العدالة تنتصر لصالح الطفلة نور

العدالة تنتصر لصالح الطفلة نور

A- A+
  • قضت المحكمة الاجتماعية بمدينة الدار البيضاء يوم الإثنين الماضي، بإجراء خبرة جينية لإثبات النسب في القضية التي استأثرت باهتمام الرأي العام والتي فجرتها قناة “شوف تيفي” والمعروفة بـ”المحامي الطهاري والشابة ليلى بنت الشعب”.

    وقررت المحكمة في حكمها الصادر، إجراء خبرة لإثبات نسب الطفلة “نور”، التي تدعي والدتها ليلى أنها ابنة المحامي المنتمي لهيئة الدار البيضاء الطهاري، نتيجة علاقة جنسية بعد تقدمه لخطبتها، في الوقت الذي ظل فيه المحامي وزوجته ينفيان ذلك ويناوران للزج بالأم في السجن والتنصل من أي مسؤولية قانونية وأخلاقية في الموضوع.. إن الأمر يتعلق بنصر تاريخي لصالح الطفلة البريئة “نور” وحقها في إثبات نسبها، وإحقاقا للحق أيضا في قضية شغلت الرأي العام الوطني.

  • حُكم المحكمة الذي يعتبر سابقة تاريخية لحماية الطفولة المغربية، يتجاوز اليوم الحديث عن علاقة شرعية أو غير شرعية جمعت الأم ليلى بالمحامي الطهاري بعدما تقدم لخطبتها في وقت سابق بمنزلها وبحضور أسرتها، فهذا الحكم هو إنصاف ونصر كبير للطفلة “نور”، التي أصبحت قضيتها قضية المغاربة وشغلت الرأي العام، وحولتها قناة “شوف تيفي” إلى قضية مبدئية وأخلاقية، ضد استغلال البعض لسلطته ونفوذه لهضم حقوق الضعفاء والبسطاء بدون وجه حق.

    لم نخطئ في “شوف تيفي” حين قررنا تبني قضية ليلى والطفلة نور التي تحولت إلى طفلة الشعب، لم يكن هاجسنا الربح المادي، ولم تحركنا أي أحقاد اتجاه جسم المحاماة، حيث نقدّر معظم النظيفين من حاملي البذلة السوداء الذين كانوا سندا لنا ضد الظلم وهضم الحقوق، في قضية الطفلة “نور” وأمها ليلى التي لو لم تكن “شوف تيفي” ولا هؤلاء المحامين والفعاليات النسائية والجمعيات الحقوقية المهتمة والرأي العام الوطني، لظلت وراء قضبان السجن فيما المحامي الطهاري حرا طليقا يمارس حياته العادية كما لو لم يقع شيئ، ولظلت الطفلة “نور” بلا حق في النسب والأبوة..

    لم نطالب ومعنا هيئة الدفاع والرأي العام ومختلف الفعاليات الحقوقية والنسائية سوى بما حكمت به المحكمة يوم الإثنين الماضي: أي إجراء الخبرة الطبية الجينية عبر تحليل الحامض النووي للمحامي لإثبات نسب الطفلة “نور”، إنه انتصار لصالح الطفولة المغربية، نور هنا هي طفلة بريئة نموذج ومثال للعديد من الأطفال الذين ولدوا دون معرفة نسبهم بسبب خجل الأمهات من مطاردة العار لهن، أو لأنهن أعيتهن الحيلة أمام آباء لهم سلط في المجتمع استأسدوا بها على الأمهات الضعيفات، أو غرقن في “كرم” الآباء المفترضين وإغراءاتهم التافهة حتى، وضاعت حقوق الأطفال في نسبهم وفي أن يكون لهم أب.

    حكم المحكمة الاجتماعية بالدار البيضاء في قضية المحامي المعروف والشابة ليلى، هو إحقاق للحق وإنصاف للطفلة “نور” التي تبناها المغاربة قاطبة، ونحن في “شوف تيفي” لا ننظر إليها كانتصار لنا في مواجهة المحامي الطهاري، لقد قمنا بواجبنا الذي يمليه علينا ضميرنا المهني وموقفنا الأخلاقي، غدا لا قدر الله، قد تكون إحدى أفراد عائلة المحامي الطهاري ضحية، وسنتبنى قضيتها في “شوف تيفي” ونجعلها قضية رأي عام، لأننا في قضايا الطفولة ننحاز للبراءة، و لحق من لا يستطيع أن ينطق أو يطالب بحقوقه، سنكون لسانه مهما كانت التكلفة، هذا مبدأنا المهني، فطوبى للمحكمة التي أنصفت الطفلة “نور” وهنيئا للرأي العام المغربي الذي تبنى من خلال قناة “شوف تيفي” قضيتها واحتضنها بقوة، وتحيا العدالة والإنصاف لذوي الحقوق.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    المتفرج الأمريكي يكتشف تاريخ المغرب الحديث من خلال فيلم “خمسة وخمسين”