مسيرة الرباط الباهتة تفضح أهداف جماعة العدل والإحسان السياسية

مسيرة الرباط الباهتة تفضح أهداف جماعة العدل والإحسان السياسية

A- A+
  • فقدت جماعة ياسين الكثير من بريقها الخادع، الذي طالما تبجحت به وحاولت توظيفه سياسيا، في مناوراتها وخطواتها التصعيدية في الكثير من المحطات التي حاولت الركوب عليها، وهو ما يؤكد تلك القراءات والتحليلات السياسية بعد وفاة زعيمها الروحي سنة 2012، وعدم تحقق نبوءاتها المتتالية في حياته، حيث شكلت ضربة قاصمة لمسار الجماعة المحظورة، وأثر بشكل كبير على امتدادها الذي كانت تروج له بتوفرها على عدد خيالي من الأتباع والمريدين.

    وظهرت جماعة العدل والإحسان، في مسيرة اليوم الأحد بالرباط، بحجم لا يرقى أن يماثل حتى عدد أنصار فريق لكرة القدم في مدينة صغيرة، رغم كل دعوات التجييش التي جندت لها الجماعة المحظورة سواء على المستويين الافتراضي أوالواقعي، ورغم “الإنزال” الذي قامت به، حيث نزلت بكامل ثقلها، واستعملت وسائل نقل جماعية لترحيل المريدين من مدن وقرى المغرب إلى الرباط، من أجل المشاركة في المسيرة الاحتجاجية التي نظمتها عائلات معتقلي الحسيمة، والركوب عليها مرة أخرى، وإعطائها بعدا آخر لا يمت لملف المعتقلين بصلة.

  • وبدت مسيرة الرباط محتشمة وباهتة، حيث كشفت تهافت القوة العددية التي كانت تستعرض من خلالها جماعة ياسين عضلاتها في شوارع الرباط، وبعث عبرها رسائلها المشفرة، كونها تتوفر على جيش احتياطي من الأتباع، إذ لم يتجاوز عدد المشاركين في مسيرة اليوم 6000 مشارك، 90 في المائة منهم من أتباع ومريدي الجماعة.

    وأظهرت ذات المسيرة، كيف يحتل مفهوم الأمة، مكانة مركزية في ذهنية مريدي الشيخ ياسين، والمشروع السياسي لجماعته، ويغيب عنها مفهوم الوطن، حيث غابت الشعارات والمطالب المحلية عن المسيرة، وحلت بدلها شعارات التنديد والاحتجاج، التي تناصر المحتجين في السودان والجزائر.

    وكشفت بالملموس أن مسيرة الرباط لم تكن إلا مطية لإخوان ياسين، من أجل تمرير رسائلهم العالمية، حيث فضحت مشروعهم الأممي الذي يتخذونه هدفا استراتيجيا لا محيد عنه، فهم يعتبرون مشاكل الشأن المحلي ليست إلا مشاكل ثانوية، وأن لا شأن لهم بما يقع في الداخل أمام مشروعهم العالمي الذي يستند إلى المشروع الإخواني العالمي، القائم على تقديم الولاء والانتماء للأمة على الوطن وعلى ما هو محلي.

    كما أظهرت ذات المسيرة كيف أن جماعة ياسين أصبحت تتلقف الفرص، كيفما كانت لإظهار أنها رقم صعب وأنها تقف بجانب مطالب الشعب، في حين أن الواقع يكشف عكس ذلك، فالعديد من المحطات التي كانت تفرض على الجماعة الوقوف حقيقة إلى جانب المستضعفين لا تعيرها اهتماما لا لشيء إلا لأنها لن تجلب عدسات الكاميرات إليها ولن تجلب من خلالها انتباه أحد.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الشرطة القضائية بتنسيق مع الديستي توقف شقيقين يشكلان موضوع مذكرات بحث