عقدة تبون الجزائري من الملكية

عقدة تبون الجزائري من الملكية

A- A+
  • ما ورد في ثنايا الحوار المطول الذي أجرته مجلة “لوبوان” مع الرئيس الجزائري، من تصريحات غريبة حول الملكية والملك بالمغرب، يفرض باستعجال عرض صاحبه عبد المجيد تبون على أنظار مختصين في التحليل النفسي لمعاناته المرضية من “عقدة الملك”، داء من أعراضه حقد الرئيس الجزائري على النظام الملكي بالمغرب، وغيرة مستفحلة تخرج عبر الوعي واللاوعي في شكل هذيان أو تصريحات نابية أو تحليلات مستمدة من الذهان المرضي..
    ما جاء على لسان عبد المجيد تبون لا يضر لا الملك ولا الملكية، ولا المغرب ولا المغاربة ولن يغرس فيهم أي عقد للعداء اتجاه الجزائريين شعبا ووطنا لأنهم جيران وخاوة، ولكنّه يضرُّ في المقام الأول بمرتبة “رئيس” دولة محترمة وشعب يستحق حاكما أعمق وأنضج من رجل مريض اسمه تبون، فما تفوه به الرئيس الجزائري من كلام عدائي اتجاه الملكية والملك محمد السادس لا يشرف بلد المليون شهيد، ويعتبر سابقة في الصراع المغربي الجزائري، الذي كان رؤساء الجزائر وملوك المغرب حتى في أشد لحظات الأزمة يتعففون عن الإساءة إلى بعضهم البعض، فبالأحرى أن ينزلوا بخطابهم إلى الدرك الأسفل من الإسفاف الذي لا يليق برجل دولة فبالأحرى إذا كان رئيس بلد من حجم الشقيقة الجزائر..
    أراد تبون أن يبرز ولاءه للعصابة العسكرية من جنرالات يُعتبرون الحاكمين الفعليين في الجزائر، لا الرئيس الدمية الذي يوجد في الواجهة فقط، لذلك ظل الجزائريون طيلة مدة الحراك الجماهيري يطالبون برحيل العسكر وبالمدنية بدل العسكرية، لذلك رفع تبون من منسوب العداء اتجاه المغرب شعبا وملكا، واتهمه بكونه هو الذي يقود موجة العدوان اتجاه الجزائر، لدرجة هدد معها بحرب طاحنة إذا ما اعتدى عليه المغرب، والحق أن المغرب ليس هو من يدعم جماعة انفصالية ويمدها بالمال والسلاح، ويمنحها أسباب الحياة فقط انتقاما من جاره الغربي ونظامه الملكي، وليس هو من يطبل لإسبانيا ويقف ضد استرجاع المغرب لأجزائه الترابية المحتلة، حتى أن الكل يستغرب كيف يتحول بلد المليون شهيد الذي قاد ثورة التحرير ضد المستعمر مناصرا للاحتلال في البلد الجار؟
    على الرئيس تبون أن يعلم أنه في المغرب لا يمكن الفصل بين الشعب والملك، فلا حدود بين الملكية وبين المجتمع المغربي، وعليه أن يعود إلى التاريخ ولو من باب محاربة جهله، فالمغاربة هم الذين اختاروا المولى إدريس الأول سلطانا عليهم وزوجوه من قبيلتهم وتوحدوا تحت راية حكمه، وحين قام الاستعمار بنفي الملك محمد الخامس الذي رآه المغاربة في القمر، قدموا الغالي والنفيس وضحوا بأرواحهم من أجل عودة ملكهم، بل رفضوا منحهم الاستقلال قبل عودة زعيم التحرير من المنفى، لذلك أصبحت الملكية تاجا على رؤوس المغاربة، ليس عبر سلطة القمع والمدفع، بل اختيارا تاريخيا يرون في الملك أمير المؤمنين ورمز وحدة بلادهم وحامي الملة وضامن استقرار المملكة، وحين توفي الملك الحسن الثاني خرج الملايين لتوديعه في جنازة مهيبة أبهرت العالم، وسيظل الأمر هكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، طالما أن الملكية في خدمة شعبها، وتحمي استقراره وتصون وحدته، ولعل ما قام به الملك محمد السادس فقط في معركة كورونا، يبرز كيف تفكر الملكية في المغرب بمواطنيها وحماية أرواحهم، أما عن الزعم بتخلص الرعايا من ربقة الملكية، واعتبار اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء هو منح أرض للملك، فهو محض هذيان عصابي يحتم على حكام قصر المرادية إرجاع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى ألمانيا ليس للاستشفاء من كورونا هذه المرة، وإنما من داء مزمن اسمه عقدة الملكية.. أما النظام الملكي والشعب المغربي فسيظلان ملتصقين متلاحمين كما يلتصق الظفر باللحم ولن يدخل بينهما سوى الوسخ الذي يسهل حذفه وإزالته بتقليم الأظافر والسلام.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    6900 أستاذا يتقاعدون مع نهاية 2023 ليصل العدد إلى 141 ألف متقاعد بالتعليم