البيضاء.. قصص مؤثرة لمُمتهنات للدعارة بكُل الأثمنة

البيضاء.. قصص مؤثرة لمُمتهنات للدعارة بكُل الأثمنة

ممتهنات للدعارة بالدار البيضاء - تصوير: محمد بوكيرة

A- A+
  • جولة ليلية بمدينة الدار البيضاء، قد تجعلك مصدوما غير مصدق لما يقع بأبرز وأشهر شوارع العاصمة الاقتصادية، “شبان وشابات”، اختاروا المسار “المشين والمنحرف” في الحياة المتمثل في بيع أجسادهم للراغبين في المتعة الحرام، مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 20 و 50 و 200 درهم، وهو ما يجعلك تتساءل عن الأسباب التي قد تجعل شابة في عمر الزهور تهدي جسدها للسكارى وللذئاب البشرية..

    وسط “كازا”..الجنس مقابل 20 درهم

    يضعن مساحيق تجميل “رخيصة” وغير متناسقة، ويرتدين ملابس تعتبر العلامة التي تؤكد على أنهن عاملات جنس، يمضغن “العلكة” ويقمن بحركات وإيحاءات ويصدرن ضحكات وأصوات رديئة، هكذا هي حالة بائعات الهوي اللائي يقدمن أجسادهن لبعض الأشخاص الباحثين عن المتعة الجنسية الرخيصة التي يترواح سعرها ما بين 20 و50 درهما، إذ لا تتجاوز مدتها العشر دقائق وتجرى فصولها سواء ببعض قاعات السينما المعروفة وسط المدينة أو بأبواب وسلاليم بعض العمارات المهجورة المظلم أو حتى بالمراحيض.

  • شوارع مشهورة تعتبر قبلة الباحثين عن المتعة الجنسية

    زنقة أكادير وشارع محمد الخامس وشارعي الزرقطوني وأنفا ومارشي بنجدية، هذه الأماكن وبعد الساعة السادسة مساء، تتحول إلى معارض للأجساد، حيث تقف نساء بمختلف الأعمار ب”الطروطوار” وقرب الشبابيك البنكية الأوتوماتيكية، من أجل اصطياد ما يلقبنه ب “الفيكتيم”، هذا الأخير وحسب سعر جيبه فإنه يختار بين ما يسميه ب “الميمة” التي يتراوح سنها ما بين 40 و55 سنة، أو الشابات اللائي يكون سعرهن أعلى ويتراوح ما بين 200 و 300 درهم.

    ممتهنات للدعارة بالدار البيضاء – تصوير: محمد بوكيرة

    بائعات الهوى بهذه الشوارع نوعان، يتجولن وهن يحملن حقائب يد تحتوي على العدة “ملابس داخلية” و “واقيات ذكرية”، يقمن بعرض أنفسهن على الزبون ويقمن باستدراجه بالهمسات والغمزات والحركات الجنسية، وتكون الوجهة أحيانا بالنسبة للنوع الأول بعد التفاوض إلى إحدى الغرف المتواجدة وسط المدينة ويكون سعر العلاقة الجنسية التي لا تتجاوز مدتها الساعة الواحدة هو مبلغ 200 درهم، نصفها يتم دفعه كأجرة للغرفة، أما النوع الثاني فهن بائعات الهوى اللائي يفضلن “المبيت” ويخترن الزبون المتوفر على سيارة والقادر على توفير العديد من الأمور من بينها الكحول و”العشا” والسجائر والمقابل قد يصل ل 500 درهم.

    قصص مؤلمة وصادمة لشابات اخترن الانحراف

    الجلوس مع “بائعات الهوي” وتبادل أطراف الحديث معهن قد يجعلك تقف على مجموعة من القصص المؤلمة والصادمة التي تدمي القلوب وتهز النفوس، فأغلبية ممتهنات الدعارة يؤكدن أن الفقر والحاجة والحرمان والضياع وتعرضهن للاستغلال الجنسي، من الأسباب التي دفعت بهن إلى الاستسلام وبيع أجسادهن إلى ” لي يسوا واللي ما يسواش” كما يقلن، مؤكدات أنهن وجدن أنفسهن غارقات في بحر الضياع، بالرغم من محاولتهن “الثوبة” والعودة إلى السكة الصحيحة.

    بوجه يظهر عليه الإرهاق، أكدت “مومس” رفضت الكشف عن هويتها وهي شابة في عقدها الثاني، ل “شوف تيفي” على أنها تعيش الجحيم بسبب امتهانها للدعارة، مشيرة إلى أن الظروف جعلتها تمتهن هذه المهنة “القذرة”، حيث اضطرت إلى ممارسة الجنس أحيانا مع الباحثين عن المتعة الجنسية وهي حامل في أشهرها الأخيرة، وذلك حتى تستطيع توفير لقمة العيش لها ولتعين أسرتها التي تعيش الفقر.

    ممتهنات للدعارة بالدار البيضاء – تصوير: محمد بوكيرة

    ومن جهة أخرى، كشفت بائعة هوى تدعى “م” اختارت التجوال بشوارع البيضاء وممارسة الجنس المحرم من أجل تربية طفلتها وللحصول على مصاريف علاج والدتها عن العديد من المعطيات الصادمة والخطيرة، ووصفت عالم الدعارة بالعاصمة الاقتصادية ب “الغابة.. القوي يأكل الضعيف”، قائلة:”العالم ديال الدعارة في سونطر المدينة بحال الغابة القوي كياكل الضعيف وإلا ما كنتيش حربية ياكلوك وخاصني نخرج عايني..”، مضيفة:”فاش كنمشي مع شي واحد واش أنا بنادم..أنا راه جثة بلا روح..كياخذ مني لحمي وكناخذ فلوسو باش نعيش بنتي ونعالج الأم ديالي..الليل عندي هو النهار والله يعفو عليا وأنا شبعت تعريت وخرجت وسكرت باراكا عليا بغيت اللي يسترني وندير النقاب. “.

    كورنيش شاطئ عين الذياب وجهة الباحثين عن الدعارة الراقية

    يبعن أجسادهن بأسعار مهمة قد تصل لأكثر من ألفي درهم وقد تتجاوز 5 آلاف درهم إذا كان الزبون من النوع الذي يتم تلقيبه ب “الحولي”، لأنهن يعتبرن أنفسهن عاهرات “هاي كلاس”، والوجهة حتى يحصلن على سهرة “مضخمة” وأموال، تكون الملاهي والعلب الليلية المنتشرة بكورنيش شاطئ عين الذياب.

    ممتهنات للدعارة بالدار البيضاء – تصوير: محمد بوكيرة

    الملاهي الليلية بكورنيش شاطئ عين الذياب وخاصة خلال فترة الصيف، تعتبر المكان والقبلة الرئيسية للباحثين عن المتعة الجنسية مع شابات جميلات تتراوح أعمارهن بين 20و30 سنة، يرتدين ملابس مثيرة وأنيقة ويضعن عطورا غالية، يقمن بالتراقص والتمايل على أنغام الموسيقى الشعبية والشرقية والخليجية بالقرب من الفرقة الموسيقية الخاصة بهذا الملهى لجذب الانتباه لهن أو من خلال الصعود والرقص فوق ما يسمى ب “الكونطوار”، حيث يعرضن أنفسهن على الزبون الذي قد يقدر جمالهن ويبدي استعدادا على دفع مبلغ مالي مهم مقابل الحصول على ممارسة جنسية معهن.

    شبان شواذ بملابس نسائية

    الساعة تشير إلى الثانية ليلا، المكان شارع مولاي يوسف وبالتحديد بالقرب من “بارك ياسمينة” الذي تم إغلاقه قبل سنوات، وبين الأشجار يتجمع العديد من الشواذ وهم شبان في عقدهم الثاني، يرتدون ملابس نسائية ويضعون مساحيق تجميل، يقومون بعرض أنفسهم على “صحاب الحديد” أي أشخاص على سيارات، يختارون الممارسة الجنسية مع “شواذ” مقابل مبالغ مالية، وهو ما يثير للعديد من المرات غضب المارة ما قد يتسبب في وقوع مواجهات مع هؤلاء “الشواذ” الذين يعملون كذلك كوسطاء بين مرافقتهم من المومسات والزبناء.

    الغوص في عالم أقدم مهنة في التاريخ، ومحاولة الكشف عن بعض الحقائق الخاصة بها، يبرز الضياع والانحراف الذي تعيشه بائعات الهوى بمدينة الدار البيضاء، ويكشف عن المآسي التي تعيشها فتيات وشابات في عمر الزهور، اخترن بيع أجسادهن وعفتهن وشرفهن والغرق في إدمان المخدرات مقابل مبالغ مالية، يعتقدن أنها الوسيلة الوحيدة التي قد تمكنهم من مواجهة الحياة.

  • المصدر: شوف تي في
    تعليقات الزوّار (0)

    *

    التالي
    المتفرج الأمريكي يكتشف تاريخ المغرب الحديث من خلال فيلم “خمسة وخمسين”