السجلماسي يحدد مكامن قوة الاقتصاد المغربي في محيطه الإقليمي

السجلماسي يحدد مكامن قوة الاقتصاد المغربي في محيطه الإقليمي

A- A+
  • قال فتح الله السجلماسي سفير المغرب السابق في باريس والرئيس التنفيذي لمؤسسة Positive Agenda Advisory، إن المغرب أصبح اليوم قوم اقتصادية صاعدة في منطقة المغرب العربي وشمال إفريقيا (مينا) ومحركا حيويا في منطقة بلدان الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، مؤكدا أن أول منتوج وطني يصدره المغرب اليوم، إلى شتى جهات العالم لم يعد هو الفوسفاط ومنتجات الفلاحة، هو منتوج السيارات الذي أضحى يعرف تطورا كبيرا يعزز مكانة المملكة في مجال التصنيع بالعالم، أضف إلى ذلك، يؤكد السجلماسي، الأفاق الواعدة التي تمنحها قطاعات أحرى من قبيل الطاقات المتجددة والأوفشورينغ والاقتصاد الأخضر وغيره.

    وأوضح السجلماسي في ندوة رقمية نظمها التجاري وفا بنك مساء اليوم الخميس، حول موضوع: “عالم المستقبل: أي مكان لدول الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط؟”، أن البلدان الصاعدة في العالم، وضمنها المغرب، باتت تتوفر اليوم على فرص هامة للنمو وتمتين الشراكات مع الدول المتقدمة، معتبرا أن هذه الأخيرة لن يكون بإمكانها الحفاظ على موقع اقتصادي وتنموي متقدم في المستقبل، بمغرل عن مد جسور التعاون مع البلدان الصاعدة، في ظل الصراع المحموم على النفوذ الاقتصادي العالمي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وخصوصا في العمق الإفريقي الذي يمتلك به المغرب أوراق جد هامة من شأنها أن تخدم مصالح شركائه الاستراتيجيين في أوروبا وخارجها.

  • واعتبر السجلماسي أن القدرة على رفع النمو والقدرة على التطور وتأهيل الموارد البشرية واستقطاب رؤوس الأموال، إلى جانب وضع أرضية مرنة للانفتاح على الشركاء الخارجيين، هي أمور أساسية من شأن الرهان عليها من طرف البلدان الصاعدة أن يعزز موقعها العالمي مستقبلا، موضحا أن الأفضل لهذه البلدان وضمنها المغرب أن لا يعيش العالم على إيقاع هيمنة قطبية تتحكم فيها الولايات المتحدة الأمريكية والصين، بقدر ما أن الأفضل هو تشكل عالم منفتح ومفتوح على أقطاب متنوعة.

    ومن جهتها، قالت أنييس لوفالوا أستاذة في مدرسة IEP إن صعود قوى جديدة واهتمامها بولوج السوق الإفريقي، سيدفع من دون شك، بلدان الاتحاد الأوروبي للتفكير في إعادة النظر في سياساتها الخارجية، بحثا عن حصص سوق في القارة السمراء، وإيجاد موطأ قدم في هذه القارة الواعدة، وهذا لن يتأتى إلا عبر تعزيز الشراكات مع البلدان الصاعدة التي تشكل معبرا وممرا لبلوغ هذه الغاية، بالنظر للأوراق الهامة التي تتوفر عليها في هذا الخصوص.

    وأوضحت أن مستقبل البلدان المتواجدة في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، يمر عبر الإصلاحات الهيكلية والحكامة الجيدة التي تعتمد على برامج واضحة تسطر أهدافا تنموية على المديين المتوسط والبعيد، موضحة أن السياسات الناجعة في المجالين الاقتصادي والتنموي، جد ضرورية لتحسين مستويات عيش شعوبها في المستقبل، وهو ما من شأنه أن يخدم كذلك مصالح البلدان المتقدمة التي لا يمكنها أن تنمو وتستمر في ريادتها المستقبلية، دون وضع شراكات ثنائية للتعاون على أساس رابح رابح.​ ​​

    ويذكر أن هذه الندوة الرقمية قد نظمها التجاري وفا بنك في إطار سلسلة اللقاءات التي دأب على احتضانها تحت شعار: “التبادل من أجل فهم أفضل”، وهي الندوة التي نشطها زكريا الكرتي، المصرفي الرئيسي في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وممثل قانوني.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي