أبو وائل: تصريح لعمامرة حول “الوساطات”أسلوب رخيص يفضح العداء التي يسكنه

أبو وائل: تصريح لعمامرة حول “الوساطات”أسلوب رخيص يفضح العداء التي يسكنه

A- A+
  • أبو وائل: تصريح لعمامرة حول “الوساطات”أسلوب رخيص يفضح العداء التي يسكنه ويسكن جيله من حكام الجزائر

     

  • قال أبو وائل الريفي :”كعادته، يستبق رمطان لعمامرة الفشل باصطناع الإشاعات وتفنيدها والركوب عليها. فجأة يصرح الدخيل على العمل الدبلوماسي بأن لا وساطات مع المغرب كما يُنشر. كان على لعمامرة أن يشغل منصب وزير حرب وليس وزير خارجية، وكان عليه التأكد من الجهات التي نشرت هذه الشائعة وارتباطاتها ومصلحتها في ذلك قبل اتهام المغرب بنشرها أو تسريبها.

    وكشف أبو وائل في بوحه الأسبوعي اليوم الأحد، أن تصريح لعمامرة أسلوب رخيص يفضح غريزة العداء التي تسكنه وتسكن جيله من حكام الجزائر الذين تتملكهم عقدة اسمها المغرب يتصاعد مفعولها كلما تعقدت أمورهم واتضح فشلهم وانفضح تدبيرهم البدائي أمام الشعب الجزائري، ويشتد سعارهم كلما وصلوا الباب المسدود أو اكتشفوا أن التفوق المغربي باد لكل الجزائريين فيرغبون في التغطية عليه بمثل هذه الأراجيف. وحينها لا مخرج أمامهم إلا اتهام المغرب بأنه يعوق مسيرتهم “التنموية المظفرة”.

    بعد الحصاد المر الذي كان بطله لعمامرة في أكثر من ملف على المستوى الإفريقي وفشله في كل الوساطات التي اقترح نفسه طرفا فيها ومنها الوساطة بين مصر وإثيوبيا، وبعد الفشل في إنجاح عقد القمة العربية في وقتها وتأجيلها بشكل اضطراري بسبب سوء اختيار التوقيت وعدم القدرة على ضمان حضور جميع القادة العرب، وبعد الفشل في إنشاء أنبوب غاز بين الجزائر واسبانيا يضاهي جودة الأنبوب الذي كان يمر من المغرب والذي كان يضخ بجودة وسرعة و صبيب أكبر من أنبوب الجزائر الذي أنشئ بسرعة ضدا في المغرب فما لبث أن تبين خطأ هذه الخطوة التي تضيع على الجزائريين اليوم الملايير وخاصة في هذه الظرفية التي ترتفع فيها الأسعار. هذه وحدها يستحق عليها حكام الجزائر محاكمة لو كانوا يربطون ممارسة السلطة بالمحاسبة.

    بعد كل هذا الحصاد المر تتلقى الجزائر ضربة قاضية كانت كالصاعقة على الشعب لأنها وضعت إنجازات حكم العسكر منذ الاستقلال في الميزان. الانسحابات المتتالية من الألعاب المتوسطية، المنتظر تنظيمها في وهران، لدول وازنة في هذه المنافسات مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا و مصر لا يمكن تفسيره إلا بفشل النظام الجزائري في تهييء شروط إنجاح تظاهرة رياضية متوسطة الحجم ولا تتطلب مؤهلات كبيرة. استفاق الجزائريون على الحقيقة الصادمة المتمثلة في خراب المنشآت الرياضية وبدائية الملاعب وعدم توفر التأمينات اللازمة. هل هذه هي آمال وانتظارات الجزائريين؟ وهل هذا هو ما يستحقونه؟ وهل هذا هو أقصى ما يمكن إنجازه من طرف حكام يلعبون بثروات النفط والغاز؟

    يتذكر أبو وائل حجم النجاح الذي لقيته هذه الألعاب سنة 1983 لما نظمت في المغرب وحجم الانبهار الذي كان على محيا كل الدول المشاركة، ويتأكد أبو وائل مرة أخرى أن الفرق بيننا وبين الجزائر عقود زمنية فعلا رغم الفارق في الإمكانيات. وهذه هي عقدة نظام العسكر التي تشل كل قدراته التفكيرية والتدبيرية وتجعله أشد عداوة للمغرب وانشغالا به. وسيتعب تبون وشنقريحة ومن يأتي بعدهما إن هم بقوا أسرى هذه المقاربة، وما عليهم إلا التفكير بما يناسب قدراتهم و يتجنبوا المقارنة مع المغرب الذي وهبه الله حماة الجدار الذين يعملون كخلية نحل لصالح الوطن وهو ما تفتقده جل المجموعات التي تعاقبت على حكم الجزائر، وحتى من بدت فيه بذرة وطنية كان نصيبه ما نعلم جميعا من طرف المجموعة التي تختطف الجزائر منذ ستينيات القرن الماضي وتنهب ثرواته ولم تشبع بعد رغم ما تراكمه من ثروات خارج البلاد.

    والفضيحة التي لا يمكن استيعاب بلادتها هي قرصنة مديرية الثقافة والفنون لولاية تلمسان لصورة سيدة مغربية اسمها مباركة أيت أوحسي وإدراجها في ملصق ترويجي لنشاط نظمه مركز الفنون والمعارض تحت اسم “الصالون الوطني للحرف اليدوية التراثية”. هل هذه دولة أم عصابة؟ وهل هذه أخلاق دولة؟ وهل يمكن تقبل مثل هذه الأخطاء البدائية؟ ألا يعتبر هذا السطو اعترافا بتفوق التراث المغربي؟ ترى كيف سيتلقى المواطن الجزائري هذا الخبر الفضيحة؟ أليس فيه تنقيص للجزائريين الذين لهم بالتأكيد مجالات إبداعهم؟ ألا يستحقون تكريمهم بأن يكون أحدهم أو إحداهن موضوع الملصق الترويجي؟

    هذا مثال معبر عن حالة الفصام والخصومة التي توجد بين حكام العسكر والشعب الجزائري، وهو مؤشر حقيقي على أن مبادرة لم الشمل التي أطلقها تبون وزكاها شنقريحة هي واجب الوقت في الجزائر ولكن لم الشمل يجب أن لا يقتصر على النخب التي هي أدرى بواقع الحال بل يجب أن تشمل الشعب الجزائري الذي ما زالت مطالب حراكه لم تتحقق.

    المصالحة مع الشعب ولم شتاته لن يتم دون تحقيق مطالبه بحكم مدني وتوزيع عادل لثروات البلاد وتدبير حكيم للجوار وتخلص من عبء تمويل العصابات الإرهابية والتفكير في بناء اتحاد مغاربي حقيقي مفتوحةٌ حدود دولة على بعضها لتحقيق التكامل بين مكوناته.

    لقد أصاب الهوس حكام الجزائر بمناسبة إعادة العلاقات المغربية الإسرائيلية، وسايرهم في ذلك إسلاميو العسكر وقلنا حينها أن هذه الحملة لا مبرر لها إلا الحسد. ها هو اليوم نظام الجزائر يرى الخطوات التطبيعية لتركيا تتسارع بوتيرة غير متوقعة ولا يقابلون ذلك إلا بالصمت. لماذا زار تبون تركيا وهي التي استضافت الرئيس الإسرائيلي بمراسيم بروتوكولية تخصص لكبار قادة الدول؟ لماذا تجاهل تصريحات أردوغان حول عمليات القدس الأخيرة؟

    انتقائية حكام الجزائر ومواليهم تفضح أن عقدة الانتقام من المغرب هي سبب تلك التصريحات المعادية وليس موقفا مبدئيا من التطبيع مع إسرائيل بدليل صمتهم عن زيارة تشاووش أوغلو هذه الأيام لإسرائيل وما رافقها من تصريحات صادمة تكفي وحدها لإيقاظ الأوردغانيين الجدد من الغفلة التي عطلت حاسة التفكير عندهم. لقد صرح وزير الخارجية الإسرائيلي لبيد بأنه “حتى عندما كانت العلاقات السياسية متوترة، كان التعاون الاقتصادي بين بلدينا في نمو مستمر”. وهذه حقيقة لا ينكرها الأتراك ولكن يغض الطرف عنها إخوان المغرب والجزائر. لماذا يصمت هؤلاء عن زيارة أوغلو لمتحف المحرقة “الهولوكست”؟ ولماذا يصمتون عن موافقة تركيا رسميا على السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالهبوط في تركيا؟ ولماذا لم تستفزهم اشتراطات إسرائيل على تركيا بإنهاء نشاط حركة حماس على أراضيها؟

    صمت نظام الجزائر عن التطبيع التركي الإسرائيلي مقابل سعارهم ضد التقارب المغربي الإسرائيلي يفضح نفاقهم. وتجاهل الإخوان لهذا التطبيع مقابل “الجذبة” ضد المغرب تضعهم موضع مساءلة حول “مغربيتهم” من طرف المغاربة. هل هؤلاء فعلا يفكرون في مصلحة المغرب كما يفكر أردوغان في مصلحة تركيا مما جعله يبعث رئيس دبلوماسيته لزيارة إسرائيل بعد 15 سنة لم يزر خلالها مسؤول تركي بارز إسرائيل بشكل رسمي.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الشرطة القضائية بتنسيق مع الديستي توقف شقيقين يشكلان موضوع مذكرات بحث