الفنانة العصامية فاطمة الضعيف… تقتحم بياض اللوحة بألوان قادمة من عالم الزرابي

الفنانة العصامية فاطمة الضعيف… تقتحم بياض اللوحة بألوان قادمة من عالم الزرابي

A- A+
  • يحتضن المركز الثقافي الروسي بتعاون مع جمعية منتدى الشباب المهرجان الثامن للفنون التشكيلية، يوم الخميس 8 يوليوز الجاري “معرض الفنانة التشكيلية فاطمة الضعيف”، بعنوان “زرابي الماضي و الحاضر” من تصوير الفوتوغرافي الفنان “العربي الرطل” واشراف على الأعمال الفنية “مروان عوينات”.

    اوقتحمت الفنانة التشكيلية العصامية فاطمة الضعيف عالم الرسم ومحاورة بياض اللوحة، قادمة من عوالم الصناعة التقليدية وبالضبط زخرفة الزرابي التي تشهد على تواريخ ضاربة في القدم للحضارة المغربية، بعدما تلقت أبجديات صناعة الزربية الرباطية على يد “لمعلمة”.

  • ولم تقف الضعيف عند حدود الزربية التقليدية التي كانت تشهد على أيام وليالي من الحياكة والصناعة المتقونة، حيث تلقت أولى تعاليم حب الفن والألوان منذ نعومة أظافرها بعدما رأت النور سنة 1957 بمدينة القراصنة “سلا”، وتمكنت منذ نعومة أظافرها من اكتساب مهارات مداعبة الألوان وحياكتها في انسجام دال ومتناغم لصناعة الزربية، وهي لم تبلغ حينها سنة الثانية عشر، حيث اشتغلت كمعلمة لفن الزرابي، ونقل هذه الحرفة وتكوين مجموعة النساء في العديد المعامل لفن الزربية.

    دفعتها دروب الحياة وإكراهات اليومي إلى التوقف عن ممارسة هذه المهنة، في سنة 24، لتتفرغ لتربية أبنائها ورعاية أفراد أسرتها، لكنها رغم كل هذا ظلت تمارس مهنتها في منزلها لتبقى ثقافة راسخة في ذاكرتها.

    ستتقد شعلة الفن التشكيلي ومحاورة البياض والألوان مرة أخرى لدى فاطمة الضعيف، بعدما أيقظ ابنها مروان عوينات تلك الروح من جديد، وهو الخريج من معهد الفنون الجميلة بتطوان، لتعود من إلى الألوان لكن هذه المرة ليس فوق خيوط الحرير والكتان ولكن فوق الفراغ الأبيض في لوحات تتفتق منها روح لمعلمات في الزربية الرباطية، وتنطق بالمسكوت عنه والمضمر في تاريخ ضارب في عمق الثقافة المغربية ..

    تجربة فاطمة الضعيف العصامية تعيد إلى الأذهان تجربة الشعيبية طلال،حيث تمارس الألوان غوايتها على الانسان بغض النظر عن مستواه التعليمي والأكاديمي، ويفسح المجال للفن الطبيعي الذي يجترح لنفسه المعنى ويمنح لنفسه الخلود بشكل فطري بعيد عن تعقيدات المدارس والنظريات بل وتحاور جهابذة الفن التشكيلي نظريا عبر الممارسة واقتحام رعب البياض وسطوته، وتبدده فطرة فنانة عصامية تقول لنفسها وللتاريخ أنها هنا لي حق القول والتعبير … إنها فاطمة الضعيف..

     

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الدارالبيضاء تستعد لاحتضان النسخة الثالثة من التظاهرة MOROCCO MALL JUNIOR PRO