أثار تصريح رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، بخصوص مدينتي “سبتة ومليلية” المحتلتين حفيظة الجارة الإسبانية، وقامت باستدعاء سفيرة الرباط في مدريد كريمة بنيعيش، يوم أمس الاثنين، لاستيضاح ما ذكره العثماني في مقابلة أجرتها معه قناة “الشرق للأخبار” التلفزيونية السعودية، يوم السبت الماضي، حول مناقشة مسألة السيادة على هاتين المدينتين.

وأوضح العثماني في حواره المطول مع القناة السعودية أن :”سبتة ومليلية من النقاط التي من الضروري أن يُفتح فيها النقاش..الجمود هو سيّد الموقف حاليا”. معتبرا أن هذا الملف “معلّق منذ خمسة إلى ستّة قرون، لكنّه سيفتح في يوم ما”.

وأشارت وزارة الخارجية الإسبانية، في بيان صدر عقب الاجتماع مع السفيرة المغربية إلى أن “إسبانيا تتوقع من جميع شركائها احترام سيادة بلادنا ووحدة أراضيها وقد طلبت (من السفيرة) إيضاحات حول تصريحات رئيس الوزراء المغربي”.

وفي سياق متصل، أكد المحلل السياسي “رشيد لزرق” في تصريح لـ”شوف تيفي” اليوم الثلاثاء، أنه “من حق رئيس الحكومة وفي إطار التعبير عن الخيار الديمقراطي الحديث عن قضية سبتة ومليلية المحتلتين، باعتبارها أحد الملفات الشائكة والمعقدة بين البلدين، وعلى إسبانيا أن لا تكون لها حساسية في إثارة الموضوع من أجل الحفاظ على التعاون المشترك والمصالح القائمة بينهما”.

وشدد لزرق على أنه “لا يمكن لإسبانيا أن تنهج مع المغرب ازدواجية المواقف تحت مبرر كون الحكومة ائتلافية، ينبغي لمدريد الوضوح، و الابتعاد عن لغة الابتزاز، من خلال مواقفها بخصوص ملف الصحراء المغربية”، مشيرا إلى أن “المغرب يتعامل بندية وليست من مصلحة إسبانيا التي تعد الآن الشريك الاقتصادي الأول للمغرب أن تقوم بأي إجراء من شأنه الضرر بالمصالح المغربية”.

وشدد الباحث في العلوم السياسية أنه على إسبانيا، “التخلي عن المنطق الاستعماري وذلك بفسح المجال للمفاوضات بخصوص مدينتي سبتة ومليلية وكل الجزر الأخرى، ولعب دور إيجابي في ملف الصحراء لكون إسبانيا معنية بضرورة مواجهة الحركات الانفصالية.. إضافة إلى السعي إلى الحفاظ على تحالف الجوار من خلال مد جسور الثقة لمواجهة التحديات المطروحة على الدولتين”.

المصدر: شوف تي في