حيّ على العمل

حيّ على العمل

A- A+
  • في ظرف قياسي عين الملك محمد السادس حكومة عزيز أخنوش، التي جرى التداول بشأنها بعيدا عن وسائل الإعلام وضغطها، وإذا كانت العبرة بالعمل، فإنه مع ذلك يقول المغاربة “علامة الدار على بابها”، فلأول مرة في تاريخ المغرب تبدو الأغلبية محسومة من صناديق الاقتراع: ثلاثة أحزاب هي الأحرار وحزب الأصالة والمعاصرة وحزب الاستقلال، تحصل على أغلبية مريحة دون الحاجة إلى عجلة السوكور، هذا غير مسبوق، فقد اعتدنا تشكيل أغلبية غير منسجمة ومهلهلة وسريعة العطب، تقضي نصف الفترة الحكومية في صراع مع بعضها البعض وفي النصف الثاني تبدأ في محاولة إصلاح ذات البين بينها، بدل أن تتفرغ لإدارة الشأن العام وحل مشاكل المواطنين المستعجلة، اليوم لدينا فريق حكومي متقارب إيديولوجيا وسياسيا، قطب ليبرالي منفتح يتوفر على أطر كفأة، على خلاف الحكومات السابقة، حيث جاءت الحكومة رشيقة خفيفة الوزن بـ24 حقيبة وزارية تسهل حركتها والتنسيق فيما بينها، ثقيلة في بروفايلات وزرائها، فبدل وزراء جل بروفايلاتهم كانت هي الإجازة والمهام الحزبية الكثيرة والمقاعد البرلمانية، ها نحن نكتشف في الحكومة التي عينها الملك محمد السادس يوم سبعة أكتوبر، وزراء شباب من زبدة النخبة المغربية، كفاءة وتكوينا وتجربة، ووزيرات لهن سير مهنية زاخرة بالإنتاج والإبداع ومعترف بتفوقهن عالميا، من حيث المناصب التي مروا منها، أو الدبلومات التي حصلوا عليها من جامعات أمريكية وفرنسية..عدا جوائز الاعتراف والاستحقاق التي تنم عن تقدير دولي لعطاءاتهن..

    ومن خلال قراءة الهيكلة الحكومية وطبيعة الحقائب الوزارية يبدو الرهان قويا على تحقيق إقلاع اقتصادي وتنمية مستدامة يكون لها انعكاس على حياة المواطنين ورفاهم، فقد تضمنت الهيكلة تركيزا قويا على الطاقات التي تكمل ما وصل إليه المغرب اليوم من مراحل الإنتاج والبحث عن أسواق خارجية للتصدير، وإنعاش المقاولات باعتبار الضرر الذي لحق الاقتصاد الوطني جراء الجائحة التي كانت العديد من المقاولات أول ضحاياها، ثم جلب الاستثمارات وجاذبية السوق المغربي بحكم الاستقرار الذي تنعم به المملكة، والخدمة الاجتماعية والصحة والتعليم والشباب التي يجب أن تساير ما رسمه الخطاب الملكي أثناء افتتاح الدورة البرلمانية يوم الجمعة 8 أكتوبر الجاري، وكل ما يرتبط بتنزيل النموذج التنموي الجديد على أرض الواقع.

  • المغاربة أعيتهم النقاشات السياسية الفارغة، ويريدون ما يمكث على الأرض لا الزبد الذي يذهب جفاء، وهذا ما يجب على حكومة عزيز أخنوش أن تلتفت إليه، ويجب عليها أن لا تستكين أن لديها أغلبية مريحة ومعارضة مشتتة مثل الفطر، إذ توجد تحت مجهر متابعة ومراقبة وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي والمجتمع المدني، والمغاربة اليوم أصبحوا يتوصلون بالمعلومة قبل أن يتم تداولها في البرلمان، لذا على هذه النخبة المباركة في حكومة الكفاءات أن تعي حجم الرهان المطروح عليها، وإن كانت هذه السنة كما بشر الخطاب الملكي المغاربة بنسبة نمو جيدة وبالتحكم في نسبة التضخم، وبعائدات مالية مهمة للعمال المغاربة في الخارج والاستثمار الذي ارتفع بـ17 بالمائة، إلا أنه مع ذلك هناك فوارق اجتماعية كبرى، وقطاع صحي رغم صموده في وجه الجائحة يعتبر أولوية كبرى من أجل صحة المغاربة. وتماشيا مع تعميم الحماية الاجتماعية، فإن المشروع الملكي الذي يعتبر الأضخم من نوعه، يطرح تحديات كبرى على الحكومة.. وليس علينا إلا أن نقول: حي على العمل… وسنعود إلى محاسبتكم بعد مرور مائة يوم على تنصيب الحكومة.. نده الله يسخر.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الشرطة القضائية بتنسيق مع الديستي توقف شقيقين يشكلان موضوع مذكرات بحث