فيروس كورونا يحول أكادير إلى جسد بلا روح

فيروس كورونا يحول أكادير إلى جسد بلا روح

A- A+
  • تحولت مدينة أكادير من مدينة سياحية تستهوي كل شخص، سواء كان مغربيا أو أجنبيا، إلى مدينة “شبح” نفر منها كل البشر وأصبحت شوارعها خالية وموحشة بعد قرار وزارة الداخلية بمنع التجمعات البشرية وإغلاق المقاهي والمطاعم والملاهي الليلية، وتفعيل حالة الطوارئ الصحية ومنع التجوال بالشوارع بدون رخصة.

    شوارع خالية

  • ومع بلوغ حالة الطوارئ الصحية يومها الخامس، أصبحت جل الشوارع الرئيسية المشهورة بحركيتها ونشاطها اليومي المتسم بالإزدحام خالية من الناس والسيارات التي لا تمر منها إلا نادرا، لتتحول إلى شوارع مهجورة بفعل جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، بعدما التزمت ساكنة أكادير وزوارها بقرار وزارة الداخلية ولزومها المنازل كإجراء وقائي احترازي لمواجهة انتشار هذا الوباء العالمي الذي أرعب سكان المعمور بأسره.

    وحسب جولة قامت بها قناة “شوف تيفي” بأبرز المناطق الحيوية بالشريط الساحلي لعاصمة سوس، فقد انتقل كورنيش المدينة من صخبه وضوضاء زواره وموسيقى المطاعم والملاهي الليلية، التي تسمع من بعيد، “انتقل” إلى صمت وسكون رهيب لا يكسره إلا صوت الأمواج المتلاطمة على ضفاف شاطئ كورنيش “ممر توادا”، أو نعيق طيور النورس الجائعة، بعدما توقفت أغلب المراكب عن الصيد وغابت الأسماك عن ميناء أكادير.

    شلل في الحركة السياحية

    ومن جانب آخر، أرخى فيروس كورونا وحالة الطوارئ الصحية على الجانب الإقتصادي والسياحي للمدينة، بعدما ضرب الكساد مختلف الوحدات الفندقية التي كانت إلى وقت قريب تعج بالسياح الأجانب من مختلف الجنسيات، ولا تجد فيها سريرا فارغا إلا بمشقة الأنفس، لتصبح اليوم تعيش على وقع صفر سائح، بعدما غادر الكل المدينة مخافة وباء كورونا الفتاك وعاد السياح أدراجهم لبلدانهم الأصلية.

    وحتمت هذه الوضعية الصعبة على عدد من الوحدات الفندقية إغلاق أبوابها لأجل غير مسمى وتوقيف العمال عن عملهم، وهو الأمر الذي سيدخلهم في أوضاع اجتماعية هم في غنى عنها، بعدما تتوقف أرصدتهم البنكية عن استقبال الأجرة الشهرية.

    انخراط السلطات الأمنية

    وعلى مستوى ساكنة أكادير، فقد استجابت بنسبة كبيرة لتدابير حالة الطوارئ الصحية التي تعيشها المملكة، قصد التصدي لوباء “كورونا” المستجد عن وعي مسؤول، وتجاوبت بشكل إيجابي مع كافة الإجراءات وأوامر السلطات، خلافا للعديد من المدن التي مازالت أزقتها وشوارعها الرئيسية تعج بالحركية والحيوية، وتعيش على وقع ارتباك واضح في تطبيق الحجر الصحي المنزلي.

    وانخرطت السلطات الإقليمية بعمالة أكادير إداوتنان ومختلف الأجهزة الأمنية بولاية أمن أكادير والمصالح والجهات المنتخبة في توعية المواطن الأكاديري بضرورة لزوم المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، منذ إعلان الطوارئ الصحية، وهو ما خلف آثارا إيجابية على جل مناطق المدينة التي أصبحت خالية من الناس، بعدما انخرط الكل بشكل فعال في تكوين يقظة جماعية لدى المواطنين، من خلال حملات تحسيس وتوعية تجوب المدينة، تحث المواطنين على البقاء بمنازلهم وترفع شعار “بغيتي الخير لبلدك بقا فدارك”، وأيضا من جانب الجولات الميدانية اليومية التي تجوب مختلف الأحياء لزجر المخالفين لحالة الطوارئ الصحية.

    هي إذن صور ومشاهد لمدينة أكادير، التي فقدت بوصلتها وخرجت عن عادتها المألوفة، لتصبح جسدا بلا روح بعدما غابت الحركة عن قلبها النابض إثر توقف جل الأنشطة السياحية والإقتصادية بها، وخلو شوارعها من المواطنين بسبب الظرفية الحساسة التي تمر منها بلادنا بفعل جائحة كورونا كوفيد 19.

    وتأتي هذه الوضعية الجديدة لأكادير، بعد أن أعلنت وزارة الداخلية، يوم الخميس 19 مارس الجاري، حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة في البلاد ابتداء من يوم الجمعة 20 مارس على الساعة السادسة مساء إلى أجل غير مسمى، كوسيلة “لا محيد عنها لإبقاء فيروس كورونا المستجد تحت السيطرة”، مشيرة إلى أن حالة الطوارئ الصحية لا تعني وقف عجلة الاقتصاد، ولكن اتخاذ تدابير استثنائية تستوجب الحد من حركة المواطنين من خلال اشتراط مغادرة مقرات السكن باستصدار وثيقة رسمية لدى رجال وأعوان السلطة.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي