بوح الأحد: فضائح الشيباني المتصابي التي لا تنتهي، تعددت الصور من غرف النوم

بوح الأحد: فضائح الشيباني المتصابي التي لا تنتهي، تعددت الصور من غرف النوم

A- A+
  • بوح الأحد: فضائح الشيباني المتصابي التي لا تنتهي، تعددت الصور من غرف النوم و المتصابي واحد، ٱنتكاسات الجزائر من محطة إلى أخرى و تونس تؤكد توجهها إلى المجهول و أشياء أخرى

    أبو وائل الريفي

  •  

    يبدو أن مغامرات الكهل زيان لا تنتهي، وربما “استحلى” إثبات براءته ب”خبرات” مضروبة من مختبرات وهمية يظهرها للعلن حين تضيق عليه الدائرة ويعقد من أجلها ندوات صحفية يمارس فيها هوايته المفضلة “المونولوغ”. لم يصدق العقلاء كلام زيان وهو يتحدث عن براءته من مشاهد فيديو يدعي أنه مفبرك وهو يمنح طواعية مؤخرته المبللة لأن كل ما قاله ليبرئ به نفسه كان في الحقيقة أدلة إدانة له، وخاصة أنه يتناقض مع نفسه ويقول الكلام ونقيضه وينتقي كل مرة ما يناسب الظرفية التي يتحدث فيها.
    الحقيقة التي لن يختلف حولها اثنان، والتي تُستنتج من كل تصريحات الشيخ المتصابي هي أنه يتفاخر بفحولته رغم أنه بلغ من العمر عتيا، ويعتبر ذلك معجزة إلهية.
    فضيحة أخرى هذا الأسبوع في نفس الموضوع، أي المغامرات الجنسية للشيباني المتصابي، وبطلها مرة أخرى زيان، وكالعادة فمسرحها غالبا ليس سوى غرفة نوم في فندق مصنف وقد يكون الدفع كما في السابق من حساب زيان الذي يريد الاستمتاع بثروته التي راكمها أيام العطاء و”فلوس اللبن”، والإكسسوارات ليست إلا سرير نوم مبعثر بلوازم النوم وفوطة، وبطلا الفضيحة زيان الذي يبدو من الصورة الملتقطة بأريحية وهو في سعادة وسيدة تدعى إيستر دحان.
    لن يكون بمستطاع زيان هذه المرة الادعاء بأن الصورة التقطت له كرها أو أنها مفبركة لأنها منشورة منذ أيام في صفحة مرافقته ولم يعترض على نشرها، ولأن في حساب المسماة إيستر صور أخرى لزيان رفقتها حتى لا ينكر، كما فعل مع غيرها، معرفتها أو اللقاء بها. والغريب أن نشر الصورة رافقه تعليق كان على زيان الاستحياء من السماح بنشره لو كان مغربيا يحترم أخلاق المغاربة ويحترم شيبته، حيث كتب كتعليق على الصورة “كل نساء المغرب يتمنين أن يكن في مكاني هذا في غرفة محمد زيان!!”. ليقارَن هذا الكلام مع زيان الواعظ والمرشد الديني والغارق في الإيمان وكأنه مولانا جلال الدين الرومي!!
    يبدو أن الفوطة صارت الحاضر الدائم في صور زيان الذي يستحق لقب “الشيباني مول الفوطة”، وعليه احترام نفسه ومصارحة المغاربة، في أسرع وقت، بحقيقة هذه الوضعية التي نشرت هذه الصورة فيها. وكل تأخر وصمت معناه أنه في حرج ويبحث عن تخريجات وروايات واختراع قصص لتخدير حس من لا زال يصدقه. هل يمكن لزيان أن يدعي فبركة هذه الصورة؟ وهل يمكن أن يبرر صمته عن نشرها بعدم الاطلاع المسبق؟ وهل يمكن أن يكون لها، وخاصة في ظل وجود الفوطة، معنى آخر يبرئ ذمته؟ وهل هناك طرف ثالث التقط هذه الصورة؟ وهل يجوز لمحام أن يوجد في وضعية مثل هذه مع موكلته؟ وهل يمكن أن يتسع خيال زيان لينسبها لعائلته ويبرر الوجود بالقرابة العائلية؟ وهل يمكنه توزيع الاتهامات يمينا ويسارا لإبعاد التهمة عنه؟ وهل ينفعه هذه المرة تحوير النقاش حول هذه الفضيحة بافتعال الحديث عن الفوسفاط والذهب والنفط والريح والماء؟
    قد يقول قائل بأن ما يقوم به زيان حرية فردية ولا دخل لأحد فيها، وهذا كلام صحيح لو كان الشيباني مول الفوطة مثل غيره من المغاربة يعيش بشريته بقوتها وضعفها ولا “يخرج عينيه” في كل من يواجهه بحقيقته. زيان شخصية عمومية يريد الضحك على المغاربة بانتحال شخصية مزدوجة ظاهرها الصلاح والتقوى ومحاربة الفساد وحقيقتها أنه شخص غارق حتى أخمص قدميه في ما يناضل ضده. شخص يتمرغ في الريع ويسطو على ممتلكات الغير بدون موجب حق ويستغل علاقاته مع موكلاته لإرضاء نزواته التي تتزايد كلما طعن في السن أكثر، ويتباهى بتوثيق غزواته الجنسية ومغامراته العاطفية. ولذلك، فغير ممكن الصمت تجاه هذه الازدواجية وواجب عليه مصارحة المغاربة بحقيقته وحينها لن يقترب منه أحد بل سيدعو الجميع الله له بالتوبة والستر إلى أن يلقى ربه وهو كفيل به.
    هل يمكن لزيان أن يصرح هذه المرة بأن الصورة المنشورة ليست له معللا ذلك بزوجته التي أكدت له أن أنف من في الصورة ليس أنفه؟!لأن الإنسان لا يرى أنفه!! هذا هو الكوجيطو الزياني.
    على زيان وغيره أن يستوعب بأن زمن الهروب مضى إلى غير رجعة، وأن زمن الحقيقة حل محله، وكل يحاسب على أفعاله، ولن يقبل منه ومن غيره الإنكار أو تزوير الحقائق، بل عليه أن يفهم بأن الاستمرار في الإنكار والكذب لن يفيد أمام جهات لا دخل لها في كل الترتيبات السياسوية والتنوعير المألوف عند زيان وغيره. لا وظيفة لمؤسسات الدولة غير إنفاذ القانون ضد أي كان. وعلى من يدعي محاربة الفساد وحماية الله له أن يكون فعله مثل قوله وإلا فهو حامل مرض نفسي لا حل معه إلا عرضه على طبيب مختص أو حماية المجتمع من “بليته” بإيوائه في مستشفى للأمراض النفسية.
    صورة الشيباني زيان مع المدعوة إيستر دحان في غرفة نوم بتلك الطريقة دليل إضافي على أن التهم السابقة لم تكن مفبركة لأن التواتر لا يتحقق بالفبركة.
    اعتاد زيان “تخراج العينين” ولي عنق الحقائق والدفاع عن نفسه بإدعاءات غير منطقية لأنه يجيز لنفسه كل شيء ويؤمن بقاعدة “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”. ولكن كثرة كذب زيان والأدلة التي يتركها وراءه وتناقض تصريحاته وسذاجة دفوعاته تجعل الكل يؤمن أنه “شرف وتلف”.
    مرة أخرى أذكر من يدفع بزيان للواجهة والمواجهة أن يتقي الله في شيبته وينصحه لما فيه صالحه. زيان لم يكن يوما سبعا/أسدا حتى يتصور نفسه مخيفا للغير، والقوة التي يدعيها وهم فقط، ومدة صلاحيته انقضت منذ سنين، وعلى من يحب له الخير أن ينصحه لا أن يساير وسوساته، ورائحة فساده فاحت ولم يعد هناك إمكانية للتغطية عنها، والرهان عليه فاشل بل هو ورطة لكل من يظن نفسه يحتمي به.
    كعادته، يستبق رمطان لعمامرة الفشل باصطناع الإشاعات وتفنيدها والركوب عليها. فجأة يصرح الدخيل على العمل الدبلوماسي بأن لا وساطات مع المغرب كما يُنشر. كان على لعمامرة أن يشغل منصب وزير حرب وليس وزير خارجية، وكان عليه التأكد من الجهات التي نشرت هذه الشائعة وارتباطاتها ومصلحتها في ذلك قبل اتهام المغرب بنشرها أو تسريبها. تصريح لعمامرة أسلوب رخيص يفضح غريزة العداء التي تسكنه وتسكن جيله من حكام الجزائر الذين تتملكهم عقدة اسمها المغرب يتصاعد مفعولها كلما تعقدت أمورهم واتضح فشلهم وانفضح تدبيرهم البدائي أمام الشعب الجزائري، ويشتد سعارهم كلما وصلوا الباب المسدود أو اكتشفوا أن التفوق المغربي باد لكل الجزائريين فيرغبون في التغطية عليه بمثل هذه الأراجيف. وحينها لا مخرج أمامهم إلا اتهام المغرب بأنه يعوق مسيرتهم “التنموية المظفرة”.
    بعد الحصاد المر الذي كان بطله لعمامرة في أكثر من ملف على المستوى الإفريقي وفشله في كل الوساطات التي اقترح نفسه طرفا فيها ومنها الوساطة بين مصر وإثيوبيا، وبعد الفشل في إنجاح عقد القمة العربية في وقتها وتأجيلها بشكل اضطراري بسبب سوء اختيار التوقيت وعدم القدرة على ضمان حضور جميع القادة العرب، وبعد الفشل في إنشاء أنبوب غاز بين الجزائر واسبانيا يضاهي جودة الأنبوب الذي كان يمر من المغرب والذي كان يضخ بجودة وسرعة و صبيب أكبر من أنبوب الجزائر الذي أنشئ بسرعة ضدا في المغرب فما لبث أن تبين خطأ هذه الخطوة التي تضيع على الجزائريين اليوم الملايير وخاصة في هذه الظرفية التي ترتفع فيها الأسعار. هذه وحدها يستحق عليها حكام الجزائر محاكمة لو كانوا يربطون ممارسة السلطة بالمحاسبة.
    بعد كل هذا الحصاد المر تتلقى الجزائر ضربة قاضية كانت كالصاعقة على الشعب لأنها وضعت إنجازات حكم العسكر منذ الاستقلال في الميزان. الانسحابات المتتالية من الألعاب المتوسطية، المنتظر تنظيمها في وهران، لدول وازنة في هذه المنافسات مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا و مصر لا يمكن تفسيره إلا بفشل النظام الجزائري في تهييء شروط إنجاح تظاهرة رياضية متوسطة الحجم ولا تتطلب مؤهلات كبيرة. استفاق الجزائريون على الحقيقة الصادمة المتمثلة في خراب المنشآت الرياضية وبدائية الملاعب وعدم توفر التأمينات اللازمة. هل هذه هي آمال وانتظارات الجزائريين؟ وهل هذا هو ما يستحقونه؟ وهل هذا هو أقصى ما يمكن إنجازه من طرف حكام يلعبون بثروات النفط والغاز؟
    يتذكر أبو وائل حجم النجاح الذي لقيته هذه الألعاب سنة 1983 لما نظمت في المغرب وحجم الانبهار الذي كان على محيا كل الدول المشاركة، ويتأكد أبو وائل مرة أخرى أن الفرق بيننا وبين الجزائر عقود زمنية فعلا رغم الفارق في الإمكانيات. وهذه هي عقدة نظام العسكر التي تشل كل قدراته التفكيرية والتدبيرية وتجعله أشد عداوة للمغرب وانشغالا به. وسيتعب تبون وشنقريحة ومن يأتي بعدهما إن هم بقوا أسرى هذه المقاربة، وما عليهم إلا التفكير بما يناسب قدراتهم ويتجنبوا المقارنة مع المغرب الذي وهبه الله حماة الجدار الذين يعملون كخلية نحل لصالح الوطن وهو ما تفتقده جل المجموعات التي تعاقبت على حكم الجزائر، وحتى من بدت فيه بذرة وطنية كان نصيبه ما نعلم جميعا من طرف المجموعة التي تختطف الجزائر منذ ستينيات القرن الماضي وتنهب ثرواته ولم تشبع بعد رغم ما تراكمه من ثروات خارج البلاد.
    والفضيحة التي لا يمكن استيعاب بلادتها هي قرصنة مديرية الثقافة والفنون لولاية تلمسان لصورة سيدة مغربية اسمها مباركة أيت أوحسي وإدراجها في ملصق ترويجي لنشاط نظمه مركز الفنون والمعارض تحت اسم “الصالون الوطني للحرف اليدوية التراثية”. هل هذه دولة أم عصابة؟ وهل هذه أخلاق دولة؟ وهل يمكن تقبل مثل هذه الأخطاء البدائية؟ ألا يعتبر هذا السطو اعترافا بتفوق التراث المغربي؟ ترى كيف سيتلقى المواطن الجزائري هذا الخبر الفضيحة؟ أليس فيه تنقيص للجزائريين الذين لهم بالتأكيد مجالات إبداعهم؟ ألا يستحقون تكريمهم بأن يكون أحدهم أو إحداهن موضوع الملصق الترويجي؟
    هذا مثال معبر عن حالة الفصام والخصومة التي توجد بين حكام العسكر والشعب الجزائري، وهو مؤشر حقيقي على أن مبادرة لم الشمل التي أطلقها تبون وزكاها شنقريحة هي واجب الوقت في الجزائر ولكن لم الشمل يجب أن لا يقتصر على النخب التي هي أدرى بواقع الحال بل يجب أن تشمل الشعب الجزائري الذي ما زالت مطالب حراكه لم تتحقق.
    المصالحة مع الشعب ولم شتاته لن يتم دون تحقيق مطالبه بحكم مدني وتوزيع عادل لثروات البلاد وتدبير حكيم للجوار وتخلص من عبء تمويل العصابات الإرهابية والتفكير في بناء اتحاد مغاربي حقيقي مفتوحةٌ حدود دوله على بعضها لتحقيق التكامل بين مكوناته.
    لقد أصاب الهوس حكام الجزائر بمناسبة إعادة العلاقات المغربية الإسرائيلية، وسايرهم في ذلك إسلاميو العسكر وقلنا حينها أن هذه الحملة لا مبرر لها إلا الحسد. ها هو اليوم نظام الجزائر يرى الخطوات التطبيعية لتركيا تتسارع بوتيرة غير متوقعة ولا يقابلون ذلك إلا بالصمت. لماذا زار تبون تركيا وهي التي استضافت الرئيس الإسرائيلي بمراسيم بروتوكولية تخصص لكبار قادة الدول؟ لماذا تجاهل تصريحات أردوغان حول عمليات القدس الأخيرة؟
    انتقائية حكام الجزائر ومواليهم تفضح أن عقدة الانتقام من المغرب هي سبب تلك التصريحات المعادية وليس موقفا مبدئيا من التطبيع مع إسرائيل بدليل صمتهم عن زيارة تشاووش أوغلو هذه الأيام لإسرائيل وما رافقها من تصريحات صادمة تكفي وحدها لإيقاظ الأوردغانيين الجدد من الغفلة التي عطلت حاسة التفكير عندهم. لقد صرح وزير الخارجية الإسرائيلي لبيد بأنه “حتى عندما كانت العلاقات السياسية متوترة، كان التعاون الاقتصادي بين بلدينا في نمو مستمر”. وهذه حقيقة لا ينكرها الأتراك ولكن يغض الطرف عنها إخوان المغرب والجزائر. لماذا يصمت هؤلاء عن زيارة أوغلو لمتحف المحرقة “الهولوكست”؟ ولماذا يصمتون عن موافقة تركيا رسميا على السماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالهبوط في تركيا؟ ولماذا لم تستفزهم اشتراطات إسرائيل على تركيا بإنهاء نشاط حركة حماس على أراضيها؟
    صمت نظام الجزائر عن التطبيع التركي الإسرائيلي مقابل سعارهم ضد التقارب المغربي الإسرائيلي يفضح نفاقهم. وتجاهل الإخوان لهذا التطبيع مقابل “الجذبة” ضد المغرب تضعهم موضع مساءلة حول “مغربيتهم” من طرف المغاربة. هل هؤلاء فعلا يفكرون في مصلحة المغرب كما يفكر أردوغان في مصلحة تركيا مما جعله يبعث رئيس دبلوماسيته لزيارة إسرائيل بعد 15 سنة لم يزر خلالها مسؤول تركي بارز إسرائيل بشكل رسمي.
    وبمناسبة ذكر الاتحاد المغاربي، لا يمكن إنهاء هذا البوح دون الحديث عن “النموذج التونسي” الذي اعتبره البعض “مهد الربيع العربي”. كل الأخبار القادمة من هناك لا تسر، ومؤشر تطور الأحداث ينحو بسرعة نحو انزلاق يصعب التنبؤ بتداعياته على البلاد وكل المحيط.
    تتجه تونس لدورة تغييرية جديدة تظهر كل المؤشرات أنها قد تفرز نظاما فرديا منعزلا ومتخاصما مع جل مكونات المجتمع. هل هذا كان طموح التوانسة؟ وهل من أجل هذا المآل خرجوا إلى الشارع لإسقاط نظام بنعلي؟
    تعيش تونس منذ سنين أزمة اقتصادية واجتماعية حادة يدفع ضريبتها التوانسة الذين يقارنون أوضاعهم مع الأوضاع التي كانت زمن بنعلي فيتأسفون على ما خسروه من وقت وتضحيات وما منحوه من ثقة لنخبة شعبوية وهاوية تناوبت على حكم البلاد فأغرقتها أكثر مما كانت غارقة. تونس مثال فقط على الخراب الذي حل بالكثير من الدول تحت مسمى “الربيع العربي”، وهي مثال حي يؤكد أن الدول لا تحكم بالشعارات والخطب العنترية، وأن السلطة تحتاج خبرة وحكمة وحسما في اللحظات الحرجة.
    بعد عشر سنوات، تعود تونس إلى تجريب وصفة أخرى لا تشبه سابقتها. تجربة مبنية على تعيين لجنة الانتخابات ولجنة الدستور وتحديد الفرقاء المتحاورين، وعلى تدبير البلاد بالمراسيم الرئاسية وتعطيل المؤسسات المنتخبة وحل المجلس الأعلى للقضاء. أصبحت تونس حقل تجارب لكل منعدمي الخبرة وهواة الحكم.
    هل يصح أن تبنى تجربة ديمقراطية على قاعدة استشارات إلكترونية شهدت عزوفا شعبيا حيث لم يتفاعل معها سوى نصف مليون من سبعة ملايين ناخب تونسي؟ وهل يصح بناء ديمقراطية بدون أحزاب سياسية وآليات تشاركية وإشراكية؟
    قيس سعيد يعلن بشكل انفرادي الدعوة إلى تعديل الدستور في يوليو بأمر رئاسي، بمعنى أن إعداد دستور كامل لن يستغرق بضعة أسابيع، والأحزاب تقاطع وتهدد بالتصعيد وتصف الخطوة ب”أحادية الجانب”، والاتحاد التونسي للشغل يرفض المشاركة في الحوار الذي دعا إليه الرئيس ويصفه ب”المحدود والشكلي” ويتجه نحو الإعلان عن إضراب، والمقاولات تعيش حالة كساد، والشعب في انتظارية قاتلة.
    الأولى اليوم لكل من دافع عن “الربيع العربي” بنسخته السابقة الاعتذار للشعب لأنه لم ينتج إلا الدمار والخراب والخصاص والشتات والهشاشة. لنتأمل واقع كل الدول التي استسلمت لأجندة محركيه وسنرى هذه النتائج الكارثية التي تدفع ثمنها الشعوب. لم يحقق الربيع العربي ديمقراطية ولا تنمية ولا عدالة، بل أفرز نخبا حاكمة فشلت في الحفاظ على وضعية دولها كما كانت على علاتها، وقادتها إلى مزيد من الانقسام والضعف حتى صارت مرتعا للفساد وأرضية خصبة للإرهاب وبيئة حاضنة للإرهابيين وتهديدا حقيقيا لكل دول الجوار.
    هذه هي الخلاصة الأهم بعد عقد من الزمن، وبين ثناياها نحمد الله أن نجانا من تلك الأجندة وتداعياتها.
    نلتقي في بوح قادم.

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي