أول تلميذة تفوز بإذن ملكي من أجل الدراسة بمصر تشكف خطتها لإقناع محمد الخامس

أول تلميذة تفوز بإذن ملكي من أجل الدراسة بمصر تشكف خطتها لإقناع محمد الخامس

A- A+
  • في عقدها الثامن (77 عاما)، لا تستسيغ فكرة وجود فتيات لا يتعلمن في عصرنا هذا، ولا تتقبل وجود آباء يمنعون بناتهم من الدراسة. هي الأستاذة حبيبة العمارتي التي سجلت الاستثناء، وكانت أول فتاة مغربية بعثها الملك محمد الخامس للدراسة بمصر في خمسينيات القرن العشرين. كما أنها أول فتاة شفشاونية حصلت على شهادة البكالوريا منذ ستين عاما، وثالث مغربية حصلت على الإجازة في علم الاجتماع، ودبلوم الدراسات المعمقة.

    وفي لقاء لها مع موقع “الجزيرة.نت”، حكت حبيبة العمارتي لحظة تسللها من وسط الحضور لتخبر ملك البلاد آنذاك محمد الخامس، بتطوان، عن رغبتها في متابعة دراستها بالشرق العربي، مشيرة إلى أنها احتفظت بسر بوحها للملك لنفسها ولم تخبر أحدا بخطتها، وبرقت عيناها امتنانا مجددا، وهي تحكي لنا عن إذن الملك الفوري لها بمنحة استحقاق للدراسة بمصر، قائلة: “أنا الوحيدة التي تابعت دراستي بإذن ملكي”.

  • ووفق المصدر ذاته، فإن العمارتي غادرت المغرب عام 1957 وسط الضغوط الاجتماعية والعقليات المحافظة، وحصلت على البكالوريا عام 1958، لتكون بذلك أول شفشاونية تكمل دراستها وتحصل على هذه الشهادة، قبل أن تحوز الإجازة عام 1962، ودبلوم الدراسات المعمقة عام 1963، وتتسجل لنيل الدكتوراه قبل أن تعود رفقة سائر الطلبة المغاربة آنذاك، بدافع وطني، احتجاجا على تصريح جمال عبد الناصر ضد موقف المغرب إبان حرب الرمال التي اندلعت بين المغرب والجزائر في عام 1963 إثر خلاف حدودي.

    وكان دور أبيها الحسين العمارتي حاسما، فقد توسم فيها نبوغا ورغبة في التعلم، فمنع أن يوكل لها بأشغال البيت وسمح بذهابها إلى تطوان لمتابعة الدراسة، ما دفع الحاجة حبيبة لإعطاء شهادة مؤثرة في حقه، بقولها: “كان العطف والتشجيع، ولم يكن من ذوي العقلية المتزمتة، وهو من شجّعني على الدراسة والتحصيل”.

    وانتقلت العمارتي بعد عودتها من مصر إلى العاصمة الفرنسية باريس. ومنذ 1966 انخرطت في تدريس الفلسفة بالدار البيضاء بعد أن رفضت عروضا للتعليم العالي بالرباط، ومنصب قاضية آنذاك لارتباطها بزوجها الفاروق الريسوني الذي كان أيضا أول مهندس بشفشاون، وواحدا من المهندسين الثلاثة الأوائل في الأرصاد الجوية بالمغرب.

    وشكلت حبيبة العمارتي رمزا لتعليم الفتاة ولقبت بمربية الأجيال، وحظيت بتكريم في ماي 2018 بمسقط رأسها شفشاون، باعتبارها عنوانا لتحرير المرأة ورمزا لضرورة العلم والتعلم بالنسبة للنساء، حيث ترأس حفل تكريمها عباس الجراري مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    السفير زنيبر يبحث مع غوتيريش ومسؤولين أمميين تفعيل أولويات مجلس حقوق الإنسان