رغم التطمينات التي قدمها الأمين العام لحزب العدالة والتنمية سعد الدين العثماني في عرضه السياسي خلال انعقاد مجلسه الوطني ، يوم أمس السبت، ومحاولته امتصاص الغضب الذي يعتمل في صفوف أعضاء حزب الإخوان، إلا أن الرافضين للتنازلات التي قدمتها الأمانة العامة للحزب، خلال ولاية العثماني خصوصا، يتزايد يوما عن يوم، ما يؤشر بوجود تصدعات داخلية رافضة لمنطق الانفرادية في اتخاذ القرارات وتناسل الاستقالات في مختلف مستويات الحزب.

وفي هذا السياق أبرز رشيد لزرق المحلل السياسي والباحث الجامعي، في تصريح لـ”شوف تيفي” اليوم الأحد، أن ما يحصل داخل العدالة والتنمية من تجادبات تتمثل في عسر التحول من منطقة جماعة دعوية إلي حزب سياسي، وهو ما كان يفسر تماسكها التنظيمي، لكون منطق الجماعة يحرم التفرقة و الإنقسام، وما يحصل الآن من انشقاقات و تصدعات والمتمثلة أساسا في تقديم عدد من أعضائه للاستقالات وتجميد العضوية من قبل بعض قيادات، هو نتيجة صدمة التحول لمنطق الحزب الذي لا يستوعبه منطق الجماعة”.

وعزا المحلل السياسي هذه التصدعات التي تتسع داخلي البيت الداخلي لحزب الإخوان إلى ” ما عرفته قيادات العدالة والتنمية من تسلق طبقي، جعلها تحرر من وعود الإصلاح، وما تعرفه بعض الجماعات الترابية من كوارث تدبيرية زادت الوضع تعفناً والمناخات توتراً والعلاقات فساداً”.

وفي المحصلة، يضيف لزرق، تدخل العدالة والتنمية سنة جديدة مثقلة بتراكمات الخلافات الداخلية حول استمرار سعد الدين العثماني على رأسها، وتنامي أصوات أطماع جناح بنكيران و هو ما يؤشر على أن نتائج الاستحقاقات القادمة ستحدد مسار العدالة والتنمية، مما سيجعل الأجواء هذه السنة ساخنة”.

 

المصدر: شوف تي في