أبطالها مشاهير في عالم الرياضة والفن والسياسة.. أشهر قصص “الحريك” في المغرب

أبطالها مشاهير في عالم الرياضة والفن والسياسة.. أشهر قصص “الحريك” في المغرب

A- A+
  • لم تعد أخبار “الحريك” وعمليات الهروب نحو بلدان الضفة الأخرى، التي اعتدنا السماع عنها في بلادنا منذ ثمانينيات القرن الماضي، حكرا على فئة العاطلين في صفوف الشباب المغربي الباحث عن تحسين ظروف العيش في دول كإيطاليا أو إسبانيا أو فرنسا وبلجيكا وهولندا وغيرها، بل امتدت قصاصاتها المثيرة إلى شريحة المشاهير من ممارسي الرياضة والفن والسياسة.

    نقولها على ضوء وقائع وأحداث عاينها الحقل الرياضي المغربي عن قرب، في حكايات غير مألوفة في اقتحام عمليات “الحريك”، باعتبار أن أبطالها مصارعون ونجوم فنون حربية ومشاهير كرة القدم وفنانون وبرلمانيون، وهو ما أثار استغراب الرأي العام واستياء الجامعات الرياضية المعنية بهروب لاعبين بمنتخباتها الوطنية، حيث تجمع المواقف التي استقتها “المشعل” من مصادرها الخاصة، على أن دوافع تحسين الوضع المادي والإعتباري تشكل العامل الأبرز في اتخاذ هؤلاء المشاهير في مجال الرياضة والفن لقرار الهروب صوب بلدان أجنبية.

  • فؤاد مسكوت رئيس الجامعة الملكية المغربية للمصارعة أكد في تصريح لـ”المشعل”، أن ظاهرة “الحريك” التي تتم من حين لآخر في بعض التظاهرات الدولية التي تشارك فيها بلادنا، لا تخص فقط الرياضيين المغاربة، بل تهم أيضاً ممارسين محسوبين على منتخبات عدد من البلدان العربية، معتبرا أن قرار الهروب من القرية الأولمبية بإسبانيا، الذي اتخذه ثلاثة أبطال مغاربة في رياضة المصارعة والتيكواندو خلال الأسبوع الماضي، هو قرار غير بريء، حيث لم يستبعد احتمال وجود تنسيق مسبق بين هؤلاء الرياضيين وبعض الجهات التي سهلت عليهم عملية الهروب.

    وفي الوقت الذي أكد الباحث في علم النفس والاجتماع الدكتور عبد الجبار شكري، في تصريح لـ”المشعل” أن مبررات “الحريك” في صفوف الأبطال الرياضيين في بلادنا، ترتبط بثلاثة عوامل أساسية أبرزها البحث عن تحقيق الاكتفاء الذاتي المادي والبحث عن المعاملة الجيدة والراحة النفسية وبلوغ الطموح الذي يتطلع له هؤلاء الرياضيون على مستوى الممارسة الاحترافية، أشار أحمد الدافري المتخصص في قضايا الإعلام والتواصل في تصريح مماثل، أن ظاهرة هروب بعض الفنانين والممثلين والمطربين وغيرهم في اتجاه بلدان ككندا وأمريكا وفرنسا لا ترتبط برغبة هؤلاء في تغيير الأجواء، بقدر ما أنه يسعون من خلال ذلك إلى تحقيق وضع اعتباري لا يعكس بالضرورة، حسب الدافري، إمكانية نجاحهم في بلوغ مستوى متقدم في مسارهم على مستوى الممارسة الفنية خارج أرض الوطن.

    في هذا الملف تسرد “المشعل” حالات حية لأبطال رياضيين ونجوم في مجال الفن والإعلام والسياسة، فضلوا أسلوب “الحريك” أو الهروب من أرض الوطن، بحثا عن ظروف عيش أفضل في بلدان أوروبية وأمريكية وعربية، كما تتناول وقائع وتصريحات صادرة عن خبراء وذوي الاختصاص، تبسط دوافع هذه الظاهرة التي نتطرق لها
 بالدرس والتحليل.

    آخر الأخبار.. هروب ثلاثة رياضيين من بعثة الوفد المغربي المشارك في تظاهرة طاراغونا الإسبانية

    أثارت حوادث “الحريك” المسجلة من حين لآخر في صفوف الرياضيين المغاربة على هامش مشاركتهم في تظاهرات دولية، استياء عميقا لدى الجامعات الرياضية المعنية بظاهرة هروب لاعبي منتخباتها الوطنية من معسكرات التباري الدولي، كما فتحت باب النقاش على مصراعيه حول واقع الممارسة الرياضية في بلادنا ومدى قدرتها على تحقيق الإنتظارات الاجتماعية والمعيشية لهؤلاء اللاعبين الذين فضلوا الهروب الإرادي من المغرب بحثا عن أحضان أندية أوروبية تضمن لهم شروط الاحتراف المنشود في مزاولة رياضاتهم المفضلة.

    آخر حالات “الحريك” التي قام بها رياضيون مغاربة على هامش حضورهم في تظاهرات دولية، تمثلت في فرار ثلاثة أبطال رياضيين من بعثة الوفد المغربي المشارك في تظاهرة طاراغونا الإسبانية، بعدما كان مقررا مشاركتهم في بطولة البحر الأبيض المتوسط التي احتضنتها قبل أيام الجارة الشمالية للمملكة، حيث اختفى عن بعثة المنتخب المغربي فجأة، المصارعين أيوب حنين وأنور طانغو في حادثة دفعت المسؤولين المغاربة إلى إشعار المصالح القنصلية بإقليم كتالونيا لاتخاذ التدابير الضرورية، وذلك بعد التأكد من غياب المصارعين عن الفحص الطبي قبل خوض أولى النزالات، حيث نشر المعنيان بالأمر فيديو يشرحان فيه الأسباب الحقيقية التي دفعتهما إلى الإقدام على هذه الخطوة، رابطين دوافعها بأزمة الأوضاع الاجتماعية التي يعاني منها الأبطال المزاولين لرياضة المصارعة، وكذا برغبتهم في تأمين مستقبلهم الرياضي.

    إلى جانب هذين البطلين في رياضة المصارعة، هرب أيضاً من بعثة المنتخب المشارك في رياضة التايكواندو بنفس التظاهرة الدولية، إبراهيم بورقية بطل المغرب في رياضة التايكواندو لسنة 2018 (فئة الكبار)، حيث اختفى فجأة البطل المغربي دون أن تُعرف له وجهة، في الوقت الذي أكد بعض المقربين منه، أنه من المرجح أن يكون إبراهيم بورقية قد فضل الهروب من أجل تحسين أوضاعه الاجتماعية عوض البقاء في صفوف المنتخب المغربي للتايكواندو.

    وفي رد فعل على مغادرة البطل المغربي لمعسكر المنتخب بألعاب البحر الأبيض المتوسط، دون سابق إنذار، قام رئيس الجامعة الملكية المغربية للتايكواندو، بربط الاتصال بالسفارة المغربية في العاصمة مدريد لتدارك الأمر، غير أن جميع المحاولات التي قامت بها هذه الأخيرة لاقتفاء أثر اللاعب الهارب لم تكلل لحدود الساعة بالنجاح.

    وتجدر الإشارة إلى أن بطل المغرب في رياضة التايكواندو في وزن 68 كلغ، سبق له أن شارك ضمن أعضاء المنتخب الوطني في بطولات عربية وإفريقية، قبل أن يتوج بلقب بطولة المغرب برسم سنة 2018.

    في عمق المحافل الدولية.. هذا نصيب أبطال الملاكمة والكراطي وكرة اليد في غزوات “الحريك”

    فضيحة كبرى لرياضة الملاكمة المغربية بعد فرار ثلاثة ملاكمين من معسكر المنتخب في سنة 2015، وذلك استعدادا لبطولة إفريقيا التي كانت ستحتضنها آنذاك الدار البيضاء في غشت من نفس السنة والمؤهلة للألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو 2016.

    ولتبرير أسباب هذا القرار يتعلق الأمر بكل من زهير البقالي عن وزن 52 كلغ وحمزة البرباري وزن 64 كلغ وسعيد مالك وزن 56 كلغ.

    وقال أحد الملاكمين من داخل معسكر أسود الملاكمة أن ظروفا صعبة يعيشها الملاكمون المغاربة دفعتهم إلى الهروب، موضحا أن الأجر الشهري للملاكم الواحد لا يتجاوز 3 ألاف درهم ولم يتوصلوا به منذ مدة.

    وأضاف أن مصروف جيب العناصر المتواجدة بشيفلد لم يتعد 450 درهما لقضاء فترة 10 أيام، مبرزا أن العناصر التي اتخذت قرار الفرار من المعسكر الإعدادي تعد من أهم الأسماء المعول عليها لحجز بطائق مؤهلة إلى أولمبياد ريو 2016.

    وتعود أشهر عمليات الهروب الرياضية إلى يونيو سنة 2005 عندما اختفى 5 لاعبين من المنتخب الوطني للكراطي على هامش دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي أقيمت في مدينة “ألميريا” بالجنوب الإسباني، حيث تم العثور على أحدهم في محطة القطارات في مدينة برشلونة، بينما كان يستعد للسفر إلى جهة أخرى تبين بعد ذلك أنها إيطاليا.

    وكشفت حينها تقارير صحفية أن العدد النهائي للرياضيين المغاربة الهاربين من ألعاب ألميريا وصل إلى 12 رياضيا من بعثة بلغ عدد أعضائها 220 فردا، حيث استغل عدد من عدائي ألعاب القوى وجودهم في أوروبا، لكي يختفوا عن الأنظار وفي أغلب الأحيان لم يتم العثور عليهم.

    وفي بداية موسم دوري كرة القدم 2004/2005 اختفى عدد من لاعبي الوداد البيضاوي خلال معسكر تدريبي في فرنسا كما هرب 5 لاعبين من فريق اتحاد طنجة وذلك خلال معسكر تدريب الفريق بإسبانيا، كما اختفى 8 لاعبين من فريق نهضة سطات لكرة القدم خلال مشاركتهم في دورة ودية بكندا، وهو ما سبب إحراجا كبيرا للجامعة الملكية المغربية، وهم اللاعبون الذين تتراوح معدلات أعمارهم بين 20 و 28 عاما، أي السن الذي يعتبره الخبراء الرياضيون أكثر حرجا في مسيرة الرياضي ماديا ومعنويا.

    ولم يقتصر أمر الهروب على اللاعبين فقط، بل إن حكاماً رياضيين ناشئين فضلوا بدورهم البقاء في أوروبا، سواء خلال وجودهم هناك في مناسبات رياضية أو الهجرة إليها بأي وسيلة بما فيها الهجرة السرية
    كما يذكر أن وفد المنتخب المغربي لكرة اليد، قد فوجئ بدوره باختفاء لاعبين من المعسكر الإعدادي الذي أقامه في إسبانيا مطلع السنة الجارية، وذلك قبل ساعات من موعد العودة للمغرب بعد نهاية المعسكر الذي يندرج ضمن استعدادات المنتخب لمنافسات بطولة إفريقيا المقامة في الغابون خلال الشهر نفسه، والمؤهلة إلى نهائيات بطولة العالم.

    وقد شارك اللاعبان يوسف الطماح من نادي وداد السمارة وهشام بوركيب المنتمي لنادي مولودية مراكش في الحصص التدريبية، وفي المبارتين الإعداديتين أمام منتخب إقليم الباسك الإسباني التي تخللت التجمع الإعدادي الذي انطلق في 23 دجنبر 2016 إلى غاية فاتح يناير من السنة الجارية في مدينة بلباو.

    واعتبر مصدر مسؤول في الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد، في حديثه عن هذا الموضوع، أن الأمر يتعلق باختفاء وليس بعملية هجرة غير شرعية، مادام اللاعبان لم يكسرا تأشيرتيهما التي ما تزال سارية المفعول.
    واستغرب المصدر في الإتحاد المغربي من تكرار حوادث هروب لاعبي كرة اليد، لاسيما أن الصيف الماضي شهد حالة هروب لاعب ينتمي لفئة الفتيان في إسبانيا، مستغلا مشاركة ناديه المنتمي لمدينة طنجة في بطولة دولية هناك، فضلا عن حالات كثيرة تكررت في عهد رؤساء سابقين لجامعة اليد في السنوات الماضية، مضيفة أن أعضاء البعثة والمسؤولين كان الأجدر بهم اتخاذ جميع الإجراءات للإحاطة بلاعبين يمثلون المنتخب الوطني الأول ويحضرون للدفاع عن الرياضة المغربية ضمن تظاهرة قارية، تجنبا لما تجره هذه الحوادث على سمعة الرياضيين المغاربة.

    وفي هذا الصدد، قال رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة اليد في سياق حديثه عن هذه القضية، أن اللاعبين المذكورين، اختفيا عن الأنظار ولم يلتحقا بموعد عودة المجموعة إلى أرض الوطن، بعد الوقت الحر الذي استفادا منه خارج الفندق، مؤكدا أن جوازا سفريهما مازالا في حقيبة رئيس البعثة، كما أن تأشيرتاهما لازالتا ساريتا المفعول إلى حدود لحظة اختفائهما في شهر يناير الماضي، حيث أشار إلى أن الجامعة باشرت كل المساطر القانونية وأخبرنا قنصلية المغرب في مدينة بلباو لاتخاذ عقوبات رادعة، لأن ذلك يسىء للإتحاد المغربي لكرة اليد وللعبة ككل، حسب توضيح المتحدث ذاته.

    مشاهير أندية وطنية استعانوا بـ”الحريك” لتحقيق حلم الاحتراف بأوروبا

    في واقعة سببت حرجا كبيرا لمسؤولي أندية الرجاء والوداد والمغرب الفاسي، أقدم كل من محسن ياجور وسعيد فتاح ومروان زمامة وعبد السلام بنجلون، في سنة 2007 على سلك الطريق السهل للبحث عن فرصة الاحتراف بفرق أوروبية بشكل شخصي دون الحاجة إلى وسيط أو وكيل للأعمال، على خلاف عدد من اللاعبين الذين بذلوا قصارى جهدهم لإظهار كفاءاتهم الكروية في مباريات البطولة الوطنية في سبيل تحقيق حلم الاحتراف بكيفية قانونية ومشروعة بإحدى الفرق الأوروبية ولنا في أمثلة النيبت وبصير والسفري وشيبو وشيبة وغيرهم خير دليل على ذلك.

    وفي سياق التذكير بهذه الحادثة، نشير إلى أن محسن ياجور وسعيد عبد الفتاح قررا إلى جانب هشام العمراني، الهروب من معسكر فريق الرجاء البيضاوي في سويسرا، قبل أن يعدل العمراني عن قراره ويعود مع البعثة إلى المغرب، قبل أن يتبعه سعيد فتاح بعد أسبوعين، بعدما أخضعه الفريق لعقوبات بعد عودته قبل السماح له بمواصلة مساره مع الرجاء قبل أن ينتقل منه إلى الوداد والجيش الملكي وفرق أخرى فيما بعد.

    أما محسن ياجور، فقد جاور طيلة فترة مقامه في سويسرا، العديد من الأندية المحلية في مقدمتها نادي “كياسو” السويسري في أكتوبر 2007، والذي لعب له إلى غاية 2008، قبل أن ينتقل إلى نادي “رويال شارل لوروا” ويتلقى بعدها عرضا من فريقي الوداد البيضاوي ويشارك معه في دوري أبطال إفريقيا سنة 2011 ويبلغ النهائي.

    يأتي ذلك في الوقت الذي اختار كل من عبد السلام بنجلون ومروان زمامة مغادرة فريقهما دون استئذان، وفرا إلى اسكتلندا دون علم المغرب الفاسي والرجاء البيضاوي سنة 2006، ليوقعا عقدا احترافيا مع فريق هيبرنيان الممارس في الدوري الاسكتلندي الممتاز، مستغلين بذلك هفوة العقود غير الاحترافية مع فرق البطولة المغربية.

    وإلى جانب حالات الهروب المسجلة في صفوف لاعبين كبار ومعروفين بأندية القسم الوطني، يذكر أنه قد جرى خلال السنة قبل الماضية، هروب بعض لاعبي أمل الرجاء إلى الإمارات بسبب الإهمال الذي طالهم من طرف مسؤولي النادي البيضاوي، حيث استغلوا عدم ارتباطهم بعقود مع الفريق وعلاقتهم مع أحد وكلاء الأعمال الذي تربص بهم وكان وراء انتقالهم نحو الإمارات للتوقيع مع بعض الفرق المحلية هناك لتحسين ظروف حياتهم.

    حتى مش ما كايهرب من دار العرس..

    قال الدكتور عبد الجبار شكري، الباحث في علم النفس الاجتماعي، في تصريح لـ”المشعل”، أن ظاهرة هروب بعض الرياضيين المغاربة في المحافل الدولية، كما حدث قبل أيام في التظاهرة الرياضية التي احتضنتها طاراغونا بإسبانيا، ترتبط في مسبباتها بثلاثة عوامل أساسية حددها مصدرنا، في بحث هؤلاء الرياضيين “الحراكة” عن الاكتفاء الذاتي من الناحية المادية، وكذا المعاملة الجيدة والراحة النفسية، إلى جانب سعيهم من خلال إقدامهم على هذا الهروب، إلى تحقيق طموحهم الرياضي المتمثل في بلوغ مستوى معين من الممارسة داخل أندية احترافية بأوروبا وغيرها، يبرز المصدر ذاته.

    وأوضح شكري في تصريحه لـ”المشعل”، أن تفشي ظاهرة “الحريك” في صفوف الرياضيين مؤشر على تردي الواقع التنموي بالقطاع الرياضي في بلادنا، كما أنه يعطي، يضيف المتحدث ذاته، صورة سوداء لآفاق ومستقبل الممارسة في صفوف الشباب، معتبرا أنه من غير المقبول أن نوفر لبلدان أجنبية الأجواء الملائمة والظروف الخصبة لاستقطاب رياضيين جاهزين صُرفت عليهم إمكانات مالية على مستوى التكوين والتدريب، علما أن ذلك يتم، حسب الباحث المغربي في علم النفس والإجتماع، بكيفية غير قانونية تنعكس سلبا على صورة المغرب وسمعة رياضته الوطنية.

    وختم عبد الجبار شكري تصريحه لـ”المشعل” باقتباس حكمة المثل المغربي الشهير الذي يقول “حتى مش ما كا يهرب من دار العرس”، وذلك للتأكيد على أن التفسير الأمثل لهروب الرياضيين خارج أرض الوطن هو سعيهم لتحسين الوضع الاجتماعي والبحث عن فرص حياة أحسن وآفاق عيش أفضل لمواصلة مسار الممارسة الرياضية

    مغادرة فنانين لأرض الوطن هدفها البحث عن وضع اعتباري وليس فقط تغيير الأجواء

    أوضح أحمد الدافري، الإعلامي المتخصص في اللسانيات والتواصل، في تصريح لـ”المشعل”، أن الإختيارات المرتبطة بمغادرة ارض الوطن في اتجاه بلد معين، هي اختيارات مفتوحة في وجه عموم المغاربة بمن فيهم فئة الفنانين والممثلين والمطربين وغيرهم، مشترطا في ذلك ضرورة احترام هؤلاء للشروط المضبوطة والقواعد المبنية على قوانين معينة، حيث استدل في كلامه بفئة الفنانين المزاولين للوظيفة العمومية الذين لا يمكنهم في نظر الدافري، اتخاذ قرار المغادرة بشكل فردي ومفاجىء بحكم أنهم يخضعون لقوانين شغل معينة لا تسمح لهم بالتخلي عن مسؤولياتهم المهنية لمجرد أنهم اختاروا خوض مغامرة الهجرة خارج أرض الوطن،يوضح مصدرنا.

    وأضاف أحمد الدافري، أن الحقائق الملموسة على أرض الواقع تؤكد أن الذي يختار الهجرة إلى الخارج في صفوف شريحة الفنانين والممثلين والمطربين وغيرهم، هو الذي يستشعر أن مستقبله داخل بلده لا يبعث على الاطمئنان، وهو ما يفسر، حسب المتحدث ذاته، أن الدافع الأساسي لمغادرة أرض الوطن لا يقتصر على مبرر تغيير الأجواء فحسب، “بل تحسين الوضع المالي والارتقاء الاجتماعي، وهذا أمر لا جدال فيه”
    ومع ذلك، فقد ارتأى الدافري في تصريحه لـ”المشعل”، أن هجرة الفنانين المغاربة نحو بلدان معينة لا يمكن النظر إليها كسلوك مرفوض، “بل إنه مقبول لكنه يفرض ضرورة طرح بعض التساؤلات حول ما إن كان هؤلاء الفنانون يعتزمون من وراء اتخاذهم لقرار الهجرة، مواصلة مشوار الفن وحول ما إن كان مستواهم يؤهلهم للارتقاء بقدراتهم الفنية والاستمرار في ممارسة المهنة بشكل متطور أم أنهم سيلجأون إلى مهنة أخرى لا علاقة لها بالمجال الفني الذي مارسوه في المغرب؟”

    واستحضر أحمد الدافري طينة المطربين الذي يهاجرون في حدود إمكانات متواضعة لا تسمح لهم برفع درجة احترافهم لمهنة الطرب، بقدر ما أنها تتيح لهم فقط جني مكاسب مادية عبر الاشتغال في الحفلات الخاصة وحانات ومقاهي يرتادها مغاربة، “أما أن يحقق نجاحا دوليا في مجال الفن فهذا مستحيل ويصعب تحقيقه” يوضح الدافري.

    أما في مجال التمثيل، فقد استدل مصدرنا ببعض الأسماء الفنية التي اختارت الهجرة نحو بلدان فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وكندا، “لكنها لم تحقق للأسف المراد من هذه المغادرة على الصعيد الفني، وهو جعل هجرتها مجرد مغامرة لا تهدف إلى تغيير الأجواء بل تحقيق وضع اعتباري”، مؤكدا أن العبرة تأخذ بالخواتم وخواتم الأشياء والأمور بالنسبة لهؤلاء الفنانين المهاجرين لم تكن في المستوى المطلوب.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    أمطار قوية: الشركة الوطنية للطرق السيارة توصي مستعملي الطريق بالحذر