بوح ما بعد النكبة:  مغرب الوضوح، لقد انتهى زمن المتاجرة بقضية فلسطين ..

بوح ما بعد النكبة:  مغرب الوضوح، لقد انتهى زمن المتاجرة بقضية فلسطين ..

A- A+
  • بوح ما بعد النكبة:  مغرب الوضوح، لقد انتهى زمن المتاجرة بقضية فلسطين ودرجة الصفر في التعامل السياسي والدبلوماسي على أعلى مستوى في الجزائر والعفو لا يستفيد منه إلا من طلبه وانتكاسات الطابور

    أبو وائل الريفي

  • تطرقت في بوح سابق للتحولات التي تطبع المنطقة العربية مؤخرا والتي يمكن أن تحدث تغيرات استراتيجية في ميزان القوى الإقليمي والدولي، وخاصة في ظل “التقارب الاضطراري” بين دول ومحاور ظلت تناصب بعضها البعض عداء وخصومة منذ مدة ليست بالقصيرة. والحقيقة أنني لم أكن أتوقع أن يأتي التأكيد بهذه السرعة من طرف جهات لا يخدمها رؤية نظام عربي قوي ومتماسك.
    لقد كان التوقع، كما كل سنة، أن تكون ذكرى النكبة مناسبة أخرى لتيارات إسرائيلية متشددة لإظهار قوتها وتوسيع استيلائها على البيوت والممتلكات الفلسطينية بمبررات كثيرة ولكنها واهية لا يسندها تاريخ أو جغرافية أو قانون أو حقائق على أرض الواقع. ولمن لا يعرف فذكرى النكبة تتزامن كل عام مع يوم 15 ماي وهو يوم يتذكر فيه العالم أجمع مأساة المهجرين الفلسطينيين، وتستغلها الجماعات الصهيونية لمزيد من الاستيطان. كل هذا كان متوقعا، ولكن ليس بهذه الحدة التي شهدتها مدينة القدس وساحات المسجد الأقصى من اقتحامات إسرائيلية لترويع الآمنين ورواد المسجد في شهر رمضان، وقد شاهد العالم أجمع صور العنف المفرط ضدهم وهم عزل من كل سلاح.
    لقد استبق المتشددون في إسرائيل المناسبة لصرف الأنظار عن المطالب العادلة والمشروعة للفلسطينيين التي تحرج كل من يقف ضدها، كما تفضح كل من يحاول الاتجار بها والاستقواء بها والتموقع كفاعل إقليمي من خلال حشر نفسه وسطها عن طريق وكيل أو أكثر من الفلسطينيين. لن ينسى كل الأحرار حق الفلسطينيين في دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، دولة قابلة للحياة مع وقف الاستيطان وضمان حق العودة.
    لقد تحقق المحذور الذي حذر كل العقلاء من تداعياته ومن اتساع رقعته. بدأ الأمر باستفزازات إسرائيلية لأهل القدس الحريصين على ممارسة اعتكافهم الرمضاني في أرض هي أولى القبلتين وثالث الحرمين والذين عجزت القوات الإسرائيلية عن حمايتهم، كما عجزت عن وضع حد لتجاوزات الجماعات المتشددة الزاحفة على أراضي الفلسطينيين لتحقيق حلم مرضي بتهويد القدس، وهو المشروع المرفوض من كل العقلاء في العالم. للقدس خصوصيتها التي ما فتئ الكل يذكر بها، ومنهم المغرب الذي يرأس لجنة القدس.
    لا يمكن قبول اغتصاب أراضي ثابتة ملكيتها للفلسطينيين بالقوة والإكراه ولو حاز المغتصبون أحكاما على ذلك لأن القوة لا تعطي حقا إلا في قانون الغاب. وللأسف، وكما هي العادة دائما، لم يتحرك المنتظم الدولي مبكرا لتطويق الأزمة والحيلولة دون انتشار بقعة الزيت القابلة للاشتعال، ولم نسمع توصيات حازمة من القوى الكبرى، ولم نر تجاوبا مع نداءات كثيرة من لجنة القدس والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي التي طالبت بالتحرك العاجل لوضع حد لأحداث هم أدرى بالتداعيات الخطيرة التي ستنتج عن كل تأخر تجاهها. وإلى حد كتابة هذا البوح لم يجتمع مجلس الأمن رغم محاولات الكثير من أعضائه الدعوة لاجتماع عاجل لبحث الوضع واتخاذ تدابير فورية للحد من انزلاقات قد تقود إلى كارثة إنسانية لا قدر الله ستتضرر منها غزة التي تعيش أصلا في ظل حصار ونقص موارد الأونروا ومعاناة دائمة لسكانها. فهل يعي المنتظم الدولي تبعات تباطئه الآن؟
    لقد صارت غزة جزءا من الحدث، بل صارت هي الحدث، وساحة المواجهة الرئيسية مع ما يستتبع ذلك من دمار وخسائر مادية وبشرية ستزيد الوضع هناك تأزما.
    وأصبحت مناطق مثل القدس وحيفا والناصرة وغيرها ساحة مواجهة بين العرب والإسرائيليين بما يذكي صراعات الهوية والعقيدة والعرق التي لن تنتهي إن ابتدأت ولو بعد سنوات، إن لم نقل أنها ستبقى حية لأجيال أخرى.
    والملاحظ أن جهات كثيرة تغدي هذا الصراع لأن مصلحتها في استمراره وهي تشكل طوق نجاة له. وفي مقدمة هؤلاء نتنياهو الذي عجز عن حصد أغلبية مريحة في أربعة انتخابات في عامين، وفشل في تشكيل حكومة، ومهدد في كل لحظة بالمحاكمة في قضايا فساد. ولذلك فما يحدث اليوم تنفيس عن التيار الليكودي، وهو ما قد اتضح جليا بعد إعلان نفتالي بينت زعيم حزب “البيت اليهودي” إيقاف سعيه تشكيل حكومة مع يائير لابيد وعودة المفاوضات مع حزب الليكود لتشكيل حكومة يمينية تحمي المواطنين الإسرائيليين وجنود الجيش الإسرائيلي. وهكذا يبدو نتنياهو أكبر مستفيد من هذا التصعيد، على الأقل في الوقت الحاضر، لأن ما يحدث يؤجج الرأي العام العربي والإسلامي ويزيد من منسوب الكراهية وهو ما يعقد كل محاولات السلام في المنطقة.
    أما المستفيد الثاني، فهو من لا يريد للصف الفلسطيني أن يتوحد ويجمع شتاته وكلمته خلف مؤسسات ذات تمثيلية قوية لكل مكوناته. فقد شكل هذا التصعيد رصاصة في وجه الانتخابات الفلسطينية التي كان يرجى منها الكثير. الآن، هل يتصور إجراء انتخابات فلسطينية؟ وهل ستشهد مشاركة واسعة تعكس المؤسسات المنبثقة عنها تمثيلية حقيقية للصف الفلسطيني؟ طبعا هذا غير وارد. وهنا يضيع الفلسطينيون فرصة تاريخية كان بإمكانها نقلهم إلى حالة هجوم على كل من لا يريد حلا سياسيا تفاوضيا لهذا النزاع الذي عمر طويلا ويتضرر منه الفلسطينيون في كل بقاع العالم.
    وهناك جهات تغدي هذا الصراع وهي تقف متفرجة، وفي مقدمتها حزب الله وإيران. لقد تزامنت أحداث القدس مع الجمعة الأخيرة من رمضان التي تحمل عند هذا المحور رمزية عقدية وسياسية بسبب دعوة الخميني جعلها يوما عالميا من أجل القدس. فلماذا لم يتحرك حزب الله على جبهته إذن؟ وبالمقابل لماذا تحركت حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية في الداخل فقط؟ هل لا يزكي هدوء الساحة اللبنانية الإسرائيلية وجود حسابات سياسية تحرك هذا الطرف دون الآخر؟ وما هي هذه الحسابات؟ لماذا إذن تحضر هذه الحسابات وسط التيارات الشيعية وتغيب وسط التيارات السنية؟ إنها أسئلة لن تكتمل الصورة دون النظر فيها كذلك.
    إن استهداف القدس وحرمة المسجد الأقصى ضربة أخرى لكل الجهات التي تسعى لتجسير الهوة وبناء علاقة الثقة في المنطقة وتبحث عن حل حقيقي لصراع عمر طويلا ولا يبدو له حل في الأفق المنظور.
    لا يمكن تصور حل لهذا الصراع بدون جلوس كل أطرافه في مفاوضات مباشرة وجدية برعاية دولية وحسن نية وتوصيات عملية قابلة للتطبيق استفادة من التجارب السابقة ولو اقتضى الأمر فرض عقوبات على الرافض.
    وبالتأكيد لن تحل الضربات الإسرائيلية لقطاع غزة المشكلة، والتجارب السابقة شاهدة على ذلك عامي 2008 و2014. هل يتذكر نتنياهو ماذا كانت النتيجة؟ هل أنهت الأجنحة العسكرية والصواريخ؟ بالطبع لا، ولكنها بالمقابل عمقت معاناة القطاع وسكانه.
    لا يمكن تصور حل لهذا الصراع خارج حل الدولتين مع تأمين سبل الحياة لدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
    ولا يمكن تصور حل لهذا الصراع دون ضمان حق العودة للفلسطينيين الراغبين في العودة لأرض هجروا منها قسرا.
    ولا يمكن تصور حل لهذا الصراع في ظل اتساع نطاق الاستيطان ومسلسل التهويد وطمس المعالم الإسلامية والمسيحية للقدس الشريف.
    ولا يمكن تصور حل في ظل حالة توهج للتيارات المتشددة التي صارت مشكلة في كلا الطرفين وهي تدفع دائما نحو التأزيم وتوسيع رقعة النزاع والمستهدفين منه وتترك جروحا تزيد الكراهية وتصعب الوصول إلى حل. ولذلك فهذه التيارات جزء من المشكلة ولا يمكن أن تكون جزءا من الحل.
    ولا يتصور حل لهذا النزاع في ظل مسارعة الكثير من الأطراف إلى التصعيد كأول خطوة عند أي خلاف لأن التصعيد يولد العنف، والعنف يولد عنفا مضادا، ورقعة العنف كلما اتسعت تولد كراهية وحقدا يصعب محو آثاره في مدة قصيرة.
    لكل ما سبق، فضل المغرب دائما التمسك بالحل التفاوضي على أرضية حماية الحق الفلسطيني. وقد اتضح ذلك منذ بداية اقتحام المسجد الأقصى حيث “تابعت بقلق بالغ الأحداث العنيفة المتواترة في القدس الشريف وفي المسجد الأقصى وما شهدته باحاته من اقتحام وترويع للمصلين الآمنين خلال شهر رمضان المبارك” مع التأكيد بأن “الإجراءات الأحادية الجانب ليست هي الحل وتدعو إلى تغليب الحوار واحترام الحقوق” مع ضرورة “الحفاظ على الوضع الخاص لمدينة القدس وحماية الطابع الإسلامي للمدينة وحرمة المسجد الأقصى المبارك”.
    لا شك أن أخطاء إسرائيل تقوض عملية السلام وتحرج العرب وتخدم إيران وأجندتها وتقلص الثقة في كل الجهات العاملة على إنجاح السلام في المنطقة. وعدم الاستدراك المبكر قد يؤدي إلى تمادي إسرائيل في عنفها بعملية برية ضد غزة مما ينذر بكارثة صحية وبيئية وإنسانية تضاعفها جائحة كورونا، وقد يتطور الأمر إلى انتفاضة ثالثة قد لا تقتصر على غزة وحدها ولن ينتج عنها إلا إقبار لخيار التسوية وتزايد الكراهية في المنطقة. والدرس الذي  على الجميع استيعابه أن الجيل الغاضب في القدس ليس إلا جيلا جديدا لم يعش لحظات المواجهة الحقيقية بل ربما جله من مواليد ما بعد تسوية اتفاق أوسلو.
    ولا شك، بالمقابل، أن نقل محور الحدث من القدس إلى غزة لم يكن في صالح القضية التي كانت محرجة أكثر للإسرائليين وخادمة لمظلومية كاملة للمقدسيين وأعطت مبررات لأصدقاء إسرائيل بتبرير ضربها غزة بالدفاع عن النفس وحماية أمنها. وهذا كلام لا يعني تبريرا لأن الضحية يبقى ضحية ولو أخطأ التقدير. ومرة أخرى نؤكد أن للقدس رمزية وقدسية تصنع الحدث وتتصدر العناوين مقارنة مع غيرها.
    لوحظ في التحركات الدبلوماسية لتطويق تداعيات هذا التصعيد تهميش للدور التركي والإيراني، وهو ما يؤكد ما ذهبنا إليه في بوحنا السابق من أن الاتجاه يسير نحو تقليص حضورهما إقليميا، ولذلك ننتظر شغبا معتادا على النظام العربي بحملات التخوين والتشويه والتنقيص لأن هذه الأطراف ألفت الانتعاش بهذه الأدوار وترى نجاح دول أخرى في الوساطة إضعاف لها.
    الحمد لله أن المغرب لا تحركه هواجس تموقع إقليمي أو متاجرة بمآسي الفلسطينيين ويقف على مسافة واحدة من كل مكونات الساحة الفلسطينية ولم يتأخر عن الاستجابة لكل ما يخدم مصلحة الفلسطينيين ويميز جيدا بين الحق الفلسطيني وبين علاقات مع إسرائيل فهذه لا تنفي الأخرى، ولذلك كان موقفه مبدئيا وواضحا ومبكرا، وخطواته كلها تهدف إلى تخفيف معاناة الفلسطينيين.
    لقد شكلت التطورات الأخيرة في فلسطين محكا لمواقف كل الأطراف في داخل المغرب وخارجه، وخصوصا الذين كانوا يراهنون على استمرار المتاجرة داخليا بالقضية الفلسطينية، غير أن تواصل أطراف من حماس مع سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية وأطراف حزبية أبان للجميع أن المغرب حكومة وشعبا لهم موقف ثابت من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
    تحرك وزارة الخارجية المغربية أبان للجميع أن المغرب يرفض التفريط في حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها رفضه لكل المشاريع الإسرائيلية التي تستهدف القدس الشريف.
    لقد بينت ميزانية بيت مال القدس الشريف أن المغرب يتحمل أكثر من 60% من ميزانية الصندوق من خلال تمويل صمود أهلنا في القدس.
    وحده المغرب يمول صمود الشعب الفلسطيني في الوقت الذي توجه تمويلات الدول الأخرى إلى أطراف فلسطينية مرتبطة بأجندة هذا أو ذاك من الجهات التي تريد المتاجرة بالقضية الفلسطينية.
    مغربيا ومنذ اندلاع الأزمة، لم تكن ورقة القضية الفلسطينية وقضية القدس إلا ورقة لتعزيز المعارضة السياسية كالعادة، أين هم الذين تحركوا ضد السلطة اليوم، أين هم الكتبة والمعارضون الذين تم احتضانهم ضد المغرب في المرحلة الأخيرة، ولا واحد نشر ربع مقال دفاعا عن الشعب الفلسطيني أو أدان العدوان على القدس، فأقلامهم مقبولة فقط عندما يتعلق الأمر بالتحامل على المغرب ومؤسساته، لقد خرسوا جميعا وخرست معهم المنابر التي تدعي أنها تدافع عن القيم والحقوق. كل منابرهم أخذت عطلة وصامت عن الكلام، والغريب أن كل أركان الطابور الخامس وشيوخهم الذين كانوا يدونون بمناسبة وبدون مناسبة أصابهم القحط وجفت أقلامهم وركنوا للصمت بعد أن منعت العواصم الغربية كل وقفات التضامن مع الشعب الفلسطيني، فهل باستغلال المساجد لرفع معنويات اللفيف التائه سنحرر فلسطين؟
    فلسطين محتاجة لمقومات الصمود وليس لصيحات التيه أمام المساجد واستغلالها لتعزز صمود الشعب الفلسطيني.
    فلسطين بالنسبة لهم وكباقي القضايا الأخرى ليست إلا أصلا تجاريا للاستغلال من أجل إطلاق صفق الكلام.
    الآن وقد اعتبرت ألمانيا أن المقاومة الفلسطينية لرد العدوان إرهابا، أين هو المواطن الألماني محمد حاجب الذي احترف في روتينه اليومي التحامل على المغرب ورموزه، أم أن احتضان ألمانيا إرهابيا من زمن القاعدة يفرض عليه أن يركن للصمت ويواصل روتينه اليومي الكاذب ضد المغرب والمغاربة لتعزيز صفوف الصعاليك والمشرملين في الفضاء الأزرق.
    لقد انفضح المستور بعد أن قرر المغرب أن يقدم مساعدات للشعب الفلسطيني في بادرة عملية لا لبس فيها التزاما بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية التي تسندها الشرعية الدولية، فالتطبيع مع إسرائيل لا يعني ضوءا أخضر للتنكيل بالشعب الفلسطيني والتنكر لحقه في دولته وعاصمتها القدس الشريف.
    الآن يتحرك بعض صبية العدل والإحسان من أجل مطالبة المغرب بإلغاء التطبيع، فلماذا لم ينصح صبيها الناطق أن يقول هذا الكلام لزعيم الإخوان الراحل محمد مرسي، ولماذا لا يشترط شروطه على تركيا أردوغان، أم أن أجندة الإخوان لا تصلح إلا للمزايدة على المغرب ومؤسساته. الشعب الفلسطيني ليس في حاجة لحواسبكم بل ينتظر مقومات الصمود من جيوبكم التي تكنزون فيها مداخيل متاجرتكم بفلسطين وأهل فلسطين، فهل حملة الإفطار التي التهمتم فيها في رمضان ما لذ وطاب تضامنا مع فلسطين وصل منها شيء لشعب فلسطين وأهل فلسطين، فالولائم ولائمكم ولا تضامن فيها مع فلسطين.
    ماذا فعلت الجزائر التي شنفت أسماعنا بعد أن قرر المغرب التطبيع؟ ماذا فعلت لدعم الشعب الفلسطيني؟ لاشيء. أين هي المزايدات على المغرب؟ لقد تبخرت ووحده العداء للمغرب كان حاضرا عند رئيس دولتها الذي لا يرى الشعب الجزائري إلا جزءه الأعلى في أنشطته الرسمية والذي لم يصل صلاة العيد حتى لا يعرف الشعب الجزائري الحقيقة، حقيقة رئيس لا يتحرك، رئيس لم يتردد في وصف المغرب بالبلد العدو من أجل إلغاء كل العقود مع الشركات المغربية بعد أن انفضحت صفقته مع أطراف داخل الحكومة الإسبانية من أجل استشفاء زعيم الانفصاليين في مستشفى إسباني خلقت أزمة داخل الحكومة الإسبانية وأزمة سياسية في البلاد عقب تدهور علاقة إسبانيا مع الرباط.
    لم تجد الجزائر في الأخير غير الترويج كعادتها للأكاذيب حول كبير مستشاري جلالة الملك بشكل عكس بؤس استراتيجية دولة، وأثار سخرية كل المتتبعين والعارفين بحقيقة الأمور في المغرب، إنها درجة الصفر في التعامل السياسي والدبلوماسي على أعلى مستوى في الدولة الجزائرية.
    لقد عرت أزمة القدس كل تجار القضايا من تجار الموت في الداخل والخارج الذين لا يقتاتون إلا على الجنائز والأكفان حفاري القبور.
    ها قد مر العيد واستفاد من استفاد من العفو من الذين طلبوه صراحة، وسقطت ورقة الإضرابات عن الطعام في أيدي محركيها. ألم يقل أبو وائل أن ابتزاز القضاء ورقة محروقة وغير ذات جدوى وأن البراءة تعطيها المحاكم ولا تعطيها البيانات المدبجة في الغرف الخلفية؟ فمن أراد الانتحار فذلك اختياره، يتحمل فيه مسؤوليته الكاملة ومن وراءه يتحمل مسؤولية دفعه للانتحار.
    أركان الطابور الخامس الذين سكتوا عن سقوط مئات الضحايا ولم يحركوا ساكنا بعد أن تباكوا وتخصصوا في الترويج لأعداد
    الكيلوات التي فقدها هذا أو ذاك في تجربة التخسيس من فائض الشحوم المكتنزة من رخاء سنوات الربيع والنضال المفترى عليه، غير أن المغرب الواضح كان وسيبقى منطقيا مع نفسه وفيا لمبادئه، ملتزما بقضايا الأمة، صادقا في توجهاته ووحدها الأيام عرت وتعري كل المتاجرين من أصحاب الدكاكين الذين بارت تجارتهم بعد أن تجاهلهم الشعب وتنبه إلى حساباتهم التي فشلت في النيل من المغرب لإضعافه وفق الأجندات المنبوذة.
    العزة للمغرب وكل الشرفاء الذين يساهمون في تمنيعه ضد أصحاب الحسابات البئيسة والرديئة.
    وإلى بوح آخر

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    طقس الجمعة: نزول أمطار رعدية محلية بأقصى جنوب البلاد مع تشكل كتل ضبابية