بوح الأحد: هل يشارك الملك في قمة نبذها القادة العرب، حقيقة الإرهابي حجيب

بوح الأحد: هل يشارك الملك في قمة نبذها القادة العرب، حقيقة الإرهابي حجيب

A- A+
  • بوح الأحد: هل يشارك الملك في قمة نبذها القادة العرب، حقيقة الإرهابي حجيب على لسان الجهاديين التائبين و كذبه البواح حول رأي ٱستشاري و أشياء أخرى

    أبو وائل الريفي
    نادرا ما تجتمع صفات قدحية كثيرة في شخص واحد ويكتشف الرأي العام أنه يتباهى بنقيضها. محمد حجيب معتقل سابق على ذمة قضية إرهاب في المغرب ويحمل كذلك الجنسية الألمانية واحد من هؤلاء. شخص فاشل في كل شيء، وَضِيع في كل شيء، ويبحث عن إثارة الجدل حوله بهدف الشهرة وجذب الاهتمام حول شخصه لربح ادعاء استهدافه رغبة في حصد موارد مالية من مداخيل الأدسنس وابتزاز السلطات الألمانية بفبركة ملف حقوقي فارغ والانتقام من السلطات المغربية التي طبقت في حقه القانون المغربي الذي ارتضاه هو بنفسه لما فضل بمحض إرادته نقله إلى المغرب حين تم طرده من باكستان نحو ألمانيا في أكتوبر 2009 خوفا من القضاء الألماني الذي كان يعرف أنه لن يرحمه وسينهي علاقته بهذا البلد الذي ما يزال يعتقد أنه بلاد كفر يجيز لنفسه فعل كل شيء ضده إن أتيحت له الفرصة لذلك.
    بذل حجيب الإرهابي كل جهوده طيلة سنوات بادعاءات كاذبة ومتناقضة ومليئة بالتدليس لإضفاء طابع حقوقي على ملفه الإرهابي بهدف استصدار قرارات تعويض من ميزانية الدولة الألمانية، وخاصة أنه يعاني من عطالة وضعف التعويضات الاجتماعية التي يتقاضاها من هذه الدولة والتي يتصور نفسه أنه يستحق أكثر منها. هذه هي أكبر مشكلة يعاني منها حجيب الذي يظن نفسه يستحق مستوى عيش ومداخيل أكثر مما يعيش به حاليا.
    عزف حجيب منذ سنوات على وتر مواقع التواصل الاجتماعي ك “يوتوبيرز” فلم تنجح بضاعته مما اضطره إلى تعزيز منتوجه الهزيل بعبارات السب والقذف والكذب والاستفزاز بحثا عن الإثارة وجلب المشاهدات وكذا ليعزز ملفه “الحقوقي الفارغ” كمعارض سياسي، وهو ما لم ينجح فيه إطلاقا. وبعد كل فشل يرفع حجيب وتيرة تطرفه ومعاداته للمغرب، حتى صار يصور نفسه مناضلا حقوقيا يتبنى كل القضايا ولو أنها تناقض خياراته الإرهابية وشخصيته المتطرفة أملا في استفزاز السلطات المغربية لتقوم بإجراءات ضده يعزز بها الخطوات التي ينوي القيام بها أمام الآليات الأممية لاستصدار مقرر يلزم الدولة الألمانية بتعويضه، وهو ما لم ينجح في استصداره ولن ينجح لسبب بسيط يكمن في أن هذه الآليات ليست بالسذاجة التي يتصورها عقله القاصر وفكره الجاهل ومنطقه الكافر بهذه الآليات التي يستعملها وهو يكفر بها.
    توجه الإرهابي حجيب منذ سنوات، وبالضبط في أكتوبر 2018، إلى لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وأدلى بكل ما لديه لادعاء تعرضه للتعذيب في المغرب، واستغرقت أشغال اللجنة أربع سنوات فأصدرت مقررها الصادم لهذا الإرهابي وغير المتوقع من طرفه. المقرر الذي قضى على كل أحلامه التي بناها على آثار مترتبة عن هذا الحلم بقيت فقط في عقله المريض وخياله غير الواقعي.
    هول الصدمة التي تلقاها الإرهابي حجيب من محتوى المقرر، وإقراره بأن الكثير من الادعاءات غير مقرونة بأدلة، وخلاصته بأنه لا تنطبق في حقه التعرض للتعذيب، وتجاهل الإعلام الألماني لهذا المقرر، واقتناعه أن حلمه بالتعويض صار في خبر كان. كل هذه المصائب التي حلت بهذا الإرهابي جعلته يستبق الحقيقة ويروج للأباطيل احتفالا بانتصار لا يصدقه حتى خياله الواسع والمريض في خلوة مع نفسه، وهذا ما جعله يستعين بخدمات شبيهه في الحمق والحقد على المغرب علي المرابط لتسويق القرار برواية حجيب المخالفة للحقيقة في منبر دعائي معروف بعدائه للمغرب مع ضرورة الإشارة أن المنشور الدعائي لعلي المرابط ذُيِّل في هذا الموقع بعبارة لا تخفى دلالاتها على كل مطلع على أبجديات مهنة الصحافة “الآراء المعبر عنها في هذا المقال هي آراء المؤلف ولا تعكس بالضرورة السياسة التحريرية لموقع ميدل إيست آي”. لماذا لم ينشر حجيب كل ما يتعلق بهذا المقرر؟ لماذا تجاهل الفقرات التي تبين اعتراف اللجنة بانعدام وجود أدلة على ادعاءاته؟ ولماذا هذه الانتقائية في قراءة المقرر؟ ولماذا يتجاهل الطبيعة الاستشارية للجنة ومقرراتها؟ ولماذا لم يرد على الحقائق الدامغة التي تطارد ماضيه الإرهابي والمليء بالكذب والتدليس؟
    دور هذا البوح هو فضح وتعرية الطابور الخامس الذي يدعي بطولة وهمية حتى يكتشف الرأي العام حقيقتهم ويبقى هو صاحب الرأي الأخير.
    التوضيح الأهم، يرتبط بطبيعة عمل مثل هذه الآليات والمخرجات المنبثقة عنها وأثرها القانوني والعملي. إنها آليات استشارية ومقرراتها استشارية غير ملزمة ويطبع عملها مرجعية لا تأخذ بعين الاعتبار كليا التشريعات الوطنية للدول المعنية بمقرراتها وهو ما يؤثر على احترام سيادة هذه الدول التي تبقى فوق كل شيء، ويطبع عمل بعض أفرادها أحيانا مغالاة في الانتصار لطرف دون آخر واقتصار الاستماع على جهات دون أخرى بمبرر مجال الاختصاص وأن الاستماع لشخص آخر هو مهمة آلية أخرى لأن مجال الاختصاص محدد ولا يمكن من الناحية الشكلية التصدي لموضوعه. وهو ما ينطبق على حالة محمد حجيب الذي لا يخفى على أحد سابقته الإرهابية التي لم يوليها التقرير اهتماما، ليس تجاهلا أو تقليلا من خطورة هذا الجرم ولكن بسبب الاقتصار على مجال الاختصاص، ومثل خطابه الداعي للكراهية والتمييز والتحريض ضد فئات اجتماعية مطلوب حمايتها من التنمر كما يحدث مع الإرهابي حجيب وهو يتحدث عن ضحية الريسوني ويصفه بعبارة “اللي ما يتسماش” ويعمم هذه التسمية على كل المثليين “اللي ما يتسماوش”.
    لا يمكن لقارئ المقرر أن يخطئ التمييز الذي وضعه صانعوه بين مرحلتين متمايزتين من الفترة السجنية لحجيب، وهما فترة قضائه العقوبة السجنية نتيجة أعمال إرهابية والفترة السجنية التي أعقبت التمرد الذي رافقه تخريب واعتداءات داخل السجن. ولا ندري سبب تجاهل حجيب لهذا التمييز الذي يحمل أكثر من دلالة.
    بخصوص متابعته الأولى حول الأعمال الإرهابية المنسوبة إليه، يؤكد المقرر أن حجيب تمتع بكل الضمانات كما هي منصوص عليها في القوانين المغربية مثل أي مغربي مع الإشارة أنه هو من فضل نقله للمغرب بعد ترحيله من باكستان إلى ألمانيا في فبراير 2010 بعد التحقيق معه من قبل عنصرين من الشرطة الألمانية في مطار فرانكفورت لساعات حول سبب ترحيله من باكستان. لماذا اختار إذن حجيب طواعية الرحيل إلى المغرب لو كان عنده شك في أنه سيتعرض للتعذيب؟ أو أنه لن يحظى بمحاكمة عادلة؟ أو لا يوافق على القوانين المغربية؟ هل كان يظن أن المغرب سيتغاضى عن سفره الغامض لباكستان؟ لماذا لا يوضح هذه الحقائق بشكل منطقي للرأي العام بطريقة تحترم ذكاءهم؟
    ولأنه يكذب ويدلس وينمق الكلام بما يناسب تحسين صورته والتغطية على حقيقته الإرهابية ونفاقه واستعداده لتبني المتناقضات لتبرير سفره الملغوم لباكستان وما ترتب عنه، نرى لزاما كشف حقيقته ونتمنى أن يجيب عنها بأدلة منطقية ومادية مستقبلا وإلا فإنه شخص فاقد للمصداقية أمام الرأي العام كما اقتنعت بذلك اللجنة الأممية في الكثير من فقرات مقررها الاستشاري الذي استغرق التحقق بشأنه سنوات.
    لقد كشف المقرَّر الأممي الاستشاري حسب تصريحات حجيب أنه تم توقيفه بباكستان في أكتوبر 2009 لمدة خمسة أيام قبل أن يتم ترحيله لسجن كويتا حيث قضى به أربعة أشهر ليتم ترحيله بعد ذلك إلى البلد القادم منه، وهو ألمانيا. والسؤال هو ما سبب هذا السفر؟ وما سبب سجنه في باكستان؟ وما سبب ترحيله إلى ألمانيا؟
    ادعى حجيب أن سبب سفره لباكستان هو المشاركة في نشاط ديني لجماعة التبليغ و الدعوة رغم أنه لم يدل بأي تزكية لحضور هذا النشاط. هذه الجماعة قانونية في هذا البلد، وهو ما يطرح السؤال حول سبب اعتقاله كل هذه المدة هناك!!! وخاصة أن إيقافه لم يكن بالمطار!! لأن المعروف أن راغبا في السفر لنشاط ديني للتبليغيين يمكنه ركوب الطائرة مباشرة من ألمانيا نحو باكستان في رحلة مريحة تستغرق سبع ساعات فقط، أو رحلة غير مباشرة قد تزيد على ذلك ببضع ساعات للوصول إلى العاصمة إسلام أباد ومنها إلى مقر الجماعة التي لا تبعد عن العاصمة إلا ب 19 كلم تستغرق رحلة أقل من الساعة. هذا هو المسار الطبيعي الذي كان يجب أن تسلكه رحلة حجيب لو كان فعلا ناشطا تبليغيا. فهل هذه هي الحقيقة؟ وهل يمكن للسلطات الألمانية تأكيد صواب ما يدعيه حجيب؟ وهل توصلت السلطات المغربية إلى صدق حجيب أثناء الاستماع إليه في كل أطوار محاكمته التي اختار بمحض إرادته تنقيله إليها مفضلا إياها على المتابعة في ألمانيا؟
    الحقيقة التي يخفيها حجيب والتي لا يمكن تغافلها لفهم طبيعته الإرهابية وكذبه على اللجنة الأممية هي أنه اختار خط سير غير مبرر وغامض ومشبوه للوصول إلى باكستان التي لم تكن سوى قنطرة لدخول أفغانستان للانضمام إلى المجموعات الإرهابية بدليل أن السلطات الباكستانية رحلته بعد توقيفه إلى سجن كويتا عاصمة إقليم بلوشستان والتي تقع غرب البلاد في الحدود مع أفغانستان وتبعد عن إسلام أباد بحوالي 900 كلم. فكيف بمن يريد حضور نشاط للتبليغيين أن يعتقل بعيدا عن مكان النشاط بألف كلم؟
    اختار الإرهابي حجيب السفر من ألمانيا إلى إيران عبر تركيا للوصول إلى مدينة مشهد بإيران بمبرر أنه شيعي يريد زيارة البقاع المقدسة ولا يخفى على أحد أن إيران صارت بعد أحداث شتنبر 2001 الوجهة المفضلة والأكثر أمانا للإرهابيين للوصول إلى أفغانستان بما كانت توفره السلطات الإيرانية من لوجستيك وبما كانت تقوم به من غض الطرف عن حركة الإرهابيين من وإلى أفغانستان لأسباب لا يجهلها متابع حينها. هل ينكر حجيب أنه ادعى التشيع وهو السلفي الجهادي الإرهابي التكفيري؟ وبعد وصوله إلى إيران اشترى تأشيرة مزورة للدخول إلى باكستان واختار الدخول برا إلى هناك رغم تطلب هذا الطريق أياما ومشقة ومغامرة. لماذا يغامر “تبليغي” كل هذه المغامرة ويخاطر بأمنه وحياته كل هذه المخاطرة لحضور نشاط ديني عادي لجماعة قانونية في بلد تحظى فيه هذه الجماعة بتقدير كبير؟
    هذا هو مفتاح فهم شخصية حجيب الإرهابية وهذه هي الأسئلة التي تفك شفرة ادعاءاته الكاذبة وتغطيته على الحقائق بطريقة مفضوحة لم تنطل على الألمان أولا فلما علم انكشافه أمامها فضل ترحيله للمغرب حتى لا يحرق أوراقه كلها مع ألمانيا التي ينعم بعطاءاتها وهو العاطل عن كل عمل ولكنه اكتشف أن ادعاءاته لم تنطل على السلطات المغربية التي كشفت حقيقته وما زال مستمرا في ترويج كذبه عبر روتينه اليوتوبي وعلى اللجنة الأممية التي لم تسايره في هذا الادعاء.
    لذلك، فإن المقرر الأممي أكد أن هذا الإرهابي تمتع بضمانات قانونية بدءا من توقيفه في المطار وإخضاعه للحراسة النظرية التي احترمت مدتها القانونية وتبليغ عائلته وذويه وتقديمه أمام النيابة العامة وتمتعه بحقه في الدفاع وبمحاكمة احترمت كل درجات التقاضي وإجراءاتها سليمة.
    على هذا المستوى، يمكن القول أن الإرهابي حجيب خسر كل شيء ولم تنطل ادعاءاته على اللجنة الأممية التي عبرت بفقرات واضحة أنه كان يتمتع بمحام طيلة مراحل الدعوى مع ملاحظة أن الإرهابي حجيب لم يقدم أي أدلة لإثبات آثار التعذيب أو لإثبات انتزاع اعترافاته تحت التعذيب كما يدعي ولم يثبت استحالة حصوله على مثل هذه الأدلة، كما سجلت اللجنة ضد حجيب عدم تقديمه لنسخ تثبت الكثير من ادعاءاته رغم إدلائه بالبعض وعدم توضيحه استحالة الحصول على نسخ منها. وهذا ما جعل اللجنة تخلص بصريح العبارة أن ادعاءات حجيب بتعرضه للتعذيب أو انتزاع اعترافات منه تحت التعذيب أو استخدام الاعترافات المنتزعة منه تحت التعذيب في محاكمته ادعاءات غير مقبولة. والصدمة الأخرى لحجيب في نفس المقرر تتجلى في قول اللجنة أنها أحيطت علما بادعاءاته أن أعمال التعذيب التي تعرض لها كانت مباحة وميسرة بمبرر غياب الضمانات الأساسية الواردة في القانون رقم 03-03 ضد الإرهاب، حيث أكدت اللجنة أن الإرهابي حجيب لم يقدم أي دليل في هذا الصدد واقتصر في مزاعمه على بيانات عامة، مما جعلها تخلص إلى أن تظلمه حول تعرضه للتعذيب غير مقبول لعدم وجود أدلة كافية. هل ينكر الإرهابي حجيب أن هذه الخلاصات موجودة في التقرير؟ لماذا يتجاهلها في تصريحاته حول هذا المقرر؟ ولماذا أخفى المرابط هذه الحقيقة؟ ألا يعتبر هذا كذبا بواحا؟ ومن كذب مرة يمكنه الكذب أكثر، ومن كذب بخصوص معتقداته وتبنى معتقدا فاسدا يسهل عليه أن يكذب بخصوص قضايا أخرى لا تصل حد العقيدة.
    يمكن لأبي وائل الاسترسال في ترصد فقرات هذا المقرر وعرض محتوياته التي تثبت أن الخاسر الأول من خلاصاته هو الإرهابي حجيب، ولكن أظن أن في ما عرضت كفاية لننتقل إلى الأهم.
    لقد خسر حجيب ادعاءه لأنه أراد تضخيم قضية عادية وبسيطة لا تتطلب كل هذا التضخيم، ووقائعُها واضحة، وتكييفها لا يستدعي مجهودا خارقا، والنظر فيها لا يتطلب تعقيدات، وتمتع حجيب خلال كل مراحلها بحقه مثل غيره من المغاربة اللهم إلا إن كان يظن نفسه مواطنا من درجة أعلى من غيره أو يظن نفسه غير مغربي أو يفاخر بجنسيته الألمانية مع العلم أنه هو من اختار تنقيله إلى المغرب وأحقيته بذلك بسبب جنسيته المغربية.
    الشق الثاني من قضية الإرهابي حجيب تتعلق بعملية التمرد التي قادها داخل سجن سلا، وسماها غزوة ليفضح قواسمه المشتركة مع الإرهابيين والتكفيريين الذين “يجاهدون” في إخوانهم في الدين والوطن والإنسانية، وهو ما تشهد به الفيديوهات المصورة التي لا يمكنه إنكارها، وتشهد به الجرائم التي ارتكبها ضد أعوان السجن والتخريب الذي ألحقه بهذا المرفق العمومي. كل الشهادات موثقة باعترافه ولا ينفيها حتى اليوم لأنها موثقة بالصوت والصورة والكتابة والتوقيع وتم عرضها على جهة قضائية قدم أمامها مرفوقا بهيأة دفاعه وحكمت ضده وقضى عقوبته السجنية على أساسها. لا يمكن نسيان أن تمرده الإرهابي خلف ضحايا، كما لا يمكن نسيان شهادات رفاقه في الزنزانة مثل بوشتى الشارف وحسن الخطاب الذين فضحوا الأساليب التدليسية التي كانوا يستعملونها بالصباغة والسواك والحنة لالتقاط صور تظهر ما يدعونه آثار تعذيب على أجسادهم، وحتى ادعاءه بعدم تبليغ أهله بعد تنقيله من السجن إلى سجن آخر فهو مبرَّر ومنطقي لأن حالة السجن بعد التخريب الذي كان عليه تستلزم تنقيلا عاجلا للسجناء لعدم صلاحيته لإيوائهم ولأن الأمر يتطلب مدة غير قصيرة لإصلاحه، ولذلك تم التنقيل الاستعجالي للنزلاء حينها إلى سجن تولال الذي تتوفر فيه كل شروط السجن حقوقيا وتم إبلاغ العائلات مباشرة بذلك.
    و الخطير أن بوشتة الشارف كشف أن حجيب و زميله في الزنزانة حمو الحساني اقترحوا عليه أن يدخلوا في دبره كشاف ضوئي لتعزيز الإدعاء باغتصابه بواسطة قنينة.
    الخلاصة أن الإرهابي الكذاب المدلس حجيب خسر مزيدا من الوقت ليضيفه إلى سنوات انتظار سابقة بدون طائل، وهذا ما أصابه بالصدمة ودعاه للاستعجال للخروج الإعلامي للترويج لنصر وهمي، ولأنه سيحرم من تعويض كان يضع عليه كل آماله لأن “المسكين” يتصور أنه سيبتز الدولة الألمانية بمثل هذه المقررات الاستشارية، وستنضاف هذه الصدمة إلى صدمات سابقة ومتلاحقة يتعرض لها من الدولة الألمانية التي اكتشفت متأخرة حقيقته وانتهازيته وتتخذ ضده الإجراءات القانونية التي وصلت حرارتها إلى جيبه فصار يبحث عن تقوية موقعه القانوني للحفاظ على ما يراه مكتسبات يضمن بها إعالة أسرته وهو الكسول الذي لا نخوة لديه ليشتغل مثل غيره من الناس و”تحليل” رزقه.
    اكتشف الإرهابي حجيب أن الإعلام الألماني يتجاهله ولم يتفاعل مع ما اعتبره نصرا ولم يعتبره الإعلام الألماني حدثا، بما في ذلك إعلام المعارضة ومنظمات حقوقية ألمانية. لماذا كل هذا التجاهل؟ هل هناك في ألمانيا المخزن والدولة العميقة و…؟ أم أن الكل اكتشف حقيقة الإرهابي الكذاب المدلس؟
    شخص بهذه الحالة النفسية المضطربة وفي هذا الوضع الانهزامي سيفقد الحد الأدنى من التوازن المطلوب في هذه اللحظات وسيقصف بكل شيء وسيصبح لقمة سائغة لكل من يريد تصفية حساباته مع المغرب وسيقبل توظيفه بأي طريقة كما سيقبل استعمال كل ما يعطاه دون التأكد من صدق ما يقول. وهذه هي حال هذا الإرهابي اليوم.
    يتعلق الحدث الثاني خلال هذا الأسبوع باقتراب تاريخ القمة العربية في الجزائر. كل الأخبار المتواترة تؤكد ما نبهنا إليه أكثر من مرة. لائحة الاعتذارات من قبل القادة العرب صارت هي الخبر الطاغي على أخبار هذه القمة. اعتذار ولي العهد محمد بن سلمان كان ضربة قاصمة للجزائر قبل القمة لأنه الاعتذار الثاني عن زيارة الجزائر بعد إلغاء غير مفهوم وبدون إعلان الأسباب لزيارة كانت مبرمجة في الصيف الماضي. يضاف إلى هذا الاعتذار تعذر حضور أمير الكويت ورئيس الإمارات وملك البحرين وسلطان سلطنة عمان ورئيس لبنان. لقد قلت في أكثر من بوح سابق أن الجزائر تبذل مجهودات لإفشال القمة من حيث تظن أنها تنجحها، وها قد اتضح صواب ما قلت سابقا.
    شروط نجاح القمة تتضاءل يوما بعد آخر، والآمال المعقودة عليها تتبخر، وضياع فرصتها لتقوية الصف العربي ودعم القضية الفلسطينية ومواجهة التحديات المحدقة بالأمن القومي العربي صارت مرئية للعين المجردة ولا تحتاج تحليلات خارقة. والأهم أن هذه المناسبة فضحت حقيقة نظام تبون وشنقريحة وعزلة الجزائر إقليميا، كما أن تمسكها بمحور إيران وضعها في مواجهة النظام العربي كله الذي يعي جيدا الخطر الإيراني سياسيا وعسكريا ومذهبيا. والمزايدات بمناصرة القضية الفلسطينية ستظهر حقيقتها وأثرها الميداني بعد القمة.
    إن فشل القمة سيكون في ذمة نظام العسكر ووحده يتحمل مسؤوليتها لأنه لم يتحل بما يقتضيه تنظيم قمة عربية في ظرفية حساسة من سعة صدر وقدرة على تجميع طاقات العرب وتوحيد صفهم كما يفترض في من يريد احتضان القمة في بلاده. لم يفهم للأسف نظام العسكر أن نجاح قمة لا يقتصر على إرسال دعوات وموفدين وتهييء قاعة الاجتماعات واستقبال الضيوف بل يتطلب أشياء أخرى لا خبر عنها عند هواة السياسة من الكابرانات.
    سمعت أن جماعة العدل والإحسان تحتفي بذكرى ميلادها الأربعين. كنت أظنها تقترب من الخمسين لأن مريديها كانوا يربطون تاريخ التأسيس بشيخهم أكثر من ربطه بتأسيس الجماعة. وهذا أول غموض يعكس حقيقة هذه الجماعة. هي المولود الذي تصادفك روايات كثيرة عن تاريخ ميلاده وظروف تأسيسه، وكلها روايات من قيادات الصف الأول. قد تكون هذه الجماعة في الأربعين أو الخمسين أو بينهما ولكنها ما تزال في طور المراهقة والتقلب والغموض وما تزال أسيرة مقولات أنها الجماعة المختارة وصاحبة المشروع الرباني والتي يقودها الرسول وصاحبة نعمة الاصطفاء الإلهي. وهذه حقيقة يعيها أعضاؤها من الداخل قبل خصومها.
    للحديث بقية. وموعدنا بوح قادم.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    التقدم والاشتراكية: نظام الجزائر لم يعد له هم سوى معاداة المغرب بشكل مسعور