أمنيات بسيطة في 2021.. منها الاستحمام في حمام شعبي واستنشاق الهواء بلا كمامة

أمنيات بسيطة في 2021.. منها الاستحمام في حمام شعبي واستنشاق الهواء بلا كمامة

A- A+
  • أمنيات بسيطة في 2021.. منها الاستحمام في حمام شعبي والسفر ليومين واستنشاق الهواء بلا كمامة

    رحل عام 2020 و ترك خلفه آثارا كارثية من خلفه، فقرارات الحكومة أثرت بشكل كبير على حياة المواطنين، سيما الطبقتان المتوسطة والفقيرة، خاصة بعد الحجر الصحي الأول الذي تدهورت بسببه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. ومع حلول سنة 2021 وخبر بداية التلقيح خلال الأسابيع المقبلة بزغ ضوء الأمل عند المواطنين، وعبر بعضهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن أمنياتهم لهذا العام الجديد، آملين عودة الحياة إلى طبيعتها إلى ما قبل جائحة كورونا، لتعود الفرحة للكل.

  • ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    + 2021 سنة للتفاؤل ونسيان المآسي

    بعد سنة استثنائية وغير مسبوقة والتي هيمنت عليها تداعيات جائحة كورونا، وبعد الاستبشار بعملية التلقيح خلال الأيام المقبلة، حلت سنة 2021 بنوع من التفاؤل لكافة المواطنين وسط أمنيات تمثلت في القضاء على الجائحة التي عمرت لحد الآن 8 أشهر، الجائحة التي حصدت النفيس والغالي و أزمت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتمنى الناس لو تغمض عيونهم وتشرق شمس الغد على خبر نهاية الجائحة.

    واعتبر المحلل النفسي سعيد براني أن “أمنيات المغاربة خلال هذه السنة تتوحد في أن تعود الحياة لطبيعتها الأولى، أي قبل الجائحة، بالإضافة لهذه الأمنية هناك من تمنى أن تعود الحياة الأولى من أجل فتح فرص التشغيل، لأن الجائحة تسببت في ارتفاع عدد البطالة، و تسريح عدد من الموظفين والعمال، كما تمنى البعض الآخر أماني تختلف من السفر وعودة الحياة السعيدة التي كان ينظر لها بالأمس بالسوداوية”.

    وأضاف براني في تصريحه لــ ” المشعل” قائلا: “سنة 2020 سنة استثنائية بكل المقاييس عرف فيها المغاربة مآسي كثيرة بسبب الجائحة، ولكن هذا لا يعني بدخول سنة جديدة نظل مكتئبين، بل يجب أن نكون متفائلين، فالسنوات هي السنوات، تكاد تتشابه كما الأيام، لكن من طبيعة الإنسان التفاؤل بتغيير الأرقام من خلال البحث عن “الاحتفالية” التي تنسيه مآسي ما فات وتفتح أمامه باب الأحلام في ما هو آت، أحلام تختلف عن أحلام المغاربة بالنسبة للعام الجديد، وفق الفئات العمرية والانتماء الاجتماعي والحالة الصحية، لكن تتقاطع هذه الأحلام عند تطلعات وانتظارات مشتركة، فالمغاربة خلال هذه السنة نسجوا آمالا من الأحداث الصعبة التي مروا منها خلال العام الماضي، فهناك من وضعوا الكثير والكثير من الأحلام والغايات والأمنيات، على رأسها أن تكون السنة الجديدة رحيمة على أرواحهم وقلوبهم، وتحمل لهم الخير والسعادة وتحقيق الإنجازات”.

    من جهة أخرى عبرت المندوبية السامية للتخطيط أنه إذا كانت 2020 سنة للنسيان بامتياز، فإن الأمور ستكون أفضل خلال هذه السنة (2021). كما عبرت المندوبية عن تفاؤلها بخصوص مآل الاقتصاد الوطني خلال سنة 2021، مؤكدة أن هذا التفاؤل مشروط بانتهاء تفشي جائحة كورونا.

    و أردفت المندوبية السامية للتخطيط أنها تتوقع تحقيق نسبة 4،4 في المائة خلال العام المقبل بدل ناقص 5،8 هذه السنة. كما استندت المندوبية في تفاؤلها على توقعات بتحسن الظرفية الدولية ومن ثم تحسن الطلب العالمي الموجه نحو المملكة. وتبعا لذلك تتوقع المندوبية ارتفاع قيمة القطاع الأولي بنسبة 9،1 في المائة خلال السنة المقبلة فيما ستسجل الأنشطة غير الفلاحية وتيرة نمو معتدلة بـ 3،6 في المائة، علما بأن هذه القطاعات سجلت خلال السنة الحالية ضعفا للنمو لاسيما بالنسبة للخدمات والبناء والأشغال العمومية والصناعات التحويلية.

    + الاشتياق لعودة الحياة طبيعية

    المغاربة لديهم أحلام وأمنيات تتجدد مع نهاية كل عام، ويبقى الأمل أن تجد مكانها على أعتاب هذا العام الجديد، ليكون الفرح حاضرا بتحقيق ولو جزء بسيط منها، فيشعر الفرد بالإنجاز والتقدم، وأن ما حلم به يوما تحقق أمام عينيه.

    أحلام المغاربة خلال هذه السنة مشمولة بنوع من الخوف لأنها جاءت في فترة استثنائية، فالأحلام والأمنيات، والإيمان بإمكانية تحقيقها، بات أمرا صعبا بعد أن عاشوا 8 أشهر من الجائحة، فترة ولو أنها قصيرة غيرت مجريات حياتهم، ولم تعد العلاقات الاجتماعية كما كانت، و أصبح الأمل في 2021 على أن ينجو المغرب من الوباء، وتعود الحياة لطبيعتها كما كانت يوما عليه. فالكل يتمنى أن يكون هذا العام أي 2021، يحمل الخير والحب والأمنيات، و أن يحمل زيادة في جرعة الأمل والتفاؤل ورفع سقف التوقعات للأفضل. فالخوف والقلق من المستقبل والاكتئاب وغياب التفاؤل هي المشاعر المسيطرة، والسبب أن 2020 تركت آثارا وندوبا على عائلات فقدت أحباءها أو انهارت اقتصاديا، وأخرى تأثرت نفسيا ودخل الخوف حياتها مع غياب الأمان، وأصبح الأمل بانتهاء الأزمة والعودة إلى الحياة الطبيعية هو أكثر ما يشغل العالم.

    + التحمحيمة والسفر ينتظرها المغاربة بفارغ الصبر في 2021

    الكل استقبل بداية السنة بأمنيات لا تخلو من الدعاء، دعاء يشمل متمنيات بانتهاء الوباء الذي قلب حياة المواطنين رأسا على عقب، و أزال الفرحة من قلوبهم، وغيب الابتسامة عن وجوههم.

    مواقع التواصل الاجتماعي التي اعتادت مند أسبوع قبل رأس السنة على تبادل الورود والتهاني، غابت هذه السنة وعوضت متمنياتها بأدعية “اللهم أبعد عنا هذا الوباء، واجعل 2021 بداية فأل حسن وخير على جميع المواطنين”، سنة مضت تمنوا أن لا تعود ، كانت شؤما عليهم وعلى حياتهم اليومية، ومن بين التعاليق هناك شباب تمنوا خلال 2021 العودة للحياة، و “إزاحة الغمة على القلوب” والسفر ولو أسبوع واحد، من أجل التخلص من ضغوط الحياة والمعيشة والعمل، والتخلص من الرتابة والملل والحياة الروتينية النمطية. لكن الأجمل هو أن هناك من لديه أمنية غريبة ومعظمهم نساء، يتمنين العودة إلى الحياة لطبيعتها من أجل الفوز بــ” تحمحيمة ” في حمام شعبي، وهناك فيسبوكيون تمنوا أن تكون سنة 2021 نهاية المآسي التي عمرت أكثر من 8 أشهر، وأن تفتح الحمامات الشعبية لكي “يسخنوا عظامهم ويتحمحموا”، معتبرين أن الحمام أصبح شيئا مهم بالنسبة لهم له نكهة وحلاوة خاصة، وأنه ليس مكانا للنظافة فقط، ولكن للاسترخاء.

    + الاشتياق للأعراس والأفراح والشطيح والرديح

    من أمنيات المغاربة في 2021 ” الشطيح والرديح” و الأعراس و إقامة الحفلات، بعدما تم تعليقهما على السنة الماضية، تمنى المهنيون في القطاع غير المهيكل أن تنتهي مع التلقيح من أجل العودة لمزاولة مهنهم مثل الموسيقيين، والكسالا، وغيرهم من الحرف الذين كتبت عليهم الجائحة الوقوف بطابور البطالة.

    وفي دردشة المشعل مع ” ر. ر” ممول للحفلات بمدينة الدار البيضاء في ليلة رأس السنة حول أمنيته في 2021، تنهد، و أجاب قائلا: ” أنا لا أتحدث عن نفسي، ولكن عن باقي الممولين الصغار الذين أفلسوا، و أغلقت الأبواب في وجوههم، فهؤلاء جلهم يتمنون لو تعود الحياة من جديد إلى طبيعتها وتنزاح الجائحة عن العالم بعد التلقيح، لتعود الفرحة من جديد ، وتفتح قاعات الأفراح التي خلت منها أصوات الموسيقى قرابة 8 أشهر، نتيجة إغلاقها التزاما بقرارات التباعد الاجتماعي، ومنع الاختلاط في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد “.

    من جانبه عثمان الحبابي، شاب عمره 30 سنة أحد الشباب الذي سبق أن حجز عند ” ر، ر” مند صيف السنة الماضية من أجل عرسه ، لكن الجائحة جعلته يؤخر الحفل إلى ما بعد الجائحة، هذا الأخير وفي تصريح لـ “المشعل” أكد أن “تعليق الحفلات ألقى الحزن والتعاسة في قلوب المشتغلين في القطاع الذي يعتبر من أنشط القطاعات خلال فصل الصيف، والذي ينتعش فيه كل من أصحاب قاعات الأفراح، وممونو الحفلات، والمتخصصون في التجميل، ومحلات كراء الألبسة وغيرهم، هؤلاء مع حلول هذا العام الجديد واللقاحات بزغ لديهم بريق أمل على أن تعود الحياة لطبيعتها وتدور عجلة العمل من جديد”.

    + عادل غزالي.. أمنيات غريبة صاحبت السنة الجديدة

    اعتبر محلل علم النفس عادل غزالي في تصريح لــ” المشعل” ، أن الإنسان لديه دائما ارتدادات للماضي، وحب التطلع للمستقبل، والتطلع للمستقبل هو الذي يجعل منه يخلق نوعا من الدوافع التي تكون بالرغم من الواقع أملا للمستقبل، ولولا الرؤيا للحاضر لن يكون هناك دافع للأمل.

    و أضاف عادل غزالي: “أعتقد أن هناك جيلا من الأجيال الذين وصلوا من العمر عتيا عاشوا أحداثا قاسية، وبالتالي الجائحة لم تؤثر فيهم، لأنهم عاشوا أوبئة أو كوارث، لكن الأجيال الحالية الشابة تعرضت لصدمة عند اجتياح الجائحة، أحدثت استثنائية كانت غريبة عنهم، وهذا ما جعلهم يعتبرونها خاصة” .

    و أردف المصرح: “بالنسبة للأمنيات كانت غريبة هذه السنة ليس في المغرب فقط بل في جميع دول العالم، بالنسبة للسنوات الماضية كانت أمنيات السنة الجديدة روتينية، بحيث تكون عبارة عن تحصيل الحاصل للسنة، لكن أمنيات هذه السنة كانت غريبة لأنها جاءت بعد سنة استثنائية، بحيث آمال الناس في جميع العالم توحدت في أن تعود الحياة لطبيعتها قبل الجائحة، واعتبرت تلك الحياة أحسن بكثير من القهر والمآسي التي عاشوها خلال الجائحة، أصبح الأمل عند الناس أن لا يفقدوا عزيزا بسبب الجائحة، و أن يجتمعوا مع عائلاتهم ومعانقتهم، وأن تتغير الأخبار من عدد الإصابات والوفيات إلى أخبار كانت في وقت سابق تعتبر مملة”.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    المتفرج الأمريكي يكتشف تاريخ المغرب الحديث من خلال فيلم “خمسة وخمسين”