير الدائم في تحقيق إقلاع جديد لتجاوز الأزمة العميقة التي خلفها فيروس كورونا في كل الميادين، بخلق بوادر تزكي الأمل وتعزز الثقة بين العرش والأمة في القدرة على الانطلاق، إنه طريق المستقبل المبشر بآمال في مغرب متقدم ومزدهر.. سير على الله.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي