أخلاق المحامي الشهير من أخلاق حزبه العدالة والتنمية

أخلاق المحامي الشهير من أخلاق حزبه العدالة والتنمية

A- A+
  • غداة انفجار فضيحة المحامي الشهير المحسوب على العدالة والتنمية، خرج حزب البيجيدي ببيان يؤكد فيه أن المعني بالأمر لم تعد له علاقة بالحزب منذ عام 2015، وقالت لجنة النزاهة والشفافية لحزب العدالة والتنمية، في بلاغ لها أنه “على إثر ما تداولته بعض وسائل الإعلام الإلكترونية من صور وأحداث تتعلق بأحد الأشخاص مدعية ارتكابه لأفعال شائنة، ومشيرة إلى انتسابه لحزب العدالة والتنمية بالدار البيضاء.. وهو ما خلّف ردود أفعال متباينة جراء إقحام الحزب في نزاع معروض على القضاء.. قام رئيس هيئة النزاهة والشفافية بحزب العدالة والتنمية بإحالة الموضوع على الهيئة للنظر فيه، غير أنه بعد التحريات التي أجراها عضو اللجنة المقرر، تبين أن المعني بالأمر لم تعد تربطه أي علاقة عضوية بالحزب منذ سنة 2015”.. لنكتشف وبالدليل الملموس أن المحامي الولهان الذي كان يشغل منصب وزير العدل في حكومة العدالة والتنمية للشباب، لم يقدم استقالته من حزب العثماني إلا قبل أسبوع، أي بعد انفجار قضيته، وليس قبل خمس سنوات كما جاء في بلاغ حزب البيجيدي.

    لمَ كذب حزب العدالة والتنمية على الرأي العام، وقدم محاميه الذي انفجرت من حوله أكبر فضيحة مدوية إلى المحرقة، وتخلص منه مثل شيء غير قابل للاستعمال؟ أين أخلاق الحزب الإسلامي في الدفاع عن الصدق والمعقول والنزاهة وقول الحقيقة؟ من يكذب على الناس في فضيحة أخلاقية مثل هذه ويقدم أحد أعضائه إلى المحرقة بادعاء أنه لم يعد منا منذ 2015، على خلاف ما أثبتته وثيقة استقالة المحامي المشهور؟ ما الذي كان يمنع لجنة النزاهة والشفافية – التي لم تكن غير لجنة لطمس القضية والتخلص من المحامي المشهور، ونفي عضويته في الحزب منذ خمس سنوات- في أن تقول الحقيقة للمغاربة، بأن المحامي الذي مثل على ليلى دور قيس، هو من أعضائها وتحيله على المجلس التأديبي، وتستدعيه لمنحه الحق في الدفاع عن نفسه، وبعد ذلك يمكن أن تقرر تجميد عضويته أو طرده أو فصله وانتهى الكلام؟.

  • لم تقم اللجنة الحزبية للبيجيدي بكل هذا لسبب أساسي، هو أنها قدمت نفسها للمغاربة مثالا للاستقامة، وأعضاءها ملائكة منزهين عما يلوث سمعتهم من فواحش القول والفعل، ويمثلون الدين الحقيقي، بنزاهتهم ونبل أخلاقهم وتعففهم وسيرهم على هدي آخر المرسلين، من دون باقي المغاربة؟ لذلك فحين تلوثت سمعة المحامي الشهير بفضيحة غير مسبوقة موثقة بالصوت والصورة.. سقط بين أيديهم وتخلصوا من المحامي وزير العدل في حكومة العدالة والتنمية للشباب ياحسرة، وحصروا نشاطه ضمن صفوفهم لحظة صفائه المفترض واستقامته وتحليه بالسلوك الملتزم للإخوان، إلى حدود 2015!

    لقد تكرر هذا السلوك الوقائي أكثر من مرة، حينما انتشرت صور أمينة ماء العينين التي تم نكرانها وادعاء تلفيقها وكونها صورا مفبركة، قبل أن تعود المعنية بنفسها إلى الاعتراف بصحتها، ثم انفجر الأمر نفسه في فضائح جنسية مع كوبلات حزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوي حركة التوحيد والإصلاح.. قبل أن ينكشف كل شيء، ويبرز للرأي العام أن قنديلات وقناديل حزب العدالة والتنمية ليسوا منزهين عن الخطأ، وأن لهم نزوات جنسية فاقت الفضائح التي كانوا ينعتون بها نشطاء اليسار من إباحية وزهو..

    ولا غرابة إذا أنكر المحامي صاحب الفضيحة ابنته فقد تنكر له حزبه أيضا، ولن نفاجأ بأنه قدم بيانا يقسم فيه بالله العظيم بأن علاقته بليلى لم تدم سوى ليلة واحدة سماها تلك الليلة المشؤومة، والحاصل أن الفيديوهات المنشورة تبرزه رفقة ليلى بأكثر من لباس وفي أكثر من مكان وبوضعيات مختلفة ويصعب علينا أن نستوعب أنها كانت في ليلة واحدة بل هي فعلا ليالي وفصول وسنوات، اللهم إذا كان مقدار الليلة لديه مثل الليلة التي نامها أهل الكهف! وهذا نقاش آخر حيث سنكون آنذاك أمام إنسان “خارق”…

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الداكي يوقع على مذكرة تفاهم بين رئاسة النيابة العامة بالمغرب ونظيرتها الروسية