بوح الأحد:هشام كليم الموتى مغرب مابعد كورونا في تشكل والملائكة تحلق أخيرا فوق

بوح الأحد:هشام كليم الموتى مغرب مابعد كورونا في تشكل والملائكة تحلق أخيرا فوق

A- A+
  • بوح الأحد: هشام كليم الموتى مغرب ما بعد كورونا في تشكل و الملائكة تحلق أخيرا فوق البيضاء، و أسرار عملية الأيادي الطاهرة تناسل فضائح المعطي و أشياء أخرى

    أبو وائل الريفي

  • إنتظر أبو وائل أن يرد عليه الأمير هشام حول الآني و المستقبلي في ملكيات الخليج، لكن الأمير كان مهتما بترجمة مقاله المهزوز إلى اللغات الأخرى و رد بطريقة غير مباشرة، نشر لنا صورة من زمن البروتوكول أيام الراحل الحسن الثاني عندما كان الراحل يوزع أعضاء الأسرة الملكية على موائد الزوار.
    كانت صورة بروتوكولية قبل بداية المأدبة، لكنه أراد أن يعطيها بعدا آخر مع تعليق خارج السياق، سبحان الله لا ينشر صوره إلا مع الموتى، إنه كليم الموتى، لا يكلم إلا الموتى حتى يرسخ لدى الناس أنه كان يكلم الكبار، لو كان عبد الرحيم بوعبيد أو ياسر عرفات أحياء لقالوا الحقيقة التي لن تخرج عن فرضيتين ياسر عرفات سيسأله عن أحوال الأميرة لمياء الصلح و عبد الرحيم بوعبيد لن يسأله إلا عن تأقلمه مع النظام التعليمي الأمريكي و ربما عن نتائجه في الفصل و هل نجح أم لم ينجح و متى سوف يتخرج، لو عاش عبد الرحيم بوعبيد لعرف أنه لم ينل الدكتوراه إلا بعد الخمسين، كتب بريكوله و نسي أنه قابل للنقاش و لمعلوماته رد أبو وائل عليه أخذته الصحافة الإسبانية و الإنجليزية و الأمريكية، ليس لأنه رد عليه بل لأنه يقدم قراءة استراتيجية في مستقبل ملكيات الخليج و هي قراءة اهتمت بها دوائر القرار الإقتصادي و المالي لأنها الأقرب إلى الواقع و غير مؤدلجة.
    تصريحات المعطي لأوريون 21 أراد من خلالها أن يرسخ نفسه كرجل مهم، من أجله تنفق الدولة الملايين لتتبع سكناته في الخارج، إنه غباء المعطي الذي لا ينتهي لكن من سوء حظه أن مراسلي “شوف تيفي” و هم صحافيون مهنيون في فرنسا متمركزون أساسا في باريس، و من سوء حظه أيضا أن مراسل “شوف تيفي” الوحيد خارج باريس يوجد في مونبوليي حيث يعيش مسيو ماتي صاحب الفيرما المسجلة في اسم شركة مملوكة لزوجته و أختها خاصة بالكروم و التي استوطنها الغجر في زمن البرد و كورونا، الآتون من حضارة الرومان، فصورة رقصة صبية غجرية في “جنان المعطي” لوحة لها سحر خاص عند أبو وائل لأن الغجر لا يمارسون عشقهم للحياة إلا حيث يملكون حدس الملك المشاع لأن مشروعيته فيها ِإنَّ.
    يملك مسيو ماتي كذلك بيتا آخر في مونبوليي، “شوف تيفي” تملك ڤيديو المعطي المخملي بالقميجة الصفراء الفاقع لونها و ترفض أن تنشره إلى حين استكمال كل معطيات الفيلم الوثائقي الخاص بالمعطي و جنان المعطي و ڤيلا المعطي و هكتارات المعطي الذي تحول إلى وكالة أنباء تختص في اختلاق الأخبار حول صِبْيَة مسيو ماتي الذي تسلل للخارج بجوازه الفرنسي و حرص على زيارة فرانس 24 من أجل ترتيب مروره بمناسبة و بدون مناسبة ليقدم لنا القراءة اللاوطنية للأحداث.
    المعطي عاد بيننا و لكنه عاد فقط ليرتب الهروب الكبير، مع حقه في تقاعد آخر يضيفه إلى ممتلكاته، رجل شبح في جامعة الرباط اختار أن يرتب العودة إلى أهله في فرنسا، فلننتظر توالي الأحداث لنفهم السطر الأخير من الحكاية « wait and see ».
    سنرى إذا كان المغرب الذي يتشكل الآن “مغرب ما بعد كورونا” سيركع فعلا أمام تجار الحقوق و كل وجهاء الطابور الخامس و “حزانهم الأكبر” أم أن مغرب الكرامة و الغيرة الوطنية سيحترم ماضيه و ينتصر لإرادته المستقلة من أجل حماية الجدار و فاءا للشهداء و كل الرجال الذين حموا الجدار.
    كتب أبو وائل الريفي في بوح الأحد الأخير عن أسد الصحراء الكولونيل الغجدامي الذي مات في صمت يوم 14 ماي 2003 يوم صادف الذكرى 47 لميلاد القوات المسلحة الملكية، و يومين قبل الإعتداءات الإرهابية الجبانة ل 16 ماي، سألت عن أبنائه و قيل لي أن له شابة ورثت كل تقاسيم وجهه درست في جامعة أمريكية، إنها إبنة أبيها و حتى منزله الذي أسلم فيه الروح سماه بإسم أمل، إنه سر رباني أن يسمي إبنته الوحيدة أمل في نفس السنة التي تحركت فيها مسيرة الوحدة الوطنية مسيرة استعادة الجنوب، إنه جنوب الأمل حيث برز نجم الكولونيل الغجدامي كبير أبطال الجدار و لقد توصلت بروايات أسطورية حول البطل و تساءلت مع نفسي هل تم لف جثمانه الطاهر بعلم المغرب الذي من أجله أعطى كل شيء، هل مشى في جنازته كل الذين عرفوه و عاشروه عن قرب و أحبوه، في الحقيقة لا أعرف لكن الشيء الوحيد الذي تأكد لي أن الجنرال لحبيب أيوب عندما عاد للمغرب سأل عن أسد الصحراء “فينو الغجدامي” كان يريد أن يعترف له بأن لحبيب أيوب تلميذ الجنرال “جياب” لا يملك إلا أن ينحني إجلالا للأمازيغي الذي مات في صمت، لقد كان أعظم من كل الجنرالات و كان الجواب على السؤال: “الغجدامي رحل إنه مع الصديقين و الشهداء و عمره 68 سنة” فتحية لرجل مر من هنا و ترك لنا “أمل” عهدة عندنا في زمن كورونا و قوم “شاربان” و “المعطي هاربان”، حركة شاربان تتحرك هذه الأيام من أجل الدفاع عن حق ولد الخريبڭي في “سقيا شاربان”.
    لقد عاب علي أحد العارفين بتاريخ الخمور و استنكر علي استعمال لقب “إمبراطور الخمر” و إسقاطه على زعيم “حركة شاربان” فإكتشفت على يده أنني أمي في ثقافة الخمور و لهذا لم أفهم حينها معنى خمر انتهت صلاحيته “بيريمي”.
    علمني أستاذ soft power أن الخمر نوعان “روج المائدة”le vin de table و هو الموجود بكثرة في العالم و هو شراب كحولي بطعم العنب له عمر افتراضي لا يتجاوز أربع سنوات و هناك الخمرle vin de garde أو الخمر المعتق السرمدي الذي تزداد قيمته و ثمنه كلما تعددت سنينه و إكتشفت أن قنينة خمر حقيقية عند انتاجها يكون ثمنها الأولي 5000 أورو و في نفس السنة يصل إلى أكثر من 15 ألف أورو و أحالني أستاذي على قائمة من الكتب التي لا قبل لي بها و مع ذلك عرفت أن قنينة من نوع Romanée-Conti 1945 بيعت في 2018 بمزاد علني في نيويورك بأكثر من نصف مليون دولار 558 مليون سعتها ستة كؤوس فقط و كل كأس تساوي 93 مليون مغربية، تصوروا أن كل رشفة أو قطرة قد تساوي مدخول وزير مغربي لمدة سنة كاملة، و عرفت كذلك أن آخر مزاد نظم في جنيف لما تبقى من قنينات خمر معتقة أنتجها Henri Jayer بيعت ب 30 مليون أورو رغم أن عددها لم يتجاوز 1064، هنري جايير لم يكن يملك إلا هكتارين في منطقة بورڭون في فرنسا و أبدع فيها و ساعده الطقس لكي ينتج خمورا تساوي الملايير و يتسابق كبار العالم من أجل تذوق قطرة من معتقات جايير.
    لقد أعطيتكم أسماء الخمور بالحروف اللاتينية فقط من باب الإحالة على لفهايمية الذين يستدعي الأمر التأكد مما كتب أبو وائل.
    إن “شعب شاربان” الذي يرعاه ولد الخريبڭي إمبراطور الطاسة ينقسم إلى فصيلين، فصيل نعرفه جيدا و هناك عندنا من يحتقره و يزدريه لأنه يستهلك “كحول بطعم العنب” من قبيل “الجانكة” و “صدام” و “الفراكة” و “بُولْبَّادَرْ” و لأنه رث الثياب من الذين أسفل الهرم الإجتماعي أما الفصيل الثاني “الشرفي” فهو من خريجي ثقافة le sepage و يقدمونه لهم في قنينات مخملية في مطاعم “الهاي كلاس” التي طالتها هذه الأيام “الأيادي النظيفة” لكن المضحك أنهم يستهلكون “المسكر كثيره و قليله حرام” سبحان الله يدخلون جهنم و لم يتذوقوا الخمر قط (يدخلونها بدون تذوق المدام التي لا تذهب لا فطنة و لا عقل).
    أبو وائل متيقن أن لا أحد في المغرب تذوق من قبل Romanée-Conti و يتحدى جميع سكايرية المجتمع المخملي أن يكون واحدا منهم تذوق يوما كأس خمر حقيقية، إنهم يستهلكون “الكحوليات المُعَنَّبَة” التي تتحول بعد أربع سنوات إلى خل “خل العنب”، إذن ولد الخريبڭي امبراطور الجانكة الحمراء لم يتذوق هو كذلك الخمر يوما فكيف يكون ملكا لها، إنه ملك “الجانكة الحمراء” ، فهنيئا لكم جميعا بإمبراطوركم الذي تهاوت امبراطوريته كأوراق الخريف ، امبراطور الطاسة المضروبة و البيريمي ابن ڭراب خريبڭة الذي تحول إلى ڭراب المغرب الأقصى و عمره لم يتجاوز 49 سنة، و هنيئا لأصحاب الكورنيش أصحاب الويسكي و الفودكا المغشوشة التي كان ولد لخريبڭي يستوردها من خردة أوروبا الشرقية و يسقي بها عشاق الخردة المخملية، إنها “سقيا ولد لخريبڭي الڭراب”، هنيئا لشعب “شاربان المثقف العايق” الذي يريد أن يشكل الإستثناء في عين الذئاب و يشرب “كاس نقي” فإذا بها كأس مضروبة و مع ذلك يريدون أن يتسيدوا في زمن كورونا و يعملون خارج القانون، إنهم النافذون الذين شجعهم الفساد الإداري لإنشاء محميات على مقاس كل واحد منهم لكن مستلزمات مغرب ما بعد كورونا فرضت تفكيك قلاع الفساد التي تحمي النافذين و الراشين و المرتشين التي عَمَّدَتْهَا الصحافة الوطنية بحملة “الأيادي النظيفة”، لقد حاولوا في البداية الطعن فيها و في مشروعيتها لكي يستمروا خارج القانون، لكن آتاهم الرد و في ظرف 24 ساعة انتهى كل شيء لأن هناك إرادة و الإرادة لها مشروعية تاريخية و قانونية لأنها لا تحاسب الناس لدينهم أو معتقداتهم و لكن لخرقهم للقانون و للقانون فقط و تهديدهم للصحة العامة.
    القانون فوق الجميع، انهارت امبراطورية سعيد بوقنوف لخريبڭي و من معه و أحمد النجداني ڭرام و من معه و نوفل القصابي الملالي ولد الطاهر الڭراب و من معه، و تعرت كل امتداداتهم و انكمش حماتهم و أذنابهم، الآن يمكن لأبو وائل أن يستعير بالمقلوب من محمد العسلي مالك المساء عنوان فيلمه الأول “الملائكة تحلق فوق الدار البيضاء” كيف لا تحلق و أبو يحيى البرنوصي بيننا، إنها الأيادي الطاهرة يا سادة، ما دخل أبو يحيى عشا إلا نظفه من الدبابير، لقد بدأ العد العكسي و انطلق العداد، اليوم أمر و غدا كذلك أمر و لن يسود إلا القانون في هذه البلاد، إنه مغرب ما بعد كورونا لا مكان للفاسدين بيننا و لا مكان للخونة بيننا، المغرب أولا و أخيرا و المغرب هو استقرار أولا و ازدهار اقتصادي نظيف بمقاولات مواطنة، تشغل الناس و تحقق الربح و لا تخسر و تؤدي الضرائب و كل الواجبات لأنها أخذت مقدما الحقوق التي تسمح بها دولة الحق و القانون، إنها شروط مغرب الغد مغرب نظيف مواطن منتصر لذاته قوي برجاله و نسائه قادر على البقاء و على الصمود لأجيال و أجيال.
    و في هذا السياق يجب وضع تفكيك شبكة الفساد في المحكمة الإبتدائية بالبيضاء التي أشرفت عليها رئاسة النيابة العامة و جمعت تحت إشرافها كل الأدلة المادية التي تبرر متابعة نائب لوكيل الملك في حالة اعتقال لأنه عات فسادا و طغى و تجبر، ينكح من شاء من أهل المتقاضين و يحمي القوادات كقوادة “بوركون” لطيفة بنت سباتة التي تعرف ما لا يعرفه أي أحد عن كبار رجالات المدينة البيضاء و اختارت لنفسها اسم “ندى”، أي ندى هذا الذي ستسقط معه كل أوراق شجرة الفساد التي ستذبلها الأيادي الطاهرة، أيها الخونة أيها الطابور الخامس أيها الفاسدون تكثلوا ما شئتم فستطالكم اليوم و غدا عدالة هذا المغرب الذي يتشكل الآن و ستصلكم طلائع أبو يحيى البرنوصي الذي أقسم بالذي رفع السماء بدون عمد لَيَدُكَّنَّ قلاعكم حماية للمغرب الأعز و لأمنه القومي الأقدس و مؤسساته الوطنية الخالدة أبد الدهر، إنها معركة الوجود رغم تعدد الأقنعة ليبقى المغرب خالصا للطيبين من أهله فهم أحق بالعيش بما تيسر في هذه الأرض الطيبة و حماية جدارها و أهلها.
    لقد استرعت انتباهي صورة صحافي يتضامن مع صحافي رغم أنه يعرف عنه كل شيء، رجل دخل اليسار من أجل عيون مجدولين من أجلها أصبح تروتسكيا و من أجلها اعتكف في أتاك، يعرف ” عمر اللحاس ” منذ غابر الأزمنة، اشتغل في الأسبوعيات الإقتصادية كحال عمر، لأنها المكان الأمثل للحصول على المعلومة الإقتصادية، يُدَرِّس الهجرة رغم أنه ليس دكتورا، تعلم من المعطي كيفية الحصول على المنح و المساعدات و التمويلات الأجنبية، لتنظيم ندوات حول الهجرة مدخولها بالأورو، مناضل جدري من الجدر، يقول ما لا يفعل، عندما يتحدث عن الصحة يتحدث عن المرفق العام و بلا بلا بلا، لكنه يتناسى تروتسكي و الأممية الرابعة و الجماهير الشعبية و يقدم خدماته لكل المصحات الخاصة التي تثار حولها كثير من الإستفهامات، المناضل الأممي تحالف مع لوبي المصحات الخاصة و هيأ لهم المنتوج التجميلي لتسويق خدمات مصحات الموت و الإبتزاز.
    يحكي زملاؤه أنه إشتغل في أسبوعية إقتصادية في البيضاء و خلق نقابة للصحفيين و قاد إحتجاجات و عندما إستوت الأمور أخذ حسابه من “الجورنال” و ذهب لحال سبيله رغم أنه الكاتب العام للنقابة و أنه أقنع زملاءه بالإضراب و عندما أضربوا أخذ حسابه و انسحب و تركهم مضربين، إنها أخلاق باعة المعلومة الإقتصادية، لقد كان في حاجة فقط إلى إضرابهم كوسيلة للحصول على حسابه و الإنسحاب، يقول البعض أن من بين أسباب خلافه مع رئيسه آنذاك هو أن الرجل يكتب في الفايسبوك أكثر مما يكتب في “الجورنال” نعم إنه قصة صلاح الدين الغنمي أو البكري أو المعزي.
    لم تمض مدة وجيزة حتى بدأت تتضح صحة تحليلات “أبو وائل”. بعضهم سماه “نبي المخزن”، وحاشا لله أن يدعي أبو وائل ذلك لأنه كباقي البشر خطاء يأكل الخبز و يمشي في الأسواق، وبعضهم ينسب له قربا من جهات تزوده بكل شيء وهذا سلوك من ألف الخمول والعجز فلا يتصور قدرة لبشر على فهم وتحليل ما يدور من أحداث حولنا. أبو وائل يا سادة متابع عن كتب ويحرص على الوقوف على مسافة من كل الأحداث ومحركيها ومكنته التجربة والخبرة ومخالطة الكبار من صانعي الأحداث، تعلم من الكبار تجنب الخضوع للبروباغاندا التي يقوم به كل طرف ولو استعمل فيها سلاح الدين الذي له وقعه على أبي وائل كغيره من الناس وهو يدعو كل هؤلاء إلى تحييد الدين وتجنيبه هذه الصراعات حول مصالح الجغرافيا.
    وكم يسعد أبا وائل حين يرى هذا الإقبال على ما يكتب حيث لا ينزل عدد قراء كل مقال عن السبعة ملايين بدون اللجوء للدعاية “السبونسورينغ” (و كل أسبوع ينشر لكم في السلايدر حصيلة قراءة آخر مقال رغم أن منهم من تجاوز العشرة ملايين من القراء). هذا الإقبال يؤكد حاجة القراء لمتابع يفكك أوراق اللعبة التي تلعب أمامه. وأبو وائل يعدكم بالاستمرار في ذلك لأنه ليس “كتاتبيا” ولكنه يؤمن بعودة الروح إلى تلة من الناس لنبني جميعا المغرب الذي نحب على أسس الدفاع عن المصالح الوطنية أولا و ثانيا و أخيرا، المغرب أولا و أخيرا، وسيتحدث عن كل شيء بدون لغة خشب أو تشفير لأنه ليس لديه ما يخسره محبة في المغرب الذي يعشق أكثر من أي شيء.
    كتب أبو وائل في مقال سابق عن اللاعبين الكبار في المنطقة العربية وعن نهاية النظام الرسمي العربي وتفكك بنياته وميز بين اللاعب والوكيل ووضح حروب اللاعبين التي يخوضها بالوكالة “وكلاء عرب” في المنطقة. ولا يمكن تفويت حدث ذو دلالة كبيرة في المنطقة خلال هذا الأسبوع، وهو الاجتماع السادس للمجلس الأعلى للتعاون الاستراتيجي بين إيران وتركيا الذي عقد الثلاثاء الماضي عبر النت. يتبادر للذهن من الوهلة الأولى سؤال استنكاري من جمع هذا بهذا لأن الخلاف أصلا على أشده بين اللاعبين الكبيرين، مذهبيا و في الملف السوري و العراقي و في الموقف من الناتو و أشياء أخرى.. لكن “المصالح تتصالح” فالتعامل التجاري كبير بين الدولتين (9 مليارات دولار) وتركيا من أكبر مستوردي الغاز والنفط الإيراني حتى في ظل الحصار والحاجة ماسة لتحالفهما ضد محور ما تبقى من الخليج (وهنا بيت القصيد) ، كل شيء مباح لإضعاف هذا الخصم يجوز لقد تناسى الأتراك تطبيعهم مع إسرائيل تجاريا ودبلوماسيا وسياسيا كما تتناساه إيران وكأنه والعدم سيان، وسواء وظف في ذلك الإسلام، والكل يستغرب خروج اتحاد علماء المسلمين من غرفة الإنعاش (والحقيقة أنه اتحاد علماء الإخوان المسلمين) المستوطنين في قطر التي توظفه في الوقت الذي تراه مناسبا وفي القضية التي تراها في صالحها أو في صالح حلفائها. لا تنتبه قطر لخطورة الورقة المذهبية والدينية وانعكاساتها السلبية على المنطقة بكاملها.
    يرى أبو وائل أن اللعب بالنار أفضل من توظيف الدين في هذه القضايا لأن الإسلام أصبح إسلامات (علماء الإخوان و علماء السلف الصالح و مرجعيات الشيعة و غيرها من الإتحادات لكل إتحاده من علماء المسلمين) و الإسلام لم يعد ورقة موحدة.
    لقد بذل المغرب مجهودا خرافيا لجمع فرقاء الملف الليبي ولا مصلحة مباشرة وذاتية له في ذلك، ووفر لهم كل فرص الحوار وقال لهم أنتم سادة قراركم رغم أن هناك احتمال كبير لعودة الملكية لليبيا كحل لضمان و حدة ليبيا، ملكية برلمانية و يعود حفيد الملك ادريس الأول ليوحد ليبيا.
    يعود أبو وائل لمرض دغدغة المشاعر واللعب على وتر الدين الذي تستغله بعض المحاور للتجييش والاستقواء. ما يحدث هو محاولة لإعادة بناء أحلاف جديدة بناء على مصالح سياسية واقتصادية ولا داعي للانتصار لهذه المصالح بإقحام الدين والعلماء فيه. وكم ينقص العلماء من قيمتهم ورمزيتهم حين يرضون أن يوظفوا في حروب صغيرة وهم “ورثة الأنبياء”. كيف نثق في فتوى علماء سكتوا دهرا عن التطبيع القطري الإسرائيلي؟ لماذا لم يطالبوا تركيا أوردوغان بسحب الاعتراف بإسرائيل الذي ورثه من تركيا العلمانية؟ لماذا غض الطرف عن التطبيع الإعلامي للجزيرة الذي بدأ منذ 1995؟ و يريدون اليوم أن يحاسبوا غيرهم
    لا يمكن أن يفوت أبو وائل حدثا هاما ألقى بتداعياته على العالم كله، إنه ذكرى الأحداث الإرهابية ل 11 شتنبر 2001. لقد خرج من خلالها المارد الذي رعته للأسف نظم وحكومات ودول ومولته وسلحته يتذكر أبو وائل صدمة التفجيرات ووقعها على كل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية في العالم و كيف بنى المغرب عقيدته الإستخباراتية التي تعتمد على الإنسان.
    قبل أن أختم لا يمكن أن أختم بدون أن أقف وقفة خفيفة على نداء أمنستي من أجل إطلاق سراح “عمر اللحاس”، أمنستي لم تفهم أن المغرب لازال ينتظر تقديمها للأدلة المادية و التي تأكد الآن أنها لم تملك شيئا، لا تملك إلا عبارات إنشائية و تناسى اليوم أن المس بالأمن القومي للمغرب يختص به القضاء المغربي وحده لأنه أمن المغرب و ليس أمن بريطانيا أو غيرها من الأمم.
    تصوروا منظمة حقوقية تطلب من الناس أن تراسل رئيس الحكومة لكي يطلق سراح “عمر اللحاس” و ما علاقة العثماني بالقضاء، القضاء مستقل أليست هذه هي ثقافة حقوق الإنسان أم أن بياعة بريطانيا لهم الحق في عدم المتابعة، فلتحلم أمنستي و يحلم معها كل البياعة، فمن حيث المبدأ الذين سوف يرسلون مراسلاتهم فلن تجد حتى من يقرؤها و مصيرها “الزبالة”.
    تصوروا لو أن قاتل الطفل عدنان كان من صبية المعطي و تعلم الصحافة الإستوطانية في يومين لقالت أمنستي أن المخزن هو الذي فبرك الإغتصاب و أنه سلط عليه پيڭاسوس و أن المخزن هو الذي قتل الطفل، عندها يصرح المعطي أن حسب المحامي الملف فارغ و و و للمرة الألف مغرب ما بعد كورونا لا يدافع إلا عن مصالح المغرب
    و في الأخير لا يسعني إلا أن أتذكر معكم حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه:
    “عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله”.
    فتحية إلى كل حراس الجدار الذين يؤمنون بالمغرب و تحية إلى العيون التي تحرس و تحية لكل العاملين خارج الجدار من أهلنا، لكم منا السلام و العزة لله و المؤمنين و للمغرب الذي نحب.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    دعوة الملك للحكومة لتواصل شفاف ومنتظم مع المغاربة حول الماء تسائل تدابير بركة