عبد المجيد جحفة يفكك “التقاطعات بين الدارجة المغربية والعربية المعيار”

عبد المجيد جحفة يفكك “التقاطعات بين الدارجة المغربية والعربية المعيار”

A- A+
  • ناقش أساتذة وباحثون جامعيون، يزم أمس السبت، الإصدار الجديد لأستاذ اللسانيات بجامعة الحسن الثاني، عبد المجيد جحفة، المعنون “حفريات في العربية نماذج من الاتصال الدلالي بين العربية المغربية والعربية المعيار”، وذلك في إطار فعاليات رواق جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته السادسة والعشرين.

    ويسلط الكتاب الصادر عن دار توبقال في 640 صفحة من القطع المتوسط، الاهتمام على التقابلات بين الألفاظ في العربية المغربية (الدارجة) والعربية المعيار، وما إذا كانت لها المعاني نفسها أم أنها تتباين، وطبيعة هذا التماثل أو التباين.

  • وبتعبير الكاتب، فإن المؤلف يهتم بالظواهر الدلالية الرابطة بين العربيتين (الدارجة والمعيار)، وعلى الاتجاهات التي تسلكها المعاني في تغيرها وتطورها، بحيث يقارن بين دلالة عدد كبير من الألفاظ في العربية المغربية وما تدل عليه في العربية المعيار، حيث يرصد ظواهر مختلفة من قبيل التخصيص والتعميم، أو اشتقاق المعاني المجازية، أو انصراف اللفظ إلى معنى جانبي متصل بها.

    وقال المؤلف في كلمة بالمناسبة إن كتابه انطلق من فكرتين أساسيتين تهم أولاهما مقارنة العربيتين من خلال المستوى الدلالي لألفاظهما، وتتمثل الثانية في توسيع متن العربية المغربية على اعتبار أن الباحثين اللسانيين في مجال الدارجة المغربية يعتمدون في دراساتهم على متن ضعيف.

    وأكد جحفة، وهو رئيس مختبر اللسانيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء، أن التصور الذي يدافع عنه في ما يتعلق بالنقاش حول فضل لغة على أخرى بين العربيتين، هو “تصور تكاملي” العربية المعيار فيه مفتوحة بشكل كبير على العربية المغربية، كما أن العربية المغربية هي شكل من أشكال التطوير الدلالي للعربية المعيار.

    ومما جاء في متن كتاب جحفة أن المعنى كيان حي وغير جامد، ويتطور وفق مبادئ منظمة في إطار الظواهر الدلالية، وما تتيحه من اشتقاقات، معتبرا في هذا الصدد أن هذه الظواهر الدلالية ينسج لحمة بين العربية المعيار والعربية المغربية، ويدعم ديناميته الداخلية.

    وأكد المتدخلون خلال هذا اللقاء أن كتاب “حفريات في العربية” يعد بمثابة “مشروع علمي رصين يتسم بالدقة والموضوعية”، ويقدم رؤية “متفردة” للاتصال بين العربية المعيار والعربية المغربية الشفهية”، كما يعبر عن “الوعي اللساني الكبير” للكاتب.

    وقالت فاطمة يحياوي، أستاذة اللسانيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بالدار البيضاء، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، إن كتاب “حفريات في العربية” يعد بمثابة إضافة نوعية ومجهود علمي موضوعي لأكاديمي متخصص في علم الدلالة.

    وأوضحت يحياوي أن أهمية الكتاب تنبع من كونه انبنى على “مقاربة علمية لسانية لا تنظر إلى اللغة بشكل منحاز للعربية المعيار ضد الدارجة أو العكس”، وإنما تنظر للعربيتين بشكل موضوعي وعلمي، و”هو ما يندر أن يحصل”، على اعتبار أن نقاش العربية الدارجة مقابل العربية المعيار يتجاذبه طرفان ينحاز كل منهما لتفضيل عربية على أخرى.

    واعتبرت يحياوي في هذا الصدد أن على القائمين على تدبير السياسة والتخطيط اللغويين أن يرتكزوا في تعاطيهم مع الشأن اللغوي، على هذا النوع من “الأعمال الموضوعية الخالية من الإيديولوجيا”.

    وإلى جانب كتاب “حفريات في العربية”، صدرت لعبد المجيد جحفة دراسات من قبيل “سطوة النهار وسحر الليل”، و”دلالة الزمن في العربية”، و”مدخل إلى الدلالة الحديثة”، و”دراسات دلالية في اللغة العربية”.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الشرطة القضائية بتنسيق مع الديستي توقف شقيقين يشكلان موضوع مذكرات بحث