كرنفال ”بيلماون بودماون” يجوب شوارع إنزكان والدشيرة بعروض جد محتشمة غابت عنها اللمسة الفنية والتنظيمية

كرنفال ”بيلماون بودماون” يجوب شوارع إنزكان والدشيرة بعروض جد محتشمة غابت عنها اللمسة الفنية والتنظيمية

A- A+
  • شوف تيفي:أحمد الهلالي

    في أجواء احتفالية شهدت مدينة إنزكان والدشيرة الجهادية مساء اليوم الأحد 21 أكتوبر 2018 موكب كرنفال ”بيلماون بودماون” الذي دأبت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بتنسيق مع عدة شركاء سياسيين واقتصاديين على تنظيمه كل سنة، ليبقى علامة مميزة لمنطقة سوس على غرار الكرنفالات العالمية بكل من البرازيل وإسبانيا وغيرها من الدول المعروفة بهذه الاحتفالات الفرجوية.

  • وعرف هذا الكرنفال الذي انطلق من أمام الجماعة الحضرية لإنزكان، وجاب شارعها الرئيسي وصولا إلى القصر البلدي للدشيرة الجهادية مشاركة فرق عدة تمثل مختلف الجمعيات المدنية القادمة من ربوع جهات سوس، وكذا بعض الدول الإفريقية التي ظهرت بلوحات وعروض غاب عنها الإبداع، حيث اتسمت بالارتجالية، ولم تشهد أي تناسق وتناغم فيما بينها بشهادة عدد من المواكبين لهذا الكرنفال الذي فقد الكثير من بريقه مقارنة مع سنوات مضت.

    وأكد ”م.ن” بصفته كفاعل جمعوي لقناة ”شوف تيفي”، أن دورة هذه السنة خرجت كثيرا عن سكتها الصحيحة، ولم يتم تنظيمها إلا بعد صراع مرير بين عدة جمعيات ومسؤولين إقليميين، مشيرا أن هذا الصراع أرخى بظلاله كثيرا على تنظيم الكرنفال الذي ظهر جد محتشم، ولم يرقَ للمستوى الذي كان منتظرا منه، وخيب آمال كل ساكنة جهة سوس التي كانت متعطشة لرؤية لوحات فرجوية في المستوى غير أن الحس التنظيمي غاب عن هذه التظاهرة على حد تعبير المتحدث.

    وعرفت دورة هذه السنة مشاركة أزيد من 20 جمعية مماثلة للنسيج الجمعوي بالجهة، واستقطبت معها شبانا وشابات في عمر الزهور جسدوا لوحات تعكس الزخم والإرث الثقافي الذي تتميز به الشعوب الأمازيغية القديمة والإفريقية، غير أن عروضهم افتقرت للتأطير وهو ما غيب البهجة والحبور على وجوه آلاف المواطنين الذين احتشدوا على جنبات الطرقات لمشاهدة مرور موكب الكرنفال الذي كان يتخذ شعار الهوية والثقافة والامتداد الإفريقي” باعتباره تجاوز البعد الإقليمي والوطني وأضحى له امتداد دولي بفعل المشاركة المكثفة للطلبة الأفارقة الذين يتابعون دراستهم الجامعية بمدينة أكادير والذين انخرطوا بدورهم في تجسيد بعض العادات والطقوس التي تستمد جذورها من الثقافة الإفريقية وبلورتها على شكل لوحات وعروض فرجوية تحاكي الواقع المعيشي للإنسان الإفريقي في علاقته مع محيطه وبيئته.

    وإذا كانت ظاهرة بوجلود التي يحييها شباب مدينة إنزكان والدشيرة ونواحيها هي عادة قديمة ضاربة في جذور التاريخ الأمازيغي وتسعى لأن تأخذ مع الجيل الجديد حلة باهية فإن تطورها يحتاج إلى انخراط كل فعاليات المجتمع المدني والنسيج الجمعوي بالجهة في تنظيمها وتقنينها بحس المسؤولية وتجاوز كل الخلافات والصراعات بغية تخطي مثل هذه الهفوات والعثرات التي ما زال الكرنفال يتخبط فيها لضمان استمراره وعودة بريقه الذي بدأ يخفت سنة بعد سنة حتى تبقى عادة ”بيلماون بوجلود” من السمات التي تميز جهة سوس عن غيرها من الجهات بمغربنا الحبيب التي ينتظرها العديد من الشباب سنويا بشغف لإسماع صوتهم لما يتمتعون به من حس إبداعي، يحتاج فقط للصقل والتأطير، لتصحيح تلك النظرة الدونية التي ظلت لاصقة به لسنوات عديدة، ويستغلها البعض لتشويه صورة هذا الموروث الثقافي الروحي لنسفه وإقباره.

  • تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    أمن الناظور يوقف شخصين وإحباط محاولة تهريب 116 ألفا و605 أقراص مهلوسة