الوزير الداودي يَعِدُنا بالسعادة

الوزير الداودي يَعِدُنا بالسعادة

A- A+
  • في عز الأزمة حيث تتراكم مديونية المغرب بشكل غير مسبوق، وفي هذا البرد القاسي الذي يدخل بين ضلوع الفقراء والمشردين منا، وحيث ترتفع معدلات البطالة وأصبح إيجاد فرصة شغل مثل حليب العصفور، اختار الوزير لحسن الداودي أن يعد المغاربة بالرفاه، وأن تُدخل حكومة حزبه المغرب إلى السعادة.. فأثناء تدخل له أمام نواب الأمة، وفي معرض جوابه عن أسئلة النواب البرلمانيين مساء الاثنين الماضي بمجلس النواب قال لحسن الداودي، وزير الشؤون العامة والحكامة، إن “الحكومة الحالية لو قادت المغرب منذ الاستقلال لما وُجدت كل هذه المشاكل التي تعاني منها المملكة”.

    يذكرني تدخل الوزير الداودي بنصوص التلاوة التي كنا نقرأها في أقسام الابتدائي والتي تقول: “لن تجد كالمغرب بلدا فدا/ ولو زرت الأرض شرقا وغربا”، حيث اعتبر حكومة حزبه خير حكومة أخرجت للمغاربة منذ أنعم الله عليهم بالاستقلال، فهي أحسن من حكومة أحمد بلا فريج التي أرست القوانين الكبرى للحريات العامة، وحكومة عبد الله إبراهيم الذي لازالت المنشآت الاقتصادية الكبرى التي أطلقتها تشهد على قوتها، وأحسن من الحكومتين اللتين ترأسهما محمد الخامس والحسن الثاني، وأحسن من حكومة عباس الفاسي التي عرفت فيها أجور الموظفين أكبر زيادة بل وأحسن حتى من حكومة عبد الرحمان اليوسفي التي أنقذت المغرب من السكتة القلبية وأطلقت نفسا عميقا للحريات والانتقال الديمقراطي…
    وخا ما عرفناش إينا حكومة قصد السي الداودي واش غير حكومة سعد الدين العثماني، ولا حتى حكومة عبد الإله بن كيران التي كان فيها وزيرا أيضا، ولم نعش معهما إلا التفقير والتهميش، وحذف صندوق المقاصة والزيادة الخيالية في سعر المحروقات وبالتالي كل الخدمات والمواد التي ارتفعت أسعارها وألهبت جيوب المستضعفين في هذا البلد؟.

  • أيها المغاربة أبشروا فأنتم تتوفرون على خير حكومة أُخرجت للناس، أتصور لو أخذ الكلمة لحسن الداودي لخمس دقائق إضافية لقال: “والله ترامب باباه ما عندو بحال هاذ الحكومة”، على غرار وزير أو زميل سابق للوزير الداودي، ما عرفتش واش غير صدفة يكون الوافا ولحسن الداودي بزوج مرا من ذات الوزارة: الشؤون العامة والحكامة، وكأنهما يفتقدان للحكمة حقا!.

    حين كنت أتابع الوزير لحسن الداودي وهو يرد على الفريق الاستقلالي بالبرلمان، تيقنت أن الرجل في حملة انتخابية سابقة لأوانها، وهو يقول: “الحكومة عازمة على توفير فرص شغل تمنح الكرامة للمواطنين، وتجعلهم يشتغلون داخل بلدهم”، أليس هذا تسويق للوهم مرة أخرى؟.

    من أين ستأتي فرص الشغل، إذا كان المندوب السامي للتخطيط قد قال الأسبوع الماضي إن نسبة النمو بالمغرب لعام 2019 لن تتجاوز عتبة 2.9 بالمائة، وغالبا ما تطعن الحكومة في أرقامه وتعود لتحني رأسها وتقر بصحة أرقام مندوبية لحليمي، التي لديها قاعدة ثابتة تبني عليها معطياتها بشكل دقيق مما تروجه الحكومة من نسب خيالية.. هل يمكن أن يدخل الوزير لحسن الداودي المغاربة قصرا إلى السعادة، من مدخل الوهم والوعود؟.

    فالمشاريع الاستثمارية الكبرى يعود فيها الفضل للملك، فهو الضمانة الأساسية التي بفضلها وضعت شركات كبرى عالمية الثقة للاستثمار بالمملكة، أما حكومة سعد الدين العثماني فلحد الآن يشتكي منها الموظفون بكل أصنافهم والتجار على اختلاف مستوياتهم، والفقراء بجميع أطيافهم، والتلاميذ والأساتذة والمدراء والمفتشون التربويون، والممرضون والمرضى والأطباء أجمعين، وراه العاونيات في أغنية “زيد آ الملك زيد”، حتى هوما ما خلاو ما عبرو على يأسهم من هاذ الحكومة الغريبة..
    واتقي الله السي لحسن الداودي وما تبقاش طالق السلوقية علينا، راحنا ماشي فـ2011 ولا 2016، راه ما ينفع الناس يمكث في الأرض والمغاربة انتهوا من الوعود والزبد الذي يذهب جفاء وكل أحلامهم بسيطة، عمل يقيهم الجوع ويحفظ كرامتهم، تعليم ينور عقولهم ويؤهلهم للحياة، ماء صالح للشرب وكهرباء ينير درب ليلهم، وصحة غير معلولة ونقل ليس شبيها بناقلات الموت… المغاربة قنوعون لا يحلمون أكثر من أن يحيوا حياة كريمة فقط.. وبقى انت وحكومتك تقولو عازمين… وانتوما نوضو توكلو على الله وخدمو وخليو أعمالكم تتكلم عليكم فقط. الهضرة بزاف والسكات احسن.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    السفير زنيبر يبحث مع غوتيريش ومسؤولين أمميين تفعيل أولويات مجلس حقوق الإنسان