الفرق بين النفاق والوفاء في المواقف

الفرق بين النفاق والوفاء في المواقف

A- A+
  • الفرق بين النفاق والوفاء في المواقف

    منذ الزيارة الأولى التي قام بها الوفد الإسرائيلي إلى المغرب، في إطار إعادة العلاقة بين البلدين، أكد جلالة الملك أنه لا يجب الخلط بين علاقة الرباط بإسرائيل وموقف المملكة التاريخي والأصيل من فلسطين، مشددا على أن عودة الاتصال مع تل أبيب لن تكون على حساب الشعب الفلسطيني. وفي الاتصال الذي أجراه مع رئيس السلطة الفلسطينية أكد محمد السادس أن معاهدة «أبراهام» لن تكون أبدا على حساب الدفاع عن المواقف الثابتة للمملكة اتجاه الفلسطينيين.

  • حاول الخصوم والمطبلون لهم بيننا، الهجوم على المغرب لكونه انضم لـ «جوقة المطبعين»، وتخليه عن الفلسطينيين، بل بدت الجزائر كما لو أنها تريد تضييق الخناق على المملكة باستعمال القضية الفلسطينية التي لا تقبل المتاجرة، سواء بالسعي إلى عقد قمة عربية حول فلسطين أو تقديم دعم سخي للسلطة الفلسطينية، ودعوة الفصائل الفلسطينية للحوار على أراضيها.

    لكن حين جد الجد، وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بهجوم عنيف خلال شهر رمضان على المسلمين في المسجد الأقصى، انكشف الخداع الجزائري، حيث ظلت الرباط وفية لموقفها بلعب دورها التاريخي في الحفاظ على مصالح فلسطين، والدفاع عن حقوق الفلسطينيين، وأعربت «المملكة المغربية التي يرأس عاهلها، الملك محمد السادس، لجنة القدس الشريف التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، عن إدانتها الشديدة واستنكارها القوي لإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى، وإغلاق بواباته والاعتداء على المصلين العزل داخل المسجد وفي باحاته الخارجية، مما خلف عددا من المصابين».

    كان بلاغ وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، واضحا عبر عن شجبه لـ «الاعتداء الصارخ والاستفزاز الممنهج، خلال شهر رمضان المبارك، على حرمة المسجد الأقصى ومكانته في وجدان الأمة الإسلامية»، وأدان بالحرف «الانتهاكات والاعتداءات على الشعب الفلسطيني الأعزل وعلى مقدساته». بل وتم إبلاغ مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط بموقف المغرب الثابت.. الأكثر من هذا وانسجاما مع مواقف الوفاء للدفاع عن القضية الفلسطينية بكل الوسائل الممكنة، ساند موقف المجموعات العربية والمجموعة الإسلامية وحركة عدم الانحياز التي سعت لإصدار بيان دعم وتضامن مع الشعب الفلسطيني في مجلس الأمن، هكذا يقرن المغرب القول بالفعل، التصريح بالموقف، ولا يتاجر بقضية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والسعي للبحث عن إحياء عملية السلام من أجل حل عادل ودائم لمعضلة الشرق الأوسط وفي مقدمتها القدس والأماكن المقدسة لدى المسلمين، انسجاما مع عقيدة المغرب الثابتة من القضية الفلسطينية ومن دور الملك محمد السادس باعتباره رئيس لجنة القدس. موقف كان سيكون له صداه على عالم يتفرج على مأساة الفلسطينيين خلال هذا الشهر المبارك في المسجد الأقصى، لكن ما الذي حدث؟ اعترضت الجزائر على البيان لسبب بسيط هو أنه تضمن إشارات إلى الدور المحوري الذي تضطلع به لجنة القدس ورئيسها، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الدفاع عن المدينة المقدسة والقضية الفلسطينية. كيف يبلغ الحقد كل هذا المبلغ بدولة تدعي أنها لن تتخلى عن القضية العادلة للشعب الفلسطيني وتعارض صدور بيان يناصر الفلسطينيين ويدين الانتهاكات الصارخة لحقوقهم في هذا الشهر المبارك؟ كيف تكون الغيرة من إجماع عربي وإسلامي على الإشادة بموقف ملك المغرب بصفته رئيسا للجنة القدس سبيلا للتقاعس عن التضامن مع الفلسطينيين ونصرة قضيتهم؟

     لقد برز الفرق بين الوفاء المغربي الأبدي للقضية الفلسطينية والنفاق الجزائري الذي يتاجر بآلام الشعب الفلسطيني ويفضل عرقلة بيان يخدم قضيته، لكن ذلك ليس غريبا على من يتاجر بآلام وجراح الآلاف من الصحراويين على أراضيه ويبقيهم في اعتقال أبدي بين جدرانه في فقر مدقع وسط ذلك القفر الذي لا كرامة فيه ولا حرية، فلا ترجو له نصرة لقضية فلسطينية ولا موقفا أخلاقيا من شعب تعرضت حرماته في الأقصى للانتهاك. وها قد ظهر الحق وزهق الباطل.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    نخبة توزيع المنافع