بوليساريو تتطرف نحو الإرهاب

بوليساريو تتطرف نحو الإرهاب

A- A+
  • بوليساريو تتطرف نحو الإرهاب

    بعد أن ضاقت خيوط اللعبة حولها وفقدت بريق أكاذيبها أمام المنتظم الدولي، أسقطت جبهة بوليساريو قناع الانفصال وتحولت إلى منظمة إرهابية تهدد بالعنف في أقصى تجلياته، فما ورد بداية هذا الأسبوع على لسان محمد الوالي اعكيك، المسؤول عما يسمى بـ«الجيش الصحراوي»، حين قال إن «الحرب العسكرية قد بدأت الآن، وستستمر مستقبلا، حيث ستشمل مدن الصحراء بفعل الشباب المستعدين للقتال»، يمثل تهديدا صريحا بشن هجمات إرهابية على مناطق الصحراء المغربية، ويبرز انتقالا حاسما في مسار جبهة بوليساريو من الانفصال إلى الإرهاب، وهو الأمر الذي سبق أن نبهت إليه العديد من التقارير أكثر من مرة حين ربطت بين بوليساريو والمنظمات المتطرفة والإرهابية الناشطة بمنطقة جنوب الساحل، لقد أبانت الجبهة الانفصالية عن ميولاتها المتطرفة، وليس غريبا أن يعزف عنصر آخر بالجبهة على نفس التوجه الإرهابي الذي أصبح عقيدة لدى بوليساريو، فقد طالب مختار مديوني، العقيد المتقاعد الذي اشتغل سابقا بالقوات الجوية الجزائرية، عناصر جبهة بوليساريو بشن هجمات إرهابية على الأراضي المغربية، وألا يقتصر ذلك على الأقاليم الجنوبية، أي ضرب المصالح المغربية في كل المناطق، حيث لم يعد ممكنا إخفاء الميول الإرهابية لبوليساريو، خاصة مع تصريح محمد الوالي اعكيك، المسؤول عما يسمى بـ«الجيش الصحراوي».

  • النزعة الإرهابية لجبهة بوليساريو في ثوبها الحالي لم تعد خافية على المراقبين الدوليين، فقد كانت الولايات المتحدة قد قدمت مكافأة بـ 5 ملايين دولار للقبض على عدنان أبو وليد الصحراوي عضو سابق في البوليساريو وزعيم داعش في الساحل، مما أكد حينها مخاوف المغرب منذ زمن بعيد من أن تصبح مخيمات تندوف التي تديرها البوليساريو هدفًا للتجنيد من قبل الجماعات الإرهابية. وسبق لمجموعة من أعضاء الكونغريس الأمريكي أن اعتبرت بوليساريو  منظمة إرهابية في ضوء تواطؤها مع إيران وحزب الله الذي قدم تدريبات لميليشيات البوليساريو.

    في عام 2018 أشار تقرير صادر عن الاتحاد الأوروبي في إطار مشروع Safte إلى أن توافر الأسلحة وتداولها في السوق السوداء في المنطقة انتشر بشكل ملحوظ بعد سقوط نظام القذافي والصراعات التي أعقبت ذلك، وأضاف أن جبهة البوليساريو استفادت من هذا الوضع. ولديها الآن فائض من الأسلحة. فيما أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» في أكتوبر 2019 إلى الخطر الذي يمثله استمرار نزاع الصحراء في «خلق فرص جديدة لتنظيم الدولة الإسلامية أو القاعدة للتوسع».

    اليوم لم يعد الأمر يتعلق فقط باستغلال داعش وتنظيم القاعدة بالغرب الإسلامي لجبهة بوليساريو، بل بتحول الجبهة ذاتها إلى حركة إرهابية، تهدد استقرار المنطقة بأكملها، ولا نستغرب ما صدر عن محمد الوالي اعكيك المتورط في تنفيذ أعمال إرهابية سنة 1975، حيث أدانه القضاء الإسباني بتهمة وضع متفجرات هددت سلامة حياة المواطنين الإسبان، لأن الشيء إذا جاء من معدنه دلّ على طبيعة مترسخة فيه كما تقول العرب، وهي في حالة وزير حرب ما يسمى بـ «الجيش الصحراوي»، الإرهاب والعنف والتطرف في أوضح أشكاله.

     لم يعد الأمر اليوم يتعلق بكون جبهة بوليساريو خزانا للتجنيد من طرف فلول القاعدة وداعش الناشطة في بطن الصحراء على طول شريط جنوب الساحل، بل بتحول مفضوح لجبهة بوليساريو إلى جبهة إرهابية تهدد بعمليات عنيفة في قلب المغرب، والأمر هنا لا يتعلق بحرب وضعت أوزارها عام 1991، ولكن بالتهديد باللجوء إلى هجمات إرهابية، ألم تكن تصريحات مسؤولي جبهة بوليساريو إعلانا ترميزيا أو مشفرا لإرهابييها للتحرك للانتقال نحو التنفيذ، على المنتظم الدولي التعامل بالحزم الضروري مع مثل هذه التصريحات الإرهابية الخطيرة التي تعكس الطبيعة الإرهابية لجبة بوليساريو والخطر الذي بدأت تشكله على استقرار المنطقة وعلى المصالح الدولية وليس على المغرب الذي له رب يحميه وحماة يذودون عن أمنه واستقراره.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي