تقرير بوعياش يخرج البيروقراطية الحقوقية من جحورها

تقرير بوعياش يخرج البيروقراطية الحقوقية من جحورها

A- A+
  • عندما تزعج الحقيقة كاملة أوساط بعينها، ألفت منذ أكثر من 30 سنة احتكار (الحقيقة) في ملف حقوق الإنسان، لقد عاش المغرب لمدة أكثر من 30 سنة، تحت تأثير نصف الحقيقة التي تنشرها بعض الأوساط الحقوقية المحلية كمرحلة لبداية النهل على المستوى الإقليمي والدولي لنصف الحقيقة.

    التي تبني فقط على ادعاءات، فلم يثبت يوما أن تقريرا حقوقيا واحدا كان نتاج بحث ميداني، بل هي تقارير صاغتها البيروقراطية الحقوقية، صيغت بالرباط في مكاتب قد تكون غير مكيفة كمستلزمات للديكور الحقوقي، أو في أماكن عمومية بين احتساء وآخر.

  • وقد عشنا في المغرب حالات عديدة، كما حدث مع حالة “أسامة حُسن” الذي ادعى أنه تعرض للاعتداء والتعذيب والاغتصاب صيف 2014، قبل أن تثبت التحريات أن وقت اختطافه كان يحتسي الشاي ويستهلك المسمن في إحدى المقاهي الشعبية بالبرنوصي بالدار البيضاء، وأَسَرَ لمقربيه فيما بعد، بعدما حُكم عليه بعقوبة حبسية، بأن ادعاءاته كانت مفبركة وبتوجيه من إحدى زعيمات البيروقراطية الحقوقية.

    فنصف الحقيقة هو ما صرح به زعماء البيروقراطية الحقوقية، الذين حولوا العمل الحقوقي ببلادنا إلى بقرة حلوب، سفريات في الداخل والخارج، وتمويلات بالعملة الصعبة، وصرفها بعيد عن المراقبة المحاسباتية.

    إنها نفس الوجوه التي تخرج كل مرة لإنتاج نفس الخطاب، نصف الحقيقة، لهذا لم يكن مستغربا أن تخرج نفس الوجوه وتكتب نفس الأقلام التي تقتات من البيروقراطية الحقوقية ضد تقرير أمينة بوعياش، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، لأنه لم يقف عند نصف الحقيقة، عندما استمع لكل الأطراف، سمع للمعتقلين، للسلطة العمومية، والسلطة الإدارية، وحضر جلسة المحاكمات، وعين مراقبين لمتابعتها، واطلع على تسجيلات الفيديو قبل أن يصدر تقريره الذي لامس فيه الحقيقة، لأول مرة في تاريخ المغرب، وهو التقرير الأكثر موضوعية الذي صدر لحد الآن.

    لكن البيروقراطية الحقوقية لا تريد الحقيقة، تريد سيادة المزاعم والادعاءات عوض نتائج البحث الموضوعي، وهذا هو الفرق بين تقرير المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وتقارير البيروقراطية الحقوقية المستفيدة ماديا من لغة المزاعم والادعاءات المتضمنة في تقاريرها، التي تسوقها في الخارج.

    فالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، نشر الحقيقة كما هي، وكشف ملابسات موت “عماد العتابي” بشظايا رصاصة، وكشف حقيقة اغتصاب الزفزافي وتعذيبه وحددت نصيب السلطات العمومية في تدبير الأحداث… لكن البيروقراطية الحقوقية لا تحب الحقيقة.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    أجواء حارة نسبيا ونزول قطرات مطرية متفرقة فوق الأطلس الكبير وسفوحه الشرقية