إنهم فلذات كبدنا.. نحن مسؤولين..

إنهم فلذات كبدنا.. نحن مسؤولين..

A- A+
  • إنهم فلذات كبدنا.. نحن مسؤولين..

    ما معنى أن تكون مناصرا لفريق الجيش الملكي؟

  • أحداث الشغب التي وقعت يوم الأحد الماضي بمركب الأمير مولاي عبد الله بعد نهاية مباراة المغرب الفاسي والجيش الملكي من أحداث دامية مؤسفة، لا تشرف لا فريق الجيش الملكي ولا أنصاره، ولا كرة القدم ولا الوجه الذي عممت به فيديوهات الأحداث المؤسفة التي وقعت على أرضية الملعب وفي المدرجات وخارج مركب مولاي عبد الله بالرباط.

    مراهقون وأطفال قاصرون من مشجعي فريق الجيش الملكي، لم يرضوا بهزيمة فريقهم في مباراة رياضية للكرة الدائرية الساحرة، هاجموا قوات الأمن بوحشية وروح شغب استثنائية وصعدوا مدرجات مناصري فريق المغرب الفاسي المنتصر، بل أكثر من هذا، لم يكف جمهور القاصرين واليافعين ما أحدثوه من تخريب في بنية ملعب كبير من حجم المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، ولا شكل مواجهاتهم العنيفة مع رجال الأمن، فمارسوا شغبا استثنائيا في جانب الطريق السيار وبموقف السيارات التي تعود لملكية مواطنين جاؤوا من كل فج عميق للتمتع بسحر الجلدة في مباراة حاسمة.

    إن الانتساب لمشجعي فريق عريق من حجم الجيش الملكي يفرض الاتصاف بمواصفات استثنائية، لأن الأمر يتعلق بفريق عريق، يحمل اسم الجيش الملكي، بتاريخه وبأسماء أبرز لاعبيه الدوليين الذين شرفوا وجه الكرة المغربية، من اللاعب التيمومي إلى حسينة وغيرهم كثيرون، ثم لأن الأمر يتعلق بفريق يحمل اسم القوات المسلحة الملكية “الجيش الملكي”، الذي يفرض على المنتسبين إليه، كانوا لاعبين أو جمهورا أن يقدروا قدسية هذا الفريق وتاريخه، وأيضا لما يحمله من رمزيات في طياته: الجيش + الملكي، لكن الذي حدث الأحد الماضي لا يشرف لا “الجيش” لا “الملكي”، فأين الخلل؟

    إنهم في عمر الزهور، فتيان يافعون لم يبلغوا من الكبر عتيا، وبالتالي يجب أن نتحمل جميعا وزر ما قاموا به، إنهم أبناؤنا، وبالتالي فنحن مسؤولين بهذه النسبة أو تلك عما حدث زوال الأحد الماضي بالرباط، فمن اعتقلوا بعد أن أحدثوا كل هذا الشغب الدموي، هو ابني وابنك، ولا يمكن أن نتنصل من مسؤوليتنا في هذا الباب لنلقيها على الدولة أو على مؤسسات التعليم وجمعيات الألتراس ومشجعي الفرق..

    الحمد لله أن شغب الملاعب ليس شأنا أو خصوصية مغربية، فقد سبقتنا أرقى الأمم بـ “هوليكانزها” ومشاغبيها الرياضيين، لكن مع ذلك يجب أن نتساءل كمغاربة عمن المسؤول وكيف وصلنا إلى هذا النوع من المشجعين الذين يصبون جام غضبهم العدواني على قوات الأمن وممتلكات البسطاء ومشجعي الفريق الآخر؟

    إنها الأسرة المغربية في المقام الأول التي تخلت عن أدوارها في التنشئة الاجتماعية، ولم تعد تبالي بالمسارات التي يختطها أبناؤها، والأمر لم يعد مرتبطا بالطبقات الفقيرة لوحدها، بل أيضا بالطبقات الوسطى في المجتمع؟ ثم إنها المدرسة التي تخلت عن وظائفها في التنشئة الاجتماعية السليمة، ثم هناك الوسطاء في المجتمع المدني وجمعيات مشجعي الفرق الرياضية، لأن الأمر يتعلق بمستقبل أبنائنا وبقيم التسامح والعيش المشترك التي ظلت تميز المغاربة عن باقي الشعوب، ثم بعدها يأتي المسجد الذي يجب أن يقوم بوظيفته التعبوية والبيداغوجية في غير ما اعتدناه من أسئلة دم الحيض والنفاس وما ينبغي لنا الإنصات له بعمق كبير، لكي لا يخطئ العنف موضوعه وطريقه..

    ما حدث يوم الأحد الماضي من شغب في ملعب رياضي، يسائلنا جميعا عن الأدوار التي نقدمها وسط مجتمعنا ما يحتاج إليه أبناؤنا من تأطير وتوجيه وفق قواعد سليمة.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    مصطفى بايتاس: الأسرة المغربية في صلب مختلف السياسات العمومية