انتصرنا بالفور وبلا فار

انتصرنا بالفور وبلا فار

A- A+
  •  

    لا حديث في الصحف العالمية والوطنية منذ الجمعة الماضي إلا عن نهائي دوري أبطال إفريقيا الذي شهد فضيحة تحكيمية في المباراة التي جمعت الوداد البيضاوي بالترجي التونسي، حينما أحرز وليد الكرتي مهاجم فريق الوداد هدفا صحيحا في شباك الترجي بنهائي البطولة التي أقيمت  على ملعب رادس، وألغى حكم اللقاء “بكاري جاساما” هدف الوداد بداعي التسلل إلا أن الإعادة التلفزيونية أثبتت صحة الهدف، ليحتج الطاقم  الفني والإداري لفريق الوداد على الحكم  مطالبين بالعودة لتقنية الفيديو. لكن..
    حسب فهمي المتواضع لبعض أبجديات الكرة فقد انتصر فريق الوداد البيضاوي بقوة على أرضية الملعب ضد الترجي التونسي بأدائه المتميز، ولأن الفريق لعب بروح رياضية عالية وبنفس جماعي كاد يثمر هدفا في أكثر من مرة، انتصر فريق الوداد.. لاعبون وطاقم تقني  وإدارة وجمهور في قلب ملعب رادس بالعاصمة التونسية في ليلة القدر التي ستبقى موشومة بطريقة مأساوية للأسف في تاريخ الكرة الإفريقية..
    عاد الفريق المغربي من تونس بأكبر من كأس “الكاف”، عاد بشرف البطولة، بروح جماعية عالية وحدت اللاعبين والطاقم التقني والإداري ومشجعيه، لذلك استقبل في المطار استقبال المنتصرين، وإن كانت إرادة الحكم والفار المعطل قد سارت ضد مجريات الأمور، وأزالت عن مقابلة حاسمة الفرجة والحماس الذي بدأت به، عندما لم يحتسب  الحكم هدف الوداد ولا ضربة جزاء ولا هم يحزنون..
    كل منافسة رياضية توجد فيها الخسارة إلى جانب الربح، الهزيمة تتجاور مع الفوز والانتصار، لكن ما حدث في مباراة الوداد البيضاوي والترجي التونسي شكل فضيحة مدوية بحق وحقيقي إن لم نقل مذبحة كروية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، بطلها التحكيم الإفريقي والإدارة المشرفة على  نهاية كأس عصبة الأبطال الإفريقية والمنظمون الذين وصفتهم  الجريدة الفرنسية المختصة “ليكيب” بالهواة المبتدئين، لأول مرة منذ 55 سنة تتوقف مباراة قبل أن تنتهي في تاريخ المنافسات الإفريقية، ليس العيب في عطل تقني يمكن أن يصيب الفار الذي خلق من أجل العدل والإنصاف والتقليل من الخطأ البشري في التحكيم، لكن للأسف أذهب الحماس وضيع علينا الفرجة الكروية، لأنه تعطل بمكر وخداع، وهو ما كشفه خليل شمام لاعب فريق الترجي التونسي الذي صرح بأن الحكم بكاري جاساما أخبر اللاعبين التونسيين لوحدهم بخوض لقاء الوداد بنهائي أفريقيا بدون استخدام تقنية الفيديو..
    لم نأت بالكأس الذي شابته تلاعبات الكاف التي دعت إلى اجتماع عاجل يوم 4 يونيو الجاري (هذا العدد أغلق يوم 3 يونيو)، لكن أتينا بروح وطنية عالية للدفاع عن شرف منافسة رياضية تعتبر الأكثر جماهيرية، فزنا بأخلاق الأبطال الذين يقبلون بالهزيمة بروح رياضية لكنهم مستعدون للدفاع باستماتة عن قميصهم وعن متعة الفرجة واللعب النقي ورفض الظلم وعدم الاستكانة له، وذلك بشهادة عالمية، لا يهم اليوم أن يتخذ الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، في إطار التمادي لا قدر الله في الخطأ، قرارا بحرمان فريق الوداد الرياضي من خوض أي منافسة إفريقية لمدة سنتين، فالظلم مثل التمادي فيه سيان في وقعهما وجرمهما وفداحتهما، إذ المنطق السليم يقضي بالاعتراف بالخطأ وتوقيف الحكم  والمتسببين في عطل جهاز “الفار”، الذين أفسدوا علينا روح مقابلة كانت شيقة برغم ما حدث في الكواليس.. ولكن لا يهم فالجامعة الوطنية لكرة القدم اتخذت موقفا مشرفا وقررت الذهاب بعيدا عبر مراسلة الجهات العليا المختصة من فيفا وغيرها، وهذا في تقديري هو أهم ما ربحه فريق الوداد البيضاوي والمغاربة أجمعين الذين كانوا خندقا واحدا للدفاع عن شرف المنافسة الرياضية في أخلاقها العالية.. ومبروك عليكم “راكم جبتو أكثر من الكاس لهاذ البلد”، ومهما يكون القرار المتخذ،  سيحفظ لكم التاريخ أنكم رفضتم الظلم وقاومتوه مهما كان الثمن.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    الرباط: تضامن واسع مع فريق نهضة بركان ضد تضييق المسؤولين الجزائريين