ليس منا من أحرق العلم الوطني!!!

ليس منا من أحرق العلم الوطني!!!

A- A+
  • “إنه عمل أرعن”، “لا يمكن التعبير عن مطالب مشروعة إلا بأساليب حضارية”، “من أحرقت العلم الوطني لا يمكن أن تكون مناضلة أمازيغية”، “لا نقبل أن تُحرق الراية التي سقاها أجدادنا بدمائهم”، “هذا سلوك صبياني وغير حضاري وشوفيني لا يقوم به إلا عدو لوطنه”…

    هذه عينات فقط من بيانات التنديد التي صدرت عن فاعلين سياسيين أو نشطاء أمازيغ أو عن مناضلين من حراك الريف ذاته، أو صدرت عن مواطنين بسطاء في منابر إعلامية وطنية على ما حدث يوم الأحد الماضي في مسيرة محتشمة لمن قيل إنهم نشطاء متضامنون مع معتقلي حراك الريف، بباريس، حيث أقدمت سيدة تلتحف العلم الأمازيغي على حرق العلم المغربي.. وهو ما يعني أن هناك إجماعا مغربيا ذي طابع وطني، يجمع الأمازيغ والعرب، المحافظين والحداثيين، اليمين واليسار والوسط، من أعلى قمة في الهرم السياسي، برلمان وحكومة وأحزاب سياسية ومنظمات نقابية ومدنية، حتى المواطنين العاديين في المراكز كما في الهوامش.. هناك إجماع على إدانة هذا السلوك الشاذ وغير المسؤول الذي استفز مشاعر المغاربة وجرحهم في عمق هويتهم الوطنية..

  • لم يسبق أبدا في تاريخ الحركات الاحتجاجية، حتى أقواها عنفا وراديكالية، أن تم حرق العلم الوطني، على عهد المهدي بن بركة وعمر بن جلون وعلال الفاسي وعلى عهد اليسار الراديكالي في الجامعات والشوارع، ولا في تاريخ احتجاج الحركات الأمازيغية أو الحركات الاجتماعية التي عَبَرت المغرب وليس آخرها جرادة والريف وكلميمة… أن تجرأ نشطاء هذه الحركات أو المشاركون فيها على حرق الراية المغربية في الساحة العامة لا داخل الوطن ولا خارجه…

    ولذلك في طي أي نقمة توجد نعمة ما، فقد أجمع الكل على أن من قامت بحرق العلم المغربي ومن لم يحرك ساكنا في ساحة التظاهرة بباريس، لا يمتّون بصلة إلى الروح الوطنية المغربية التي تعتبر العلم رمزا مقدسا للوطن
    لا يمكن المساس به، احتراما لرمزيته ولآبائنا وأجدادنا الذين قدموا أرواحهم من أجل أن ترفرف راية المغرب عالية وشامخة في سماء بلد مستقل وحر ومتقدم… وهذا بُعد إيجابي في تقديري، لأن لا أحد التمس عذرا واحدا لهذه المرأة التي دنّست الراية الأمازيغية التي كانت ترتديها وهي تحرق العلم المغربي، فلذلك تبرأ منها النشطاء الأمازيغ الذين لا يقلون مغربية عنا، وأدانوا سلوكها الشاذ والأرعن…

    هذا الإجماع الوطني القوي على إدانة سلوك هذه السيدة، وهذه الوحدة الوطنية التي التأمت برغم كل اختلافاتها في التوجهات والأفكار.. هي عنصر خير في بلادنا، لأنها دافعت تلقائيا عن شرف أمة أريد له أن يمرغ في رماد النيران التي أحرق بها العلم الوطني في باريس.. هذا الإجماع التلقائي على الدفاع عن العلم الوطني، الذي يعتبر رمزا مقدسا لدى المغاربة، المساس به مثل المساس بأي شبر من تراب الوطن ومن مؤسساته المقدسة التي هي مَحل إجماع كل المغاربة على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم…

    هذه الروح الوطنية العالية التي عبر عنها السياسيون والنشطاء الحقوقيون والمدنيون ومختلف أطياف المجتمع، هي مبعث ثقة في أن المغاربة مرتبطون أشد الارتباط بالدفاع عن وطنهم بمختلف رموزه، وأن السيدة التي أحرقت العلم الوطني بباريس بدت مثل الشاذ الذي لا يقاس عليه كما يقول الفقهاء، وجر عليها سلوكها الأرعن وغير الأخلاقي كل لعنات المغاربة من كل حدب وصوب، وأصبحت أمامنا عارية من أي ثوب، لا يسترها لا العلم الأمازيغي الذي تدثرت به ولا العلم الوطني الذي قامت بإحراقه، وربحنا نحن هذه الروح الوطنية العالية التي أشعرتنا جميعا أن على هذه الأرض ما يستحق أن ندافع عنه، بدءا من الراية الوطنية.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    أسعار النفط العالمية تقفز بأكثر من 4% بعد الهجوم على إيران