باي باي 2019، مرحبا 2020

باي باي 2019، مرحبا 2020

A- A+
  • ها نحن نودع سنة 2019 بكل ما فيها من أحداث ومن مآسي، من انتصارات ومن إحباطات.. المهم أن المغرب طيلة هذه السنة، ظل بلدا مستقرا في مناخ إقليمي ودولي عاصف، وبرغم كل المعيقات فإن قافلته ظلت تسير.. ومن حقنا كمغاربة أن نختلف حول الشكل الذي يسير عليه المغرب، لكن المهم علينا أن نؤمن أن البلد يتقدم، وأننا على عتبة مرحلة جديدة واعدة..

    في 2019، عشنا آثار الحدث الإرهابي الذي وقع بشمهروش في دجنبر 2018، وما تناسل من تداعيات، وفتحنا صفحة يناير من العام الماضي على صور البرلمانية أمينة ماء العينين التي خلقت جدلا واسعا في الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي لحظة ظهورها بدون حجاب في باريس، ثم عشنا لحظات ساخنة مع قضية هاجر الريسوني والإجهاض الذي أدى إلى اعتقالها، فتفجر الجدل حول الحريات الفردية، وجاء عفو ملكي ليحل عقدة عميقة في المنشار..

  • ولكن أكبر حدث فجر سخط المغاربة هو حصول رئيس الحكومة السابق الذي ظل يتحدث عن محاربة التماسيح وعفاريت الفساد والريع على تقاعد استثنائي سمين، واستمر عبد الإله بن كيران في خرجاته لكن معاشه المريح كما لو صب مياها من البحر المتجمد على خرجته، والتي كانت دوما تثير الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي، وآخرها استغرابه أن تضم لجنة إعداد النموذج التنموي من يطالبون بإبعاد الدين.. وكانت هذه الخرجة مثل الخرطوشة الفارغة.

    شهدت سنة 2019 جدلا كبيرا حول مشروع القانون الإطار الخاص بالتربية والتكوين، خاصة في بندي مجانية التعليم ولغة تدريس العلوم، ونجا المجتمع من حرب ضروس منعت الفتنة، وأصبح للمغرب لأول مرة قانون إطار في التعليم.. نفس الجدل ستفجره المادة 9 من قانون المالية لعام 2020 بين من يدعو لحماية استمرار المرفق العمومي وبين من يطالب باحترام الأحكام الصادرة عن المحاكم وتنفيذها في إطار المساواة أمام القضاء..

    أما على مستوى الفاعلين السياسيين نجوم 2019، فكان اختفاء إلياس العماري من المشهد السياسي بعد استقالته المفاجئة من رئاسة جهة طنجة تطوان الحسيمة، وتصريح صلاح الدين مزوار في ندوة دولية بمراكش حول ما يقع في الجارة الجزائر، فصدر بلاغ “قاصح” لوزارة الخارجية يصف وزير الخارجية السابق بالمتهور والأرعن، وتقديمه استقالته من رئاسة نقابة الباطرونا، ثم شكيب بنموسى الذي عينه الملك رئيسا للجنة الملكية لإعداد النموذج التنموي الجديد بعد أن كان محمد السادس قد أعلن في مناسبات سابقة عن فشل النموذج الحالي وطالب بضرورة دخول المغرب مرحلة جديدة اعتمادا على الكفاءات العالية لرفع التحديات…

    اليوم نطفئ شمعة 2019، ونحلم أن تكون 2020 أحسن منها، من حق المغاربة أن يحلموا بأن يعيشوا سواسية في بلدهم، وأن يتحملوا تكلفة تنمية بلدهم على قدم المساواة وأن يعيشوا في حرية وكرامة، وأن نقطع مع كل سلوكات الريع والفساد بتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وأن يستعيد المغاربة الثقة بإمكانياتهم وبإمكانيات المغرب لنحقق التقدم المرجو ونقضي معا، اليد في اليد، على كل عناصر اليأس والفقر والأمية والبطالة.. نطمح أن يصادق البرلمان على مشروع القانون الجنائي بعد التعديلات الأساسية ليكون القانون مستوعبا لحجم التطور الحاصل في المغرب، وأن يكون يونيو القادم مبشرا بالخير مع تقديم لجنة بنموسى لنموذج تنموي يحكم الأجيال القادمة، وتكون السياسات العمومية المنبثقة عنه، جريئة وذات مردودية عالية وتمس الشرائح الاجتماعية الأكثر هشاشة كما ظلت كل الخطب الملكية تطالب بذلك، ليس أمام المغرب وقت ليضيعه لتدارك ما فات، ونعم نستطيع ونقدر إذا ما آمنا بوطننا وبإمكانياتنا، فالمغرب لا يزخر باللصوص والمعرقلين والفاسدين، بل يمتلئ أيضا بالكفاءات العالية وبالأطر النزيهة المعول عليها ليستحق المغرب التقدم الذي يحلم به أبناؤه.. وسير على الله.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    هلال يرد على خزعبلات عطاف: المغرب استرجع صحراءه بشكل لا رجعة فيه سنة 1975