بوح الأحد: حقيقة الكوبل الخبزاوي الذي تقدم بطلب اللجوء التدليسي إلى فرنسا

بوح الأحد: حقيقة الكوبل الخبزاوي الذي تقدم بطلب اللجوء التدليسي إلى فرنسا

A- A+
  • بوح الأحد: حقيقة الكوبل الخبزاوي الذي تقدم بطلب اللجوء التدليسي إلى فرنسا و يحاول الضرب في جميع الإتجاهات لإستجداء صفة المعارضة، القفة و كوفيد تفضحان نظام العسكر في شنقريحستان الذي يجر تونس إلى مستنقع معاداة المغرب و أشياء أخرى

    أبو وائل الريفي

  • كتب البعض و إن كانوا أقلية عن الكوبل الخبزاوي الذي تقدم بطلب اللجوء إلى فرنسا على أساس أنهم من المعارضة السياسية و أن حياتهم معرضة للخطر، لكن القراءة المتأنية لمسار الكوبل تبين حقيقتهم كٱنتهازيين و حراڭة بالتدليس. قبل سنوات لم يكن أحد يعرف لا دنيا و لا زوجها البزناس، كانوا يعيشون نكرات في المغرب، و لأسباب خبزية بحثة قرر زوجها الهجرة إلى الصين و حصل على تأشيرة خاصة برجال الأعمال لمدة سنة، أما زوجته فحصلت على تأشيرة مرافقة لزوجها.
    بعد وصولهم للصين أنشأ الزوج شركة في هونغ كونغ لتسويق المنتجات الصينية و من بينها الهواتف الذكية، و على هذا الأساس كانوا ملزمين بتجديد التأشيرة كل سنة و الإدلاء بوثائق تفيد إستمرار العمل التجاري، غير أنه في أكتوبر 2020، ٱضطر الفيلالي إلى تجميد شركته نظرا لإنهيار تجارته لأسباب كثيرة من بينها ٱنتشار وباء كورونا و عدم قدرته على الإستمرار في تحمل مصاريف الشركة، صادف ذلك أن تورطت دنيا الخبزية في ملف “حمزة مون بيبي” ليقرر الكوبل عدم العودة للمغرب مخافة المتابعة القضائية، لكن الكوبل كان يواجه مخاطر الترحيل للمغرب لإنعدام شروط تجديد تأشيرة الإقامة، آنذاك دخل الكوبل في رحلة البحث عن الحل و لم يجد غير الأخذ بٱقتراح صديق الصبا زكريا النصاب المتشرد في كندا الذي أفتى عليهم بطلب الحماية لدى مفوضية اللاجئين في بكين، و لتعزيز الطلب كان لا بد للكوبل من البحث عن عناصر تعزز رواية المعارضة و الإستهداف تكلفت بها دنيا الخبزية من خلال البحث عن عناصر لتأثيت الرواية.
    و هكذا و ٱبتداءا من نوفمبر 2020 بدأت دنيا الخبزية في تبني كل الأصوات النشاز في الفضاء الأزرق من خلال تبني رواية النصاب زكريا المومني و الإرهابي محمد حاجب و كبير الحماق محمد زيان و معشوقته وهيبة خرشيش، و لمدة سنة كاملة واصل الكوبل تأثيت رواية المعارضين من خلال التهجم على المؤسسات السيادية و في مقدمتها النظام الملكي.
    و بٱعتبار أن الصين ليست الوجهة النهائية للكوبل، فقد ٱفتعلوا أن حياتهم مهددة في الصين، و حاولوا أن يغادروها في 24 يوليوز 2021 غير أن سلطات مطار شنغاي منعتهم من الخروج لأسباب إدارية محضة.
    و في 29 يوليوز تمكنوا من مغادرة الصين في ٱتجاه باريس على أساس مواصلة الرحلة إلى وجهة أخرى، و بوصولهم إلى باريس طلبوا اللجوء و تم ٱحتجازهم في المطار من أجل إعادة ترحيلهم، غير أن محامية من أصل جزائري تكلفت بإقامة دعوة ٱستعجالية من أجل عرض طلبهم على السلطات الفرنسية المكلفة باللجوء لكي تبث في طلبهم داخل أجل يتراوح بين ستة أشهر و سنة.
    و لأن الملف المقدم من طرف الكوبل مهزوز و غير مضمون القبول تحركت أطراف رسمية فرنسية من أجل القيام بحملة إعلامية لفائدة الكوبل و تقديمه على أساس أنه من المعارضين الذين لا يشق لهم غبار و أن لهم باع طويل في المعارضة السياسية، و من تم تطوعت أقلام صهيونية للدعاية لهم قبل أن يتم فضح الكوبل الذي لم ينظف صفحاته على الفضاء الأزرق من كتابات معادية للسامية و موالية لتنظيمات شرق أوسطية مصنفة في خانة المنظمات الإرهابية المعادية لإسرائيل و الموالية لإيران، مما ولد ردود فعل لم تعد الأطراف الرسمية الفرنسية قادرة معها على الإستمرار في ٱحتضان الكوبل الذي أصبح ورقة محروقة غير قابلة للحياة على ٱعتبار أن الجهة المخولة بقبول اللجوء تقع تحت وصاية وزارة الداخلية إلى جانب وزارة الخارجية الفرنسية و ممثلين للسلطة التشريعية، الكوبل الخبزي الذي يفتقد الذكاء يعيد من جديد بفرنسا ما ٱدعاه في الصين من أن حياته مهددة و يوزع الإتهامات على أمل أن يستعملها ٱحتياطيا كما فعل النصاب زكريا في كندا.
    دنيا الخبزية التي تفتقر إلى ثقافة و ماضي سياسي تتصور أن الترديد و بشكل ببغاوي لكل ترهات الأصوات النشاز تعطيها مصداقية تفتقدها، كم أشفقت عليها و هي تردد بشكل ببغاوي حماقات زيان حول الذهب و الفضة في الوقت الذي نساها بعد أن ورطها و شغل نفسه بالبحث عن مبررات مقنعة لصوره العارية التي يرسلها إلى موكلاته. و لكي تستفز أكثر الرأي العام المغربي بدأت في الترويج و تقاسم كل الأخبار المعادية للمغرب التي تبثها الجزائر حتى تضمن ردود فعل أكثر، كأن دولة شنقريحستان جنة على الأرض في الوقت الذي يعرف القاصي و الداني حقيقة معاناة الشعب الجزائري مع أبسط ضروريات الحياة التي لا تنتهي.
    “ما حدها تقاقي وهي تزيد في البيض”. هذا ما ينطبق حقيقة على حال الجزائر في الآونة الأخيرة. ارتباك وارتجال يقود إلى إخفاق وفشل متواصل على كل الواجهات، وتستر عن الحقائق لفترة ثم ينكشف المستور وتتضح حقائق الفشل الذريع والذي يتسبب فيه نظام لم يعد ينظر إلى ما فيه الجزائريون من معاناة لأنه ركز كل اهتمامه على المغرب. لم يعد أمام حكام الجزائر اليوم طرق أخرى للمناورة وتأجيل إعلان الفشل بعد عقود من الاستقلال كان عنوانها الرئيسي هو فرص ضائعة وثروات مبددة واختيارات فاشلة ورهانات خاطئة. هل بإمكان نظام العسكر إيجاد “لهاية” أو “مشجب” آخر لربح وقت آخر؟ هل مشاكل الجزائر التنموية مجرد أعطاب ظرفية؟ هل معاناة الجزائريين مع نقص المواد الأساسية وليدة ظرفية الجائحة فقط؟ هل ما وصلت إليه البلاد من تنمية وتقدم متناسب مع إمكانياتها ويوازي حجم ثرواتها؟ هل ما يصرح به قادة الجزائر هو الحقيقة؟ وهل يستحق الجزائريون بتضحياتهم هذا النظام العاجز الفاقد للأهلية لإيقاف النزيف الذي تعرفه البلاد؟
    قد يتساءل البعض عن سبب طرح هذه الأسئلة المقلقة الآن. والسبب ببساطة هو تصريح للرئيس “المختطف” من طرف شنقريحة بمناسبة اختتام أشغال الملتقى الوطني حول تجديد المنظومة الصحية والذي بين فيه الرجل الأول في البلاد أنه يعيش حالة تخلف زمني حين قال بأن “الدولة عازمة على توفير كل الوسائل للتغلب على جائحة كورونا”. هكذا ودون حشمة يخاطب تبون الجزائريين بعد مرور أزيد من سنة على انتشار كوفيد 19 ليطمئنهم ويبشرهم بعزم الدولة توفير الوسائل. المصيبة هي أن هذا الرئيس ذاق مرارة المرض وأصيب في وقت مبكر بالفيروس ونقل للعلاج إلى الخارج. والطامة أن حكام الجزائر حاولوا التستر عن هذه الإصابة لأنها كانت ضربة قاضية للنظام كله وللمنظومة الصحية أساسا ولكن خطورة الإصابة حينها وطول أمد غياب الرئيس ومناورات ودسائس قصر المرادية اضطرتهم للإعلان عن الإصابة. ونتذكر حينها صراعات التموقع الحامية بين أركان النظام التي اضطرت تبون للخروج الإعلامي وهو منهك القوى. الرئيس تبون، وهو مجرد واجهة مدنية ضعيفة لنظام عسكري فاشل، انتبه بعد أزيد من عام على انتشار الجائحة، وهي في موجتها الرابعة، بأن الدولة عازمة على توفير الوسائل للتغلب على الجائحة. انتبه تبون إلى ضرورة توفير الوسائل بعد وفاة أزيد من 6000 جزائري وإصابة أزيد من ربع مليون حسب الأرقام الرسمية المعلنة والتي لا تعكس الحقيقة لأننا فعلا أمام نظام لا يختلف عن كوريا الشمالية في تعاملها مع معطيات هذه الجائحة.
    معاناة الجزائريين مع غياب أسطوانات الأوكسجين لن تنسى بالتقادم، وفقدان الجزائريين للأدوية اللازمة خلال هذه الجائحة كذلك، وتركهم عرضة لمضاربات سماسرة الأزمات ستبقى سبة في وجه نظام العسكر الذي وقف متفرجا وعاجزا عن حماية صحة مواطنيه. ولا نظن السبب هو العجز فقط ولكن هناك مصالح متداخلة مع تجار الأزمات لأن كل أركان هذا النظام لا تفكر إلا في الإثراء على حساب الشعب واستغلال معاناته.
    معاناة الجزائريين خلال جائحة كوفيد تكذب ادعاءات تبون بأن بلاده تمتلك أفضل منظومة صحية بأفريقيا. والاستشهاد الخاطئ والمضلل والانتقائي بارتفاع معدل الحياة عند الجزائريين الذي بلغ 77 سنة بعد أن كان في بداية الاستقلال أقل من 54 سنة انتقائية مقيتة كشفت عقدة المغرب الذي يتحاشى تبون وأسياده ذكره بالاسم مكتفين بالدولة الجارة وكأنهم يصابون بمس أو صاعقة إن نطقوا اسم هذا البلد الشامخ الذي اكتشف العالم خلال هذه الجائحة ما يختزنه من كفاءات وموارد جعلته يدبر مرحلة الجائحة بنجاح شهد به المنتظم الدولي كله. هل أحس المغاربة بنقص في الأدوية خلال الجائحة؟ هل شهدت السوق نقصا في الأكسجين؟ هل غابت الدولة لتترك سوق المضاربات في الأدوية والمواد الغذائية تنهش جيوب المغاربة؟ هل الطاقة الاستيعابية للمستشفيات لم تسع كل مرضى الفيروس؟
    بالتأكيد، جواب المغاربة وكل المتتبعين سيكون بالنفي. لقد سارعت السلطات المغربية إلى الوفاء بكل التزاماتها الصحية والاجتماعية والأمنية، وشيدت مستشفيات ميدانية متخصصة ووفرت كل الأدوية للمصابين وسارعت لتأمين توصل المغاربة مبكرا باللقاح في عز الخصاص في السوق العالمية، وظل المغرب مصنفا طيلة فترة الجائحة في خانة الدول المتحكمة في انتشار الوباء. كيف أصاب تبون “الخبل” ليقفز على كل هذه الحقائق؟ هل كان جادا وهو يتحدث عن “الدولة الجارة” وتفوقه عليها “بالرغم من أنهم سبقونا إلى الاستقلال ولا أحد يذكرهم في الإعلام والصحافة” على حد قول الرئيس المغيب عن الحقيقة والواقع؟
    لم يعد يتذكر تبون عن المغرب إلا سنة استقلاله لأن التاريخ انتهى عنده في ستينيات القرن الماضي وبقي أسيرا لتلك الفترة البومدينية التي قادت الجزائر إلى حالة إفلاس شامل بسبب رهانات اقتصادية واجتماعية وسياسية فاشلة ثار عليها الجزائريون في حراك شعبي أسطوري لم تنفع معه الآلة القمعية العسكرية والأمنية. يريدنا تبون أن نذكره مرة أخرى بمشاكل الجزائريين مع الزيت والحليب والبنان والدقيق. يريدنا تبون أن نذكره بما يتداوله الجزائريون بعفوية عن الفارق بين ما وصل إليه المغرب وبلدهم الذي يتوفر على ثروات وإمكانيات أكثر من المغرب ولكنه يفتقد نظاما يحسن إدارتها وتدبيرها لمصلحة البلاد والعباد. ينسى تبون أن المغرب يسبقه في كل شيء وأن ذكر المغرب صار يصيبه بجنون ويشعره بأنه قزم.
    تقف اليوم الجزائر عند مفترق طرق، ومستقبلُها يترتب على طبيعة نظامها السياسي، والاستمرارُ بنفس النهج البومديني لن يقود البلاد إلا إلى مزيد من الكوارث، وتدبير علاقات الجوار بمنطق العداوة يحرمها من فرص لن تجدها في مكان آخر، وتبنيها لجبهة البوليساريو خطأ تتضاعف تداعياته كلما أصر العسكر على التمادي فيه ولم يمتلكوا شجاعة الاعتراف بهذا الخطأ. معاناة الجزائريين تتصاعد وتتسع ولم يعد ممكنا سترها في زمن الانفتاح، ورمضان على الأبواب بما يعنيه من مضاعفة الاستهلاك اليومي للكثير من المواد الأساسية المفقودة في السوق. وحالة العجز البين للنظام أمام سوق المضاربات لا يمكن تبريرها إلا باستفادة بعض أركان هذا النظام من هذا الوضع اقتصاديا وماليا.
    تضيق الدائرة اليوم أمام تبون وشنقريحة وهما مطالبان بتقديم الحساب للجزائريين وتبرير أسباب غياب هذه المواد الأساسية من السوق وسبب حرمان الجزائريين من الاستفادة من جيرانهم المغاربة حيث تتوفر هذه المواد بالفائض. ها هي واحدة من تداعيات إغلاق الحدود وقطع العلاقات من طرف واحد. وكما قلنا في بوح سابق بأن المتضرر هو الجزائر أكثر بكثير من المغرب. كيف سيتلقى المنتظم الدولي قرار وزارة التجارة الجزائرية بمنع بيع الزيت لأقل من 18 سنة؟! ألا يدل هذا أن “السكين وصلت للعظم”؟! من يتضرر الآن من هذا القرار المتسرع وغير المبرر وغير المدروس حول إغلاق الحدود وقطع العلاقة مع المغرب؟! وحدهم الجزائريون يملكون الجواب الصحيح، أما الطغمة الحاكمة فغارقة في سبات ومغيبة عن الواقع لأن محركها هو الحقد على المغرب وليس مصلحة الجزائريين.
    يدفع الجزائريون اليوم ضريبة قرارات ارتجالية وشعارات تعود إلى السنوات الأولى لاستقلال الجزائر. اتخاذ قرار عدم الاستيراد دون وضع مقومات الإنتاج يجعل السوق في أزمة والشعب في معاناة ويوسع سوق المضاربات وخاصة إن كان النظام عاجزا وضعيفا. كم هو حجم المواد الأساسية التي تذهب لمخيمات البوليساريو؟ ومقابل ماذا؟ وهل ما يزال نظام العسكر يحلم بانتصار أطروحة الانفصال بعد كل هذه الهزائم المتتالية؟
    حين نرى ما تتخبط فيه الجزائر وهي عاجزة عن توفير المواد الأساسية لشعبها نحمد الله كثيرا أننا دولة غير بترولية لأن ذلك جعلنا نستثمر في أشياء أخرى، ونحمد الله كذلك لأنه وهبنا نظاما حكيما تبنى خيارات استراتيجية منذ فجر الاستقلال ويملك رؤية مستقبلية وسمعة دولية وقدرة وقوة تفاوضية في المنتظم الدولي أعطت لهذا البلد ما يستحق من احترام عالمي ولم تجعل أمنه الغذائي موضوع مساومة بسبب تقلبات السوق الدولي.
    أكاد أنفجر من الضحك وأنا أرى نظاما عسكريا يعطي الدروس للمغرب في الحريات وحقوق الإنسان وهو حديث عهد بعشرية دموية سوداء صال فيها العسكر وجال ونكل بجثث معارضين. لقد أصدرت محكمة باب الوادي حكما بعقوبة سالبة للحرية على فتحي غراس زعيم الحزب اليساري للحركة الديمقراطية والاجتماعية بتهمة إهانة الرئيس الجزائري. هذه هي الحريات في الجزائر، وهذا هو احترام حقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير. وهذا الحكم وحده يكفي الماكينة الدعائية العسكرية لتكف عن تقديم دروس ومواعظ للغير، أما التاريخ الدموي لهذا النظام فقد تأتي مناسبات ونتحدث عنه بتفصيل.
    وغير بعيد عن الجزائر، يلاحظ أن تونس فقدت البوصلة وأن التوانسة تلقوا أكبر “مقلب” بعد 2011. يتضح بعد التطورات المقلقة القادمة من هناك أن تصويت تونس ضد مصالح المغرب ووضع اليد مع حكام الجزائر والحديث عن “فضاء إقليمي جديد” وفق “إعلان قرطاج” بعد زيارة تبون لتونس. يتضح أن كل هذه خطوات مدروسة بعناية بناء على اختيار رسمي يفيد اصطفاف تونس رسميا ضد المغرب أو على الأقل فتونس اليوم ترى مصلحتها مع نظام العسكر في الجزائر لأنه يتماشى مع شعبوية نظامها وأولوياته.
    هذه هي تونس التي قادت ما سمي ب “الربيع العربي”، وسُوقت على أنها نموذج للثورات الملونة والمعطرة. ها هم التوانسة اليوم تجرب فيهم قوى فاشلة طرقها للحكم، سواء إسلاميين أو قومجيين أو شعبويين أو عدميين.
    تونس اليوم مقبلة على التأسيس لنمط غريب هو الاستشارة الإلكترونية الشعبية التي أعلن عنها قيس سعيد كخطوة تمهيدية لإصلاحات دستورية مقبلة وانتخابات تشريعية يراد تنظيمها في دجنبر معتبرا ذلك جزءا من خارطة طريق لم تكتمل فصولها منذ شهر يوليوز. والخطير أن البلاد مقبلة على هذه الخطوات الحساسة وهي في وضعية انقسام وتقاطب حادين يمكن أن يضربا في العمق وحدة التونسيين وخاصة في ظل الأزمة الاجتماعية والاقتصادية الخانقة التي تؤثر على معيش التوانسة اليومي.
    تونس اليوم مرشحة، لا قدر الله، لحالة فوضى داخلية مفتوحة على كل الاحتمالات وجوارها المضطرب عامل مساعد لتصدير كل عوامل دعم هذه الفوضى، والانعكاسات السلبية لهذه الوضعية مرشحة للظهور قريبا وستتعدى رقعة تونس لتطال جوارها في كل الاتجاهات.
    أولى الأولويات اليوم هي التفكير جيدا في مآلات الوضع في ليبيا وتونس برؤية مغاربية جامعة تستحضر الوضع الحساس للمنطقة وتأثيرها على جنوب الصحراء وشمال المتوسط. وأولى الأولويات هي دور استباقي للمغرب إقليميا وقاريا لتفادي كل التداعيات الممكنة لأي تطورات سلبية في هذا الاتجاه.
    لقد أعلنتها أكثر من مرة في هذا البوح بأن الرهان المغربي على تكتل إقليمي مغاربي خيار استراتيجي فيه مصلحة لدول الاتحاد المغاربي وشعوبه وشركائه، ولذلك فالحاجة ماسة اليوم إلى تحريك المياه الراكدة وحلحلة حالة الجمود التي يستفيد منها فقط من لا تهمهم مصلحة شعوبهم لأنهم ينتعشون في أجواء الصراعات فقط.
    ميزة المغرب في علاقاته مع الأغيار هو عدم التدخل في شؤونهم الداخلية، واحترام سيادتهم واستقلال قرارهم، وميزته الثانية هي عدم مساومته أو مهادنته في كل ما يهدد مصالحه. وقد قادت هذه الميزات بلدنا إلى وضع مريح لأن ثمار الدبلوماسية الهادئة تكون سريعة وفعالة دائما.
    لننظر إلى التمدد المغربي قاريا وعربيا، ولننظر إلى حجم التقدير دوليا. لماذا لم تنجح كل خطط عسكر الجزائر وتحركاته ضد المغرب؟ لماذا لم تعط كل الأجندات التي تمولها المرجو منها؟ ولماذا لم تنجح كل الحملات ضد المغرب لإضعافه وكسر إرادته وضرب سيادته؟
    الجواب واحد. لهذا البلد رب يحميه، وحماة الجدار يصلون الليل بالنهار دفاعا وحراسة ويقظة وتصديا لكل خصومه بطرق لا يتوقعونها دائما، وملك يعطيه عزة ومكانة بأناقة تدخلاته وصواب رؤاه.
    ما يميز المغرب طيلة العشرية الأخيرة أنه صار يحسن توقع هذه الخطط وينوع وسائله لمواجهتها مما يفاجئ الخصوم.
    لا يمكن التهاون نهائيا بشأن مصالح المغرب وكل ما ومن يمس وحدته واستقراره ويخدم أجندات أعدائه. ليكن هذا واضحا للجميع.
    و ما حدث بخصوص مؤامرة بيغاسوس وقبلها وضع “البيضة فالطاس” مع أمنستي وغيرها وتوقيف المبتزين عند حدهم وتقديم كل من خرق القانون أمام القضاء مهما كانت علاقاته وشهرته. هذه كلها مؤشرات على أنه لم يعد في المغرب مسوغ للتساهل. والأهم أن منطق المغرب في الدفاع عن قضاياه يضع كل الطوابرية في حالة هزيمة لدحض حجج المغرب. وما نزال إلى اليوم ننتظر إجابات من أمنستي وفوربدن ستوريز، وما تزال الدعوى القضائية تنتظر من مدعي التنصت على المغرب إبراز أدلتهم. وخذوا الجواب من الآن لن يدلوا بشيء لأنهم “مرايقية” و”سمايرية” ومأجورين وخدام أسيادهم وعبيد لمن يدفع. المغرب ليس عنده ما يدفع لأن ما عنده أولى به المغاربة. ولهم عبرة في قصة كاترين غراسييه وايريك لوران.
    نلتقي في بوح قادم، وإلى ذلكم الحين يستحق منا جيل الاستقلال التفاتة اعتراف ونحن حديثو عهد بذكرى تقديم وثيقة الاستقلال. رجال ونساء وطنيون أحبوا وطنهم وفدوه بما عندهم دون انتظار جزاء أو شكر من أحد. نتذكرهم ونتذكرهن جميعا لننهل من معينهم معاني الوطنية البانية والمحفزة للحفاظ على استقلال وسيادة وعزة وشموخ المغرب.
    بوح الأحد: حقيقة الكوبل الخبزاوي الذي تقدم بطلب اللجوء التدليسي إلى فرنسا و يحاول الضرب في جميع الإتجاهات لإستجداء صفة المعارضة، القفة و كوفيد تفضحان نظام العسكر في شنقريحستان الذي يجر تونس إلى مستنقع معاداة المغرب و أشياء أخرى

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    6900 أستاذا يتقاعدون مع نهاية 2023 ليصل العدد إلى 141 ألف متقاعد بالتعليم