أسرار عودة الجنرال خالد نزار إلى الجزائر،المأزق التاريخي لمقاربة الإخوان للقضية

أسرار عودة الجنرال خالد نزار إلى الجزائر،المأزق التاريخي لمقاربة الإخوان للقضية

A- A+
  • أسرار عودة الجنرال خالد نزار إلى الجزائر، المأزق التاريخي لمقاربة الإخوان للقضية مع وثيقة لمرسي، من يلعب الورقة المحروقة لزكرياء مومني من جديد و نكسة مدوية على الأبواب في صفوف الطابور الخامس
     
    أبو وائل الريفي
     
    عندما قال أبو وائل أكثر من مرة أن الطابور الخامس ٱنتهى لم يكن يتحدث من فراغ، كان يبني قراءته لصيرورة الأشياء إنطلاقا من معطى جوهري أعاد التأكيد عليه أكثر من مرة، قرارات الرباط تأخذها الرباط بناءا على المصالح العليا و الإستراتيجية للمغرب و لا شيء غير المغرب، إنها إرادة دولة ٱختارت أن تفعل الإنتماء إلى هذه الأرض بالحزم المطلوب  لتحطيم الأصنام التي إستأسدت و توهمت أن الدولة قاب قوسين أو أدنى من الإنهيار.
    الطابور الخامس يلعب هذه الأيام الورقة الفلسطينية و منهم من تنكر لكل قيم حقوق الإنسان و المواثيق الدولية و استعار من إسلاميي إبن تيمية كل خطاب الكراهية من خلال الترويج للمقاربة الإخوانية على أساس أن الصراع هو بين اليهود و المسلمين مع تغييب حق المسيحيين العرب في معركة فلسطين و حصرها في زاوية الصراع الديني التي تلغي الآخر و تصادر حقه في الغد الفلسطيني.
    من منا لا يتذكر إلتفاف كل الديموقراطيين في العالم حول القضية الفلسطينية يوم كان الصف الفلسطيني متعدد المشارب و الديانات كان يدافع عن القدس كمدينة للأديان السماوية أما الآن فليس هناك إلا المشروع الإخواني الذي تمثله الجهاد (الموالية لإيران) و حماس (الإخوانية) التي اضطرت إلى القفز على ميثاقها التأسيسي و تبني وثيقة سياسية في 2019 تدعو إلى دولة فلسطينية (بما تبقى من فلسطين).
    إن أكبر مأزق للمقاربة الإخوانية هو وصول مرسي إلى الحكم و عجزه التام عن إلغاء إتفاقية كامب دايفيد الذي رفعه الإخوان منذ إغتيال أنور السادات و طوال حكم حسني مبارك، لكن مرسي لم يكتف بالإبقاء على الإتفاقية و التعامل مع إسرائيل كواقع لا يمكن تجاوزه، لأن ما تسرب من المراسلات المتبادلة بين شيمون بيريز و محمد مرسي يبين بجلاء أن القضية الفلسطينية بالنسبة للإخوان ليست إلا ورقة للتعبئة الجماهيرية و هذا ما يفسر المأزق الذي وقع فيه حزب العدالة و التنمية في المغرب بعد توقيع العثماني على الإعلان الثلاثي و لو لم يقم الزعيم بن كيران بخرجته لسقط سعد الدين الذي كان على وشك تقديم ٱستقالته من الأمانة العامة ليترك العدالة و التنمية للمجهول.
    إنها المرة الثانية التي يتدخل فيها الزعيم بن كيران لإنقاذ العثماني بعد أن فتح له الطريق لتولي الأمانة العامة للحزب غداه تعيينه كرئيس للحكومة، لقد بين بن كيران مرة أخرى أنه من طينة الزعماء الكبار و أنه رجل دولة بإمتياز، ٱختار المغرب و لم يختر الحزب و تحمل مسؤوليته في الدعوة إلى تأجيل دورة المجلس الوطني و إعادة  الأمور إلى نصابها في موقف لابد أن يكون له مابعده في ميزان الدولة.
    تتفق مع الزعيم أو لا تتفق معه ، لكنك لا تملك إلا أن تصفق له، إنه وطني حقيقي، كم كان كبيرا و هو يرتجل كلمته على عجل بعد أن بلغه أن سعد الدين العثماني على حافة الإنهيار و لأنه لا يمكن أن يقول شيئا حول تفاصيل التصور المغربي من أجل إعادة تنشيط دينامية تسريع حل الدولتين بإشراك الفصائل الفلسطينية الأكثر تمثيلية في مسلسل التسوية بما في ذلك التيار الإسلامي.
    الأصوات التي ارتفعت هنا و هناك ضد التطبيع كانت بالأساس موالية للإخوان و للمحور الإخواني/التركي رغم أن حجم المبادلات التجارية بين إسرائيل و تركيا يتجاوز سنويا ستة ملايير دولار و أكثر من مليون إسرائيلي يسافرون إلى تركيا سنويا، فمواقف التضامن التركية مع القضية الفلسطينية محصورة في خرجات أردوغان للإستهلاك الإعلامي، وحسب تصريحات مسعود جاشين المستشار الديبلوماسي للرئيس التركي فالعلاقات مع الدولة العبرية ستعود إلى سابق عهدها في أبريل 2021 كما نقلت ذلك إذاعة صوت أمريكا، لكن لابأس من أن يزايد الإخوان و غلمان الإخوان بإسم القضية ففي فقه الجهاد لتحرير فلسطين فالجهاد فرض عين على دول الطوق و هكذا دواليك، لكننا نجد كل الأصوات المبحوحة تجاهد في الفنادق المصنفة في تركيا و لا تمارس إلا الخطابة و تجاهد فينا و تريد من المغرب الذي كان له شرف المشاركة في آخر حرب عربية إسرائيلية قبل 47 سنة أن يتجاهل مكسبا لقضيته الوطنية من أجل الذي لن يأتي، و ربما من أجل السراب.
    يوم الجمعة الأخير تحدث أردوغان عن التعاون الإستخباراتي بين إسرائيل و تركيا، ففي أي إطار إذن يكون هذا التعاون، أليس الأمر تطبيعا و مع ذلك يزايدون، حماس تقبل بوساطة قطرية، لتعطيل  المقاومة من أجل الحصول على مساعدات قطرية فماذا عملت حماس للقضية الفلسطينية منذ أكثر من 15 سنة و هي تدبر الشأن الفلسطيني، لاشيء، هل أطلقت رصاصة واحدة، هل بنت جيشا لتحرير فلسطين، لاشيء، همها هو جمع المساعدات لتأدية أجور العاملين في القطاع العام كأنها تدبر مؤسسة خيرية للمساعدة الإجتماعية.
    المغرب في العمق موقفه أكثر إلتزاما بقضية فلسطين من تركيا و لا يوجد فصيل فلسطيني واحد لا يؤمن بحل الدولتين و إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 1967، إذن لماذا يزايدون، من أراد أن يحرر فلسطين بطريقة أخرى فليغادر الفايسبوك و يوتوب و يحرر فلسطين لأن المغرب لم يَدَّعِ يوما أنه سيحررها بقوة السلاح، فالمغرب سيد قراره الوطني في إطار إلتزاماته الإقليمية و الدولية، لأن النصر الذي حققه بعد إعتراف أمريكا بسيادته على كامل أقاليمه الجنوبية قلب كل الموازين في المنطقة و بشهادة الجميع، لقد تحول المغرب في العشر سنوات الأخيرة إلى قوة إقليمية فاعلة في منطقة أحد أطرافها الإقليمية يعيش أزمة داخلية عميقة قد تعصف حتى بإستقراره.
    كثيرون تصوروا أن عودة الجنرال خالد نزار إلى الجزائر تندرج في إطار التهييء لخلافة تبون، الجنرال عاد فقط ليموت في بلده بعد أن أنهك جسده المرض اللعين الذي يعاني منه منذ أربع سنوات، لقد أصبح  جزءا من الماضي و لا يبحث إلا عن طي للصفحة يسمح بعفو رئاسي عن بعض رموز مرحلة بوتفليقة يستفيذ منها أيضا إبن تبون القابع في السجن من أجل الفساد، أما الجزائر فلا زالت في مخاض و ضعف لم تعشه منذ استقلالها فحتى مراكز القوة داخل السلطة تتحرك بحذر في إنتظار بروز ورقة أخرى يلعبها العسكر في المرحلة القادمة تتخللها بين الفينة و الأخرى خرجات للتنفيس عن الداخل الجزائري بعد صفعة ڭرڭارات التي عرت كذلك كل أركان الطابور الخامس و في مقدمتهم القبطان أديب الذي أصبح دمية صغيرة  في يد الجزائر و جزءا من البروباغوندا الانفصالية المناهضة لوحدة التراب الوطني.
    الجزائر تلعب اليوم كل أوراقها من أجل إيهام الشعب الجزائري بالخطر الذي يمثله المغرب على استقرار الجزائر مع استبعاد خيار الحرب لأن المؤسسة العسكرية الحاكمة لا تملك لا القدرة و لا الشجاعة من أجل المقامرة بتماسكها في هذه المرحلة، تحركت على الواجهة الإعلامية و حركت كل إحتياطها بما في ذلك الأوراق المحروقة و آخر ورقة تلعبها بغباء كبير هي ورقة البوكسور المزور زكرياء المومني الذي ٱنقضى عمره الإفتراضي منذ 2016 بعد أن إنفضح أمره و تعرت كل ٱرتباطاته، قبل سبع سنوات توهم أبو فايزة أن رجلا من أخلص رجالات البلد يمثل العرقلة الكبيرة لكل مخططات إضعاف المؤسسة الملكية فكلف صبيه أبو ندى بالبحث عن نصاب مغمور لدفعه إلى تقديم شكاية ضد المدير العام لمراقبة التراب الوطني و يسر له أمر تبني قضيته من طرف أحد كبار المحامين في فرنسا.
    أبو فايزة المهووس بقدرته على التنوعير كان يتباهى بأنه يهيء ضربة قاضية لقائد المخابرات الداخلية المغربية، حرك زكرياء المومني و حرك معه مصطفى أديب الذي فضح الأمير وفضح معه المخابرات الخارجية الفرنسية التي كانت تيسر له  المرور على قناة فرانس 24، و الآن بعد مرور سبع سنوات فالأوساط الرسمية الفرنسية التي لم تتقبل آنذاك تورط أطراف فرنسية ضد رجل استثنائي أبان عن الكفاءة العالية للمخابرات الداخلية المغربية و قدرتها على إجهاض معظم المخططات الإرهابية في أوروبا و أساسا في فرنسا لم تتردد عن كشف دور أبو فايزة في تحريك الدعاوي الكاذبة ضد عبد اللطيف الحموشي الذي لا يعيش إلا من أجل سلامة المغرب و عزته و تقوية موقعه الإقليمي و الدولي، أيامها كان زكرياء المومني ساكن في فرانس 24 يردد كالببغاء نفس الأسطوانة المشروخة و كل مرة يغير روايته أو كما يقول المغاربة “الكذاب خليه حتا ينسى و سولو” إلى أن ٱقتنع القضاء الفرنسي عقب إنابة قضائية دولية أن الرجل مفتري و كذاب بوراقو و قرر إلغاء المتابعة.
    الرجل نصاب نصب على مغاربة و أخذ أموالهم من أجل تهجيرهم إلى أوروبا و كان موضوع شكايات و تمت متابعته في المغرب و أدين بالحبس النافذ و بالموازاة مع ذلك كان يدعي أنه بطل عالمي في البوكس مع العلم أنه لا يتوفر على أي لقب عالمي معترف به و أنه شارك في بطولة تجارية لفيدرالية دولية غير معترف بها لا وطنيا و لا دوليا و في إطار النصب أراد أن يستفيذ خارج القانون من منصب مستشار في وزارة الشبيبة و الرياضة سلم 11  رغم أنه أمي و لم يحصل حتى على الباكالوريا، فكيف يقبل المغاربة بعد دستور 2011 أن يتم توظيف شخص في السلم 11 بدون مباراة و بدون دبلوم و خارج القانون و مع ذلك و في إطار “السمير” إستفاذ من مأذونية نقل لأسباب إجتماعية كما إستفادت في تلك المرحلة مجموعة من الحالات الإنسانية بشكل إستثنائي، فإذا كان الرجل بطلا عالميا و إستقر في فرنسا فلماذا لم تفتح له كل مؤهلاته الطريق في فرنسا إلى الشهرة و المجد الرياضي ، و كان أقصى ما جادت به سوق الشغل هو أن يشتغل حارسا في علب الليل و المواخير.
    لقد أعماه الجشع و تصور أن النصب سيحقق به مبتغاه لكنه سقط في يد العدالة المغربية قبل أن يسقط في يد أمير مهووس بالضرب تحت الحزام لرجالات البلد الذي رعاه و تكلف به لدفعه إلى خوض معركة قذرة خسر فيها كل شيء، فحتى زوجته الفرنسية طالين ساركيسيان التي كذب عليها و أوهمها أنه يلعب ورقة سيصبح بها  ملياردير  ضاقت من كذبه و ٱضطرت إلى طلب الطلاق بعد أن تكررت ٱعتداءاته الجسدية عليها و عدم قدرته على كسب العيش بعرق جبينه.
    بعد أن فضحت زوجته لعبته القذرة و كذبه و نصبه حتى على الذي كتب له كتابا لم يبع منه إلا 1024 نسخة و لهف أجر الرجل و كما لا ننسى رفض المغاربة له في فرنسا مما اضطره إلى الهرب إلى كندا لكي يتوارى عن الأنظار إلى أن أعادت تشغيله الماكينة المعادية للمغرب من جديد، لكنه نسي أن للبيت ربا يحميه و أن هذا المغرب الذي عمر قرونا و قرونا لا خيار له إلا النصر، فالطابور الخامس حرق كل أوراقه و أيامه ٱنتهت و أبو وائل يدخر لزكرياء المومني مفاجأة ستكون عبرة له و لغيره من بيادق الجهة الأخرى فالأقزام أقزام و الكبار كبار و الرجال رجال فالذين يصنعون التاريخ و يصنعون المجد لهذا المغرب نحن مدينون لهم بالشيء الكثير كوطن يراكم النصر بعد النصر بتضحيات الرجال العظام الذين يشتغلون في صمت لا هم لهم إلا عزة المغرب، فتحية لهم، تحية للذين يؤمنون بالمغرب، يؤمنون أن لا وطن سواه، يؤمنون أنه  بالإرادة و نبل الإنتماء نصنع أشياء كثيرة من لاشيء في الوقت الذي عجز فيه من يملكون كل شيء عن تحقيق و لو عشر ما حققه المغرب في السنوات الأخيرة بفعل الرجال، سوف يأتي يوم ربما يكون متاحا فيه أن نتحدث عن تفاصيل هذا النصر.
    ألم يقل أبو وائل أن ما قبل كوفيد لن يشبه ما بعده، بعضهم يقول اليوم أن المخزن أقوى مما كنا نظن و متى كانت قراءاتكم و إسقاطاتكم الفوقية على الواقع المغربي تعكس الحقيقة، لهذا لن تنتظروا إلا النكسات و قريبا نكسة أخرى تنتظر بارونات الطابور الخامس لأن زمن التسيب و المتاجرة بالوطن و المواطن ٱنتهى.
    لا أريد أن أختم البوح بدون الإشارة بعجالة إلى يوتوبورز مبتدئة فقدت توازنها بعد أن علمت أن جدها كان متابعا بإغتصاب أمها المراهقة بنت 15 سنة و ٱدعت أننا ننشر الكذب، أبو وائل لا ينشر إلا الحقيقة و لديه بين يديه ما يثبت كل كلمة كتبها و يعاهدكم بدحر كل الكائنات التي تصورت أن الجغرافيا ستجعلها في مأمن من عدالة المغرب التي ستطال كل الذين تطاولوا على مؤسسات البلد و ٱختاروا أن يكونوا حطبا في لعبة قذرة مناهضة للمغرب.
    و في الختام و بعيدا عن دغدغة العواطف حول القضية الفلسطينية و المأزق التاريخي للمقاربة الإخوانية فالتصريح التلاثي الذي كان أساس إعادة فتح مكاتب الإتصال بين المغرب و إسرائيل فلن يستفيذ منها المغرب إلا بالقدر الذي يستفيذ منها الصف الفلسطيني و القضية الفلسطينية، و وحدها الأيام ستبين إذا كان لغو أبو وائل المكتوب حقيقة أو قراءة مغلوطة، المغرب أصبح اليوم في الموقع الذي يسمح له أن يلعب دورا أكثر فاعلية في خدمة القضية الفلسطينية و  المقدسيين، و إن غذا لناظره لقريب و للتاريخ أنشر لكم نص الرسالة التي أرسلها محمد مرسي رئيس جمهورية مصر العربية إلى شيمون بيريز بتاريخ 19 يوليوز 2012 الموافق ل 29 شعبان 1433 هجرية، و هذا نص الرسالة:
     
    من محمد مرسي  رئيس جمهورية مصر العربية
    إلى صاحب الفخامة السيد شيمون بيريز رئيس دولة إسرائيل
    عزيزي وصديقي العظيم..
    لما لي من شديد الرغبة في اظهار علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الاهل ليكون سفير فوق العادة ومفوضاً من قبلي لدى فخامتكم.
    وإن ما خبرته من اخلاصه وهمته، وما رأيته من مقدرته في المناصب العالمية التي تقلدها لما يجعل لي وطيد الرجاء في أن يكون النجاح نصيبه في تأديته المهمة التي عهدت إليه فيها..
    ولاعتمادي على غيرته وعلى ما سيبذل من صادق الجهد ليكون أهلا لعطف فخامتكم وحسن تقديرها أرجو فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة ما يبلغه إليكم من جانبي، ولا سيما إذا كان لي الشرف بأن يعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة ولبلادكم من الرغد.
    صديقكم الوفي
    محمد مرسي
    تحريرا بقصر الجمهورية بالقاهرة
    في 29 شعبان 1433
    19 يوليو 2012
    أكتفي بهذا القدر و إلى بوح آخر في مستهل العام القادم 

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    نزار بركة: إنشاء اتحاد مغاربي بدون المغرب خيانة تاريخية للأجداد ومآله الفشل